داعية ينتكس بسبب سيجارة!
ذهبت يوم إلى السوق لشراء بعض الأغراض اللاَّزمة للبيت، ودخلت على أحد المحلاَّت، فوجدت صاحبه يُدخِّن بشراهة !!
ألقيت عليه السلام، وطلبت منه بعض الأغراض، فأتاني بها وأعطيته سعرها، وقبل أن أغادر المحل قلت له: أما آن لك أيها الأخ الكريم أن تترك هذه السيجارة التي لا يُنازع في تحريمها عالِمٌ يعرف حقيقتها، فقال لي: والله أنَّني أتمنَّى ذلك، فادع الله لي!
ثمَّ اعتدل في جلسته وقال لي: سأحدثك بشيء غريب في حياتي !
قلت له: تفضل .
فقال: لقد كنتُ داعية إلى الله!
مشيت مع بعض الدعاة، لأكثر من سبعة أعوام!
طفت البلاد شرقاً وغرباً شمالاً وجنوباً لأجل الدعوة!
وألقيت العشرات بل أكثر من الكلمات والدروس والمحاضرات ...
وفي يوم من الأيام اختلفت مع بعض الناس وكنت شديد الغضب لدرجة أني نسيت نفسي من شدَّة غضبي!
فقام أحد الناس وأعطاني سيجارة لكي أدخن!
فأخذتها وأنا لا أدري ما الذي جرى لعقلي ثمَّ دخَّنت تلك السيجارة، ومن ليلتها ذهبت واشتريت علبة دخان، وقمت بتدخينها، طيلة الليل من شدَّة غضبي، ثمَّ انقطعت عن الدعوة، وتركتها، وأقبلت على الدنيا .... !!!
دعوت الله تعالى له، وانصرفت من عنده وأنا مصدوم مِمَّا جرى معه !
ركبت السيَّارة، ثمَّ خطر على بالي سؤال، أحببت أن أُوَجِّهَهُ له، فذهبت إليه مرَّة أخرى، وسألته عن سبب تركه للدعوة ؟
فأجابني وقال: والله لا أدري!
منذ أن دخَّنت هذه السيجارة طاف ببالي خاطر، كيف أدعو إلى الله وأنا أدخن، فتركت الدعوة والحياة الدينية، والسبب (السيجارة)!.
أسأل الله تعالى لهذا الرجل الهداية، وصلاح قلبه، وأسأله عزَّ وجل أن يُثبِّتنا وإياكم على هذا الدين.... آمين
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة