السعادة
بداية من منا لا يحلم بحياة سعيدة، خالية من الهم والألم ،،،،
ومن منا لا يسعى لتوفير أسبابها ويتجنب كل ما ينغص هدوء الحياة وجمالها ...
لكن ماهي السعادة بداية؟ فهي شعور داخلي يشعر به الإنسان يتمثل في سكينة النفس، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر، وراحة الضمير وهدوء البال.
هل السعادة حال أم قرار؟ هل تجلبها لي أمور معينه أم أني أنا المسؤول عنها وعن وجودها؟ لنستمع لهذا الرجل الذي سئل عن سر سعادة فقال: عندما أستيقظ في الصباح يكون لدي خياران أحدهما أن أكون تعيساً والأخر أن أكون سعيداً،ولأنني ذكي أختار السعادة وذلك هو سر سعادتي.
إذن فالسعادة ليس حظاً أو شيء نحصل عليه إنما هو قرار بأن نكون سعداء، مهما واجهنا في حياتنا من ألالام وعقبات إلا أن الحياة تحلو بالصبر والإصرار.
والسعادة أنواع:
السعادة المادية:
والتي ترتبط بالأشخاص أي بوجود أشخاص نحبهم ونبادلهم المشاعر في حياتنا والأشياء من ماديات تسهل لنا العيش بسهولة وسعادة كالبيت الواسع والجار الحسن والدابة والمال مما يسهل لنا أمورنا وتلبية احتياجاتنا.
السعادة الروحية:
علاقتنا بالله عز وجل وما تحمل من طمأنية يغلفها اليقين بالله وأن رزقنا في السماء وأن الأمر بيده وإذا أراد أمرا إنما يقول كن فيكون.
السعادة الأبدية :
هي المثوبة والجزاء من الله لعبادة الصالحين في الفردوس الأعلى ورؤية وجهه عزوجل، ورؤية نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم.
فكيف تكون سعيدا؟
هناك مبدأ مهم في الحياة يجلب لنا بين طياته السعادة ألا وهو مبدأ التوازن، فإعطاء الروح حقها ومن بعدها الجسد والجانب الإجتماعي وماله من أثر على حياتنا وتطوير الجانب المادي والإهتمام بكل تفاصيل حياتنا بحيث نحيا مسلمين أقوياء بكل ماتحمل هذه الكلمة من معنى.
ومن الأمور التي تجلب لنا السعادة هو العطاء المادي مهما قل أو كثر، حيث أثبتت العديد من الدراسات التي بحثت في أسباب السعادة، إنّ إنفاق أي مبلغ على الآخرين ولو كان خمسة دولارات فقط يبعث السعادة في النفس كما ثبت في دراسة كندية أجراها فريق باحثين من جامعة بريتيش كولومبيا و إن جني مبالغ طائلة من الأموال لا يجلب السعادة للإنسان، بل ما يعزز شعوره بالسعادة هو إنفاق المال على الآخرين.
هذا ما أكده الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم عندما قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة) أي بنصف تمرة!! أليس هذا ما أكده القرآن أيضاً بقوله تعالى: (لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) [الطلاق: 7].
وإضافة إلى ذلك البحث الذي نشر في مجلة "العلوم أو سينس" إن الموظفين الذين ينفقون جزءاً من الحوافز التي يحصلون عليها كانوا أكثر سعادة من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك.
ونرى أن الله سبحانه ربط بين السعادة والإنفاق (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة: 274].
كثيرة هي الأمور التي تسعدنا وتختلف من شخص لأخر ويبقى أهمها أن نرضى بقدر الله دوماً ونعلم أن كل ما يحدث لنا لا يخرج من دائرة (لعلّه خير).
أتمنى لكم حياة سعيدة هانئة
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن