الــهــمــزة الــــفـــاصـــلــة
هذي كلمات انسابت من القلب تسابق بعضها البعض لترسم لوحة من التعبير لصدق الصورة في المعاني والرفعة في التآلف والتوادد والتآخي،... في وقت قلما يجتمع فيه شمل إلا لغاية في النفس أو اتقاء أذى أو دفعًا عن النفس شر البلاء... فيوم ترى ثلة من الأخوات يجتمعن لينظرن بعين التفاؤل إلى المستقبل تظللهن محبة في الله، فإن الروح تهفو شوقًا لتكون في تلك الجماعة، وكم يحزن القلب لتخلف من تخلف عن هكذا لقاء!...
فبارك الله بقلوب أنارتها معاني الإخاء وطوقتها بحزام الأمن في العمل الجماعي، ودأبها في كل حين أن تدفع الزيغ وتحارب الفرقة والتشرذم والانقسام، تستمد القوة والثبات من كتاب الله تعالى: {إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون}
ورحم الله الصحابة رضوان الله تعالى عنهم أجمعين كانوا مثالا للعمل الجماعي والفريق المتكامل، يجمع بينهم هدف واحد وتؤلف بينهم غاية سامية، فبهذا سادوا البلاد وفتحوا الأقطار وحرروا الأمصار.
باتحاد قلوبهم وتآخيهم عاشوا... وإن اعترتهم ريح الخلاف في بعض الأحيان غير أن ذلك لم يكن بداء، ولكنه التكامل في البناء.
فالخطأ من البشر واقع ولا يدفع بالتناحر والتباعد، ولكنها النصيحة والتشاور والتحاور، غير أن من يرى الكمال في رأيه فلا يعتريه نقص فهو النقص بذاته، وهو الداء العضال والمهلكة والبوار، فلو رأى كلٌّ امرئ أنه على صواب لأخطأ الناس كلهم وما كان منهم مصيب...
فكيف بنا والحال على ما نجد من الجواب على السؤال: ما السبب في ما أصاب المسلمين اليوم؟! ولماذا ما زال الغرب سائد الفكر والشر في البلاد؟!
إن الفرقة والانقسام والعجب بالرأي هو المعضلة وهو الداء وهو الشقاء، هو السبب في ما أصاب المسلمين من التهميش والتقزيم والاستبعاد.
فإن أردناها لله خالصة فليس إلا أن ننأى عن شهوات نفوسنا وأن ننزلها عند دستور كتابنا، أن نلجم النفس بلجام التمسك بالعمل الجماعي وأن نترك عصا ال "أنا" لندخل في ضمير اتحاد"نا"، واجتماعنا وعملنا...
فكم أفسدت "الأنا" خير الأعمال! وكم أهلكت..! وكم أبعدت...! فحذار حذار من النأي والابتعاد إرضاء لرأي أو تمسكا بهوى أو حبا لذات...
إخوة الإيمان عودة لله مخلصة وعملا يبتغى به وجه الله هو سبيل النجاة والخلاص.
بارك الله بجهود العاملين في جمعية الاتحاد الإسلامي والعلماء العاملين في هيئة علماء المسلمين الذين ما زالوا يسعون على جمع الشمل وتسوية الصف والتقريب بين الآراء.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن