أيها الديكتاتور المحروق..bon voyage
كدتُ في زحمة الأحداث على ساحتنا الإسلامية أن أنسى تسطيرَ هذا الوداع للديكتاتور الطالح المحروق، فلقد كان هذا المجرم في عداد الأموات إلا أن الله تعالى أراد غير ذلك لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه.. ولعلها مزيد من الإذلال والمهانة للمجرم حتى يفرح المؤمنون بذلك مرتين..
غادر ديكتاتور اليمن إلى أمريكا بعد يومين من صدور قرار مجلس النواب اليمني بعدم مساءلته، أخذ معه عائلته فارّاً "فراراً ناعماً"، ولم ينس وبكل وقاحة أن يطلب الصفح من الشعب اليمني، هكذا هم الطغاة عليهم من الله ما يستحقون، بين نائمٍ في سريرٍ يستعطف شعبه خشية العقاب، وآخر هارب يطلب الصفح من شعبه، وثالث خارج من المجاري الصّحية يقول للثوار: يا أولادي.. أين كانت هذه العواطف الجياشة وهم في سدّة عروشهم يقتلون الناس ويسومونهم سوء العذاب؟! ألا يُذكّرنا هذا بمقولة فرعون عندما أدركه الغرق: (..آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ).. ماذا لو استمر هؤلاء الطغاة في حكمهم أكانوا يقولون ما قالوه أم أنهم كانوا سيسحقون الناس ولا يُبالون؟!
ومع إطاحة الديكتاتور العربي الرابع أسطّر هذه النقاط:
- ما حصل من منح حصانة عدم المساءلة للديكتاتور اليمني يدل على عِور وفشل وعدم صلاحية هذه القوانين الوضعية الوضيعة التي اخترعها حثالة البشر وارتضوا بها عوضاً عن شرع الله تعالى يتلاعبون بها كيف ومتى يشاؤون. فكيف يَقتل القاتلُ ويرتكبُ المجازرَ بدم بارد لأجل البقاء على كرسيه، ثم عندما يُغلب على أمره يُمنح حصانة مكتفياً بقوله لشعبه: سامحوني، فاراً بكل جرائمه وآثامه؟ وأين هذا من قول الله تعالى (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)؟.
- عندما يفرّ الطغاة هاربين بأنفسهم وأُسرهم وما يحملونه معهم مما سرقوه من مقدرات الشعوب، لا يلتفتون لمن ساندهم وطبّل وزمّر لهم من أبواق رخيصة استخدموها، ولا يحملونهم معهم على طائراتهم، فلا قيمة لكل هؤلاء في حساباتهم، بل مقعد على الطائرة يضعون عليه ما سرقوه أهم عندهم من إنقاذ هذه الطبول الفارغة من مصيرها الذي ستواجهه على أيدي الشعوب المظلومة، فهل من معتبر؟!
- لا بد أن نوقن أن هذه هي السنن الربّانية في الطغاة، ظلم وتكبّر وطغيان وإجرام ثم هاوية سحيقة في الدنيا قبل الآخرة.. فما على المؤمنين إلا الثبات وتوطين النفس على جولات وصولات من التضحيات ومقارعة الطاغوت لينتزعوا بإذن الله حريتهم.. والشعب اليمني لم يتوقف عن تقديم التضحيات العظيمة والمؤلمة حتى وفقه الله للإطاحة بهذا الديكتاتور الذي طالما كرر أنه لن يتنحى عن مكانه.. وبقي أمامهم إكمال مسيرة التطهير بعد أن اقتلعوا رأس الفساد.. وهم أثبتوا أنهم قادرون على ذلك بإذن الله.
وفي الختام لا أشك – بإذن الله - أنني سأوجّه وداعاً قريباً للديكتاتور الخامس ولا أظن أن نهايته ستكون شبيهة بمن سبقه بل سيشرح الله بها صدور قومٍ مؤمنين، فإلى لقاء قريب مع زوال طاغية جديد بإذن الله..
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة