سويديون وسويديات يعيشون مع القرآن (2/2)
منذ أكثر من عشرين سنة كنا نقطع مسافة طويلة عبر الحافلة "الباص" لنصل للمركز الإسلامي في الطرف الآخر من المدينة لأداء صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك، وكنا نستغل مسافة الطريق تلك بتلاوة كتاب الله تعالى، اغتناماً للوقت وغضاً للبصر، وبينما أنا على هذا الحال مرةً إذ بفتاة سويدية تستأذن بالجلوس في المقعد المجاور، وبعد برهة من الزمن قالت لي: هل ممكن أن أسألك سؤالاً. فقلت: بالطبع تفضلي. فسألتني: هل تقرأ القرآن الآن؟ هل هذا هو المصحف؟
فأجبتها بالإيجاب.. ثم بادرتها بالسؤال؟ هل تعرفين شيئاً عن القرآن؟ فأجابتني بأنها ترغب بالاطلاع على القرآن وأنها تبحث عن الدين الحق.. فبشّرتها بأنها ستجد بُغيتها بإذن الله في القرآن الكريم ثم دللتها على المركز الإسلامي وأنها مُرحّب بها في أي وقت للسؤال والاستفسار والحصول على نسخة من ترجمة المصحف..
منذ ذلك الوقت أدركتُ أن تلك الديار مقبلة على عهد جديد مع الإسلام.. وسألتُ الله تعالى أن يهيء لتلك البلاد من يخدم دينه ويدلّ الناس على سبل الهداية والرشاد.. وبالفعل لم تمض سنوات قليلة بعدها إلا وبدأنا نسمع بإقبال الناس على دين الله أفواجاً بشكل غير مسبوق.. ولكثير ممّن أقبل على الإسلام مسيرة مع كتاب الله تعالى التمس فيه الهداية.. وإليكم بعض هذه القصص..
آيات غيرت حياتي!
فتاة سويدية تدعى "هايدي" تُحدِّثنا عن آيات من كتاب الله قرأتْها بتدبّر وتمعّن كانت سبباً في اعتناقها الإسلام: "قرأتُ موضوعاً يتعلّق بالقرآن والعلوم الكونية، وفيه آية قرآنية تتعلق بذلك الموضوع، وحين قرأت تلك الآية شعرتُ وكأن حياتي انقلبت رأساً على عقِب، وظهر لي كل شيء واضحاً ناصعاً، وكأنني كنت أعيش في عَمى طول عمري ثم رُدَّ لي بصري فجأة، إنه كلام صدق، كلام صدق، وشعرتُ حينها بشعور مذهل، بعد أن شرح الله صدري للإسلام، للدّين الحق، فبدأت بالقراءة عن الإسلام".
وهذه شهادات سويديات عشنَ مع القرآن:
تقول الأخت السويدية المهتدية "إمّا": "أنصح من يعتنق الإسلام أن يلتجئ لكتاب الله تعالى ويأخذ منه، عوضاً عن الاستماع لآراء الناس، وأن يستخلص من القرآن الكريم الصواب من الخطأ، لأنّ الكثيرين يخلطون بين الإسلام وبين العادات والتقاليد مما يشوّه صورة الإسلام الناصعة.
وتقول الأخت السويدية المهتدية "أم أيوب": " وجدتُ في بعضِ آيات القرآن أسهل وأوضح حِكَم الحياة، وفي بعضها الآخر رسائل كأنها مباشرة لي، خاطبَتْ فيَّ أمراضي، وعالجَتْ قلبي الميت، ووجدتُ في القرآن شفاء، وفي الصلاة طريقة لصلتي بالله تعالى".
وفي الختام..
هذه آيات.. قرأها الباحثون والباحثات عن الحقّ بتدبّر.. شرح الله بها صدورهم للإسلام.. فكم نحن بحاجة لهذا النوع من القراءة لكتاب الله تعالى.. كما كان يقرأ صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، آيات لا يتجاوزونها حتى يفهموها ثم يطبّقونها قبل أن ينتقلوا لغيرها، وكما يقرأ الغربيون آيات الله.. ثم يعيشون مع هذه الآيات.
المصدر (موقع القرآن لك).
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة