الارتباط المبكر

الاستشارة:
منذ صغرها، نشأت ابنتي ذات الـ 15 سنة) وكذلك ابن عمها 19سنة)) على أنها له وهو لها، وتعلقا ببعضهما، وكبرا وكبرت معهما تلك المشاعر... غير أنّ عائلتينا وقعتا في خلاف كبير إثر وفاة والد زوجي، سببه "الميراث"، فما كان من (عم ابنتي) إلا أن خطب لابنه فتاة أخرى نِكاية بأخيه، وبسبب صِغَر سنّه لم يستطع الوقوف في وجه أبيه، وترك ابنتي تعاني وقد كُسر قلبها وجُرحت مشاعرها... فماذا أفعل؟ وكيف أُخرجها من حالة الحزن الشديد، بل الصدمة التي تعيشها؟
الحل تقترحه عليكِ الداعية المربية أم حسّان الحلو:
عزيزتي الأم الكريمة... بداية أشكرك على تفهُّمك لمشاعر ابنتك الفَتِية، كما أشكرك لبحثك عن أساليب تجعلها أكثر سعادة.
لعل مثل هذه الارتباطات كانت ذات قيمة في الماضي القريب؛ حيث كان يعيش الناس معاً في دائرة علاقات ضيِّقة. أما اليوم حيث الانفتاح المحلّي والعالمي وكثرة العلاقات وتشابكها وكذا تباين الشخصيّات وتفاوت نموّها... غدت مثل هذه الارتباطات نوعاً من القيود التي يجب الفكاك منها. والحمد لله أن هذا الفكاك تم بخير، صدّقيني إنّ مشكلة ابنتك كانت ستكون أكبر بكثير لو استمر ارتباطهما ولم ينسجما!!
وأما مشكلتها النفسية فيمكنك حلّها باتباع الآتي:
أولاً: أيقظي الحِسّ الإيماني لديها، خاصة الإيمان بالقضاء والقدر؛ فالزواج قدر من عند الله لا يأتي بالاجتهاد ولا يذهب بالإهمال. أَفهميها أن الخير قد يكون فيما ظاهره الشر. ونحن لا نرى من أقدارنا إلا حلقة صغيرة قد تحزننا وقد تُقلقنا، لكن الحكيم العليم سبحانه وتعالى يعلم، ويختار لنا ما يطمئننا مما ليس لنا فيه إرادة.
ثانياً: ابنتك يا عزيزتي لا زالت صغيرة والمستقبل أمامها، وهي في عمر التلقي والتعلّم، فلِمَ لا تعلمينها مهارة أو علماً تنتفع به وتنفع غيرها أيضاً؟
ثالثاً: احرصي على ملء وقتها بالنافع المفيد، ولا تتركيها نهباً للفراغ أبداً. علِّميها - إن أمكنك ذلك - بعض المهارات اليدوية. فهذه تملأ الوقت وتنمّي الذائقة الفنية. كذلك يمكنك شغلها بالعلوم القرآنية النافعة من حفظ وتجويد وتفسير. وكفى بالقرآن الكريم علماً وخيراً يرفع كل معاناة دنيوية مهما كانت شدّتها.
رابعاً: أَرشديها لحمد الله وشكره ليلاً ونهاراً؛ لأن الذي حدث كشف عن شخصيّة العم الكريم وابنه قبل أن تقدِّموا ذَرّة خسارة واحدة؛ تخيلي لو أن هذا الخلاف تمّ بعد الزواج مثلاً... كم سيكون حجم الكارثة لا سَمَح الله؟
خامساً: ليكن لديك يقين راسخ بأن «ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطاك لم يكن ليصيبك». ثمّ شمّري عن ساعد الجد وابدئي رحلة البناء الروحي والنفسي والمهني... وفقكم الله لكل خير.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يريده القرآن ـ الجزء الرابع
أدباء الدَّعوة في انتظار الـمِظلّة
جواب العلم والدين.. لما تعارض عن يقين!
غزّة العزّة.. مَعلَم وشاهد حضاري للأمّة
ترتيب الأولويات.. وأثرها في تحقيق الذات!