كسر الكبرياء!
يقول أحد الشباب:
أنا شاب مفتول العضلات، قوي البُنية، تلقيتُ الكثير من التدريب في العديد من الرياضات، وكنتُ شديد الاعتداد بنفسي، بل ربما كان لدي شيء من الاغترار بقوتي، وذات يوم طرق بابنا خمسة من رجال الأمن، ودخلوا بيتنا بطريقة همجية، وكان من الواضح أنهم يريدون بث الرعب في نفوس كل من في المنزل، وقد سألوا أبي (ابن الخامسة والستين) أين خبئت بندقيتك؟ قال أبي: ـ وهو صادق ـ أنا ليس لدي بندقية، ولم أستخدم أي سلاح في حياتي. فما كان من أحدهم إلا أن صفع أبي على وجهه مرتين مع شتمه بألفاظ شنيعة جداً وأنا واقف أنظر..
لم أَشعر بالعجز في حياتي إلا في تلك اللحظة، لقد كسروا كبريائي حين كسروا كبرياء أبي! ماذا أفعل؟
إن أي حركة مني قد تؤدي إلى إطلاق النار عليَّ وعلى أبي، فهل أنتقم لأبي وأذهب أنا وهو إلى المقبرة أم أنكسر أمامهم وأطلب منهم الرحمة؟ قد شعرت فعلاً – على الرغم من البركان الذي يغلي في صدري- أنني في مرتبة أقل من مرتبة إنسان وأن كل الآفاق قد أظلمت في عيني، وخرج الأوغاد الخمسة بعد أن حطموا كل شي في المنزل، وقلت: كل شي يمكن أن يعوَّض ويُنسى، إلا الصفعة التي تلقاها أبي أمامي، فهي الجرح الذي لا يندمل أبداً.
ما شاهدناه على شاشات الفضائيات من إهانة وإذلال من بعض الجنود ورجال الأمن لبعض المواطنين يفوق الخيال، وقد سخط كل من رآه؛ ومثل هذا لا يحدث إلا في بلد يقف على أعتاب حرب أهلية حيث يكون كل شيء وارداً. النظام في سوريا يريد لها – كما يدعي-أن تكون ذلك البلد العظيم لكن من غير عظماء؛ وهذا ما فعله هتلر حين أراد أن يجعل ألمانيا كبيرة عن طريق جعل الألمان صغاراً.
إن البلد لا يكون مقاوماً ومنيعاً ورجاله ونساؤه يهانون على كل شبر من أرضه، هذا لا يكون أبداً. الثورة المباركة ستسعى إلى أن تكون سوريا عزيزة من خلال عزة أبنائها، وأن تكون منيعة من خلال حفظ حقوق مواطنيها، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة