بيان لدعم الثورة الليبيّة
كتب بواسطة حامد بن عبدالله العلي
التاريخ:
فى : المقالات العامة
740 مشاهدة
قال الحق سبحانه: ( وجاهدوا في الله حقّ جهاده).
وقال: ( والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون).
وقال: (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل).
((فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبّة خردل)) حديث صحيح رواه مسلم.
يشعـل أحفاد عمر المختار في أرض جهاده، ثورة عظمى ضد طاغيتها الذي طغى في البلاد، فأكثـر فيها الفسـاد، وأهلك بالظلم العبـاد، ثم أظهـر حقيقة طغيانه، ومبـلغ إجرامه وعدوانه، فيما فعله في المتظاهرين ضـد نظامه، إذ أخذ يقصفهم هذه الأيـام بالصواريخ، ويلقي عليهم قنابل المدفعيـة، ويعمل فيهم الإبادة الجماعية، من أجـل أن يبقى في كرسيه العفن الذي أقامه على أرض مليئة بجثث المقتولين ظـلمًا من الشعب الليبيّ البطل، وسقاه من دماء المظلومين من أبنائـه، وثبَّته بالظلم، والبغي، والجور طيلة أربعين سنة، كانت كلّها أعجف الدهور على أحفاد عمر المختار، وأشد العصور على أبناء الجهاد ضد الاستعمـار .
ووالله الذي لا إله إلاّ هو، إنّ عرش ظلمه سيسقط قريبًا، وصرح طغيانه سيتهاوى ويشتعل لهيبـًا، وسيتردّى هذا المعتـوه، مع كتابه الأخضـر المليء بالسخافات العقيمة، والخزعبلات السقيمة، وسيولي عهده البغيض إلى غير رجعة .
لقد تعرّض الشعب الليبي في أثناء حكم هذا اللعين إلى أبشع ضروب القمع، والتعذيب، والتنكيـل، والقتل بالاغتيـال، أو في سجون المخابرات، حتى لقد تمّ فتح النيران على ألف سجين في حادث سجن أبي سليم عام 1996م، وقد لاقى منه هذا الشعب الأبيّ كلّ العنت، والضيـم، وبدد ثورة ليبيا على ترجمة كتابه الأخضـر الأحمـق إلى جميع اللغات، وصرف الأموال على حركات ، ومشاريع ثوريـّة فاشلة في أقاصي العالم حتى أهلك 44 مليار دولار على تلك المشاريع، في الوقت الذي أفقـر شعبه، وأما قضية الأمة في فلسطين فقـد دعـا إلى اندماج الفلسطينيين والصهاينة في دولة واحدة زعم تسميتها (إسراطين) أهلكه الله بالسرطان !!
أما حالات خطف المعارضين، وإختفائهم قسريـّا، فحـدّث ولا حـرج، ومن أبرز حالات الاختفاء القسري من الليبيّين الشيخ أحمد البشتي، والدكتور عمرو خليفة النامي، وجاب الله حامد مطر، وعزّات يوسف المقريف، ومنصور رشيد الكيخيا، وغيرهـم كثير .
كما انتشر الفساد، وفشت الجريمة، والمخدرات، وعـمت الفواحش، والإنحلال الأخلاقي، وصار حكمه ملاذًا لكل أنواع المرتزقة، وأخباث الخلق .
لقد أذل هذا الطاغية الشعب الليبي، وحرمه من أدنى حقوقه الإنسانية، وسلبه حريتـه، وسلَّط عليه أنظمة القمع، والإرهاب البوليسي، وفرض عليه كتابه الأخضـر وحارب كلّ معارضة له، وجعله كأنه قرآنٌ منزّل !!
كما استنزف وبدّد ثروة الشعب الليبي، وموارده الطبيعية الغنـية، ونهب أموال الخزانـة العامـّة، والأرصـدة.
وجعل من نفسه مستبدًا مطلقًا لايحـقّ لأحد أن يرد قوله، فيما ابتدعه - وما أكثر بدعه الضالة - وأسمـاه (الصلاحيات الثورية)، وجعل إليه وعليه وحده دون سوه حق تفسيرها وتنفيذها!! ثم ابتدع بدعة ثانية أسماها (وثيقة الشرعية الثورية)، وحوّلها إلى صولجان بيده، يضرب به ما يشاء من أنظمة الدولة فيحركها كيفما يشاء، ثم ألحقها ببدعة ثالثة أسمـاه (التوجيه والترشيد الثوري)، أشبه ماتكون بسوط أيضا يجلد به من يشاء !!
وتابع هذه البدع السخيفة فأحدث ما أسماه (التحريض الثوري) _ في ضمن تنظيمات أخـرى وخرافات ما أنزل الله بها من سلطان - وماهم إلاّ جواسيس للقذافي، يوجّهون كلّ ما يطلق عليه: اللجان، ومؤتمر الشعب العام، والمؤتمرات الشعبية .. إلخ، لئلا تخرج عمّا في رأسه من أفكاره اللعينـة !!
وهكذا يحدث البدع، والواجهات، والأسماء الوهمية، والـ ( ديكورات ) العجيبة، لتعبيد الشعب الليبي إليه، وتحويله إلى قطيع يدوس عليه.
وفي الجملة فقـد سام شعبه سوء العذاب، وحكمهم بالنار والحديد والإرهاب، وسرق أموالهـم، وبدد ثرواتهـم .
وأخذ يسخر من القرآن، وينكر السنـة، ويعبث بالدين، ويخـرب عقيدة المسلمـين .
غير أنّ شعب ليبيـا البطـل، أحفاد القائد العظيم، عمر المختار، لايمكن أن يذلّ لطاغية، أو يستعبده طغيان، فقد قام بعدة محاولات لإزاحة هذا الطاغوت الجاثم على صدر هذا الشعب المجاهد، حتى إذا أذن الله تعالى بالنهضة الكبرى، والبطشة العظمـى، رمى الله طاغية ليبيا بالرعـب، وربط على قلوب الشعـب.
فصارت من تحت أقدام فرعون ليبيا الأرض تموج موجـًا، وارتجـّت أركان حكمه رجًّا رجًّا، فدعـا المرتزقة للدفاع عن عرشه عربًا، وعجمًا، وزِنجًا، فما زاده ذلك إلاّ هزيمـة، وهرجًا، ومرجـًا !!
وهاهو الشعب الليبي يشتـعل اشتعال النار في الهشـيم، وينطلق إنطـلاق السيل العظيـم، ويضـرب ضربة السيف الصريـم .
ويصرُّ على إسقاط الطاغية، وعلى إسترداد حقوقه، وإقامة سلطان العدل، وإطـلاق مشـروع النهضة التي تلتحق بالنهضة العربية الكبرى، لتعيد لأمّتـنا رسالتها الإسلامية الخالدة، وترفع رايتها الحضاريـة الرائدة .
وهو يقــدّم هذه الأيام تضحيات عظيمة، يقدم دماء أبنائه، وأرواح شهدائه، ويعرض نفسه لمواجهة نظـام هـو من أطغى الطغـاة، ومـن أخبـث الفجرة العـتاة .
ليحرِّر الشعب الليبيّ من الظلـم، والطغيـان، والبغـي، والاستعباد، والعـدوان.
فالواجب على الأمّة الإسلاميّة دعم الشعب الليبي في جهـاده، بكلِّ ما يحتاجه حتّى إسقاط الطاغيـة، وعلى العلماء، والمثقفين، نصرهـم، والشدّ من أزرهـم، حتى يزيحوا هذا المستكبـر الخبيث، ويبدلهم الله تعالى سلطانًا عادلاً ، وعيشًا كريمًا فاضلاً .
ويا أيُّهـا الشعب الليبيُّ البـطل، اعقد العزم بالله، واجمع التوكّل على الله، وأحسن الظن بالله، واثبت على جهادك، فمن يقتـل فيه، فهو شهيـد، ومن يجرح فيه فهو كالجريح في الجهـاد، يأتي يوم القيامة، ريح دمه ريح المسك، وثوابه ثـواب المجاهد للكفر والشـرك.
هذا ونحن متفائلون أنّ نهاية هذا الطاغية قريبة ومن كان معه شريكًا، أقـرب مِن هلاك طاغيتيّ تونس ومصـر، وسيقرّ الله تعالى _ بإذن الله تعالى _ عيون المسلمين بغيرهـم في إثرهـم وشيكًا .
والله المستعان، وهو حسبنا، عليه توكّلـنا، وعليه فليتوكّل المتوكّلون، والله نعم المولى، ونعـم النصيـر .
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة