ساءني... ولفتني
يوم السبت الماضي اتصل بي الصحفي (جواد الصايغ) الذي بدأ منذ شهر أيلول وحتى اليوم يكتب في موقع (عربي برس) عدّة مقالات -قد تبلغ الستّة- تضمّنت معلومات عني وعن هيئة علماء المسلمين وعن جمعية الاتحاد الإسلامي غير صحيحة وافتراءات كاذبة! وإذا به يكلمني على الهاتف أنه يريد مقابلتي فأردت اختبار استعداده لسماع ما يدحض ما أورده من أكاذيب وافتراءات مع ترحيبي باتصاله واهتمامه للوصول إليّ. فلفت نظري أنه استقبل انتقادي له وصراحتي في رغبتي في كشف ما في مقالاته من مغالطات وافتراءات باستعداده للقائي والاستماع إلى ما عندي وانه يعِدني بإنزال المعلومات الصحيحة وتكذيب المصادر التي أفادته بالمعلومات الكاذبة.
حضر قبل الموعد بعشر دقائق من بلدة شارون في الجبل كما ذكر وشاركنا في الجلسة الأخوان العزيزان الدكتور طبيب العيون سامر منيمنة عضو الهيئة الإدارية في الجمعية وعضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى والأخ فؤاد زعتري مسؤول لجنة العلاقات العامة في الجمعية. استمع لتفنيد الأكاذيب في المقالات التي تُلخَّص بالنقاط التالية:
1- زعم أنني قادم على صهوة جواد للاستيلاء على دار الفتوى وبيّنت له أن هذا المنصب لو قُدِّم لي هدية لا أقبله -والحمد لله الذي أسأله سبحانه وتعالى أن يكفينيه- فضلاً عن أن أسعى إليه وذلك لنظرتي لموقع هذا المنصب في نظام الدولة اللبنانية ولنظرتي أيضاً للعلاقة بين الوظيفة والدّين.. فإن الإسلام في عظمته ليس أداءً وظيفياً وإنما هو رسالة دعوية حضارية للبشرية.
2- ان هيئة علماء المسلمين تموّلها الدول الخليجية وهذا كذِب محض وهو أكّد إعجابه من تواضع مركز جمعية الاتحاد الإسلامي الذي كان فيه اللقاء وخلوّه من المسلحين في الخارج وفي الداخل على خلاف الكذب الذي نقله من أوساط الشبّيح شاكر البرجاوي. كما سجّل إعجابه بطريقة الاستقبال والانفتاح في الحوار وتأكده من كذب المفترين، ومن عدم وجود مكتب أو مركز لهيئة علماء المسلمين إلى الآن والسبب هو تواضع إمكاناتها المالية مع أنها تضم في صفوفها أكثر من ستمائة شيخ (عالِم أو داعية)
3- كما زعم أنني أكفِّر المشارك في الانتخابات، وأنني غيّرت رأيي بعد إعلان هيئة علماء المسلمين. وكل واحدة من هاتين الفريتين أسخف من الثانية. فأما الأولى فأنا في عمري لم أكفّر المشاركة في الانتخابات وإنما أبيّن عدم الجواز إذا كانت انتخابات للمجالس التشريعية. نعم نقلت إجماع علماء المسلمين في تكفير مَن يشرّع من دون إذن من الله وهذا ما أُدين الله عز وجل به. ولفتني أنه وافق تماماً على هذه العقيدة وهي واضحة عنده مع أنه درزي!
أما الفِرية الثانية فدحضها سهل وهو أنني لم أغيّر رأيي فرأيي لا يزال هو هو وتحدّيته أن يأتي بموضع مكتوب أو مسجّل في تغيير رأيي، فاعترف أنه لا يملك والحمد لله رب العالمين
4- تضمّنت مقالاته أنني أعطي مالاً لعدد من المشايخ ذكر منهم الشيخ صلاح الدين فخري وتلامذته فبيّنت كذب هذا الأمر وتحديته أن يأتي بدليل واحد على حصوله ولو مرة واحدة فاعترف أنه لا يملك وإنما نقل عن مصادر زوّدته بهذه المعلومات التي تبيّن له في هذا اللقاء كذبها والحمد لله رب العالمين!
أكّدت له أن جمعية الاتحاد الإسلامي خط إسلامي مستقل رائده الدعوة إلى إسلامنا العظيم عقيدة وهداية وخُلُقاً وشريعة ونظام حكم، وأننا نرفض الاصطفاف مع أي من الصفين المتصارعين في لبنان (8 آذار و14 آذار) كما نرفض الارتهان السياسي أو المالي إلى أي دولة أو اتجاه سياسي علماني أو مرتبط بمشروع لا يحتكم إلى الكتاب والسنّة، ولا يُجِلّ صحابة نبي الأمّة (رضي الله عنهم أجمعين) وسمعت منه إعجاباً بهذا الخط وفتح عينيه كثيراً عندما سمع ان جمعية الاتحاد الإسلامي لم تحضر طيلة خمسة عشر عاماً في يوم من الأيام مائدة أو حفلاً دعا إليه تيار المستقبل أو أي حزب من 14 آذار أو 8 آذار، لأن خطها النصح وقول كلمة الحق والمطالبة بحق المسلمين بعزّة وحكمة وهذا فضل من الله سبحانه وتعالى
وأخيراً: لا بد أن أسجّل في نهاية هذا البيان أن الرجل كان مستمِعاً جيداً ومطّلِعاً واسعاً على الساحة اللبنانية السياسية وخباياها على الرغم من أنه في مقتبل شبابه وكان مبدياً استعداده لتصحيح الافتراءات وتصويب المعلومات.. وهذا ما أنتظر تصديقه في قادم الأيام فقد تواعدنا على إرسال تصويباته إليّ على الإيمايل قبل نشرها.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن