وداعاً للتقريب والطلاق لحزب ايران بالثلاث
الحمد لله الذي هدانا للإسلام ووفقنا بالقرآن وأكرمنا بالإيمان وجعلنا خير أمة أخرجت للناس والصلاة والسلام على خير العباد والأنام وعلى آله وصحبه أجمعين.
لماذا الوداع؟
لأنها كلمة رقيقة على النفس حبيبة على اللسان وكان يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيل صلاته "صلّوا صلاة مودع" وقالها العرباض ابن ساريه رضي الله عنه يا رسول الله كأنها موعظة مودّع فأوصانا.
والوداع إنما يكون بالانتقال من بلد إلى بلد ودار إلى دار وحياة الانسان مليئة بالأسفار وأبلغها وأعظمها سفر الحياة الدنيا إلى الآخرة "فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور".
التقريب بين المذاهب الإسلامية كان ضرورة فقهيه وحاجة شرعية ومصلحة إسلامية عبر التاريخ وكانت تتكلل بالنجاح عندما ينبري لها الفقهاء العظماء والعلماء الأتقياء والقضاة الأنقياء والمفكرون الأصفياء وقاعدة النجاح الأساسية عندهم هي بالحفاظ على الثوابت والأصول من الكتاب والسنة والاجماع والقياس ومعرفة الكليات في الدين وتمييزها عن الفروع والضروريات الخمس التي أمر الإسلام بحفظها ورعايتها وهي حفظ: "الدين والنفس والمال والعقل والعرض" وجعل لها حدوداً في كتاب الله وسنة رسول صلى الله عليه وسلم.
فعندما يُفَرَّط في هذه الأصول وهذه الضروريات من قبل فريق من هذا العصر نسب نفسه وشعاره إلى الله تعالى زوراً وبهتاناً واستبدلوا الذي هو خير بالذي هو أدنى وأنشأوا مؤسسات وتجمعات علمائية تحت شعار الوحدة الإسلامية المزيفة وخدعوا العالم الإسلامي بمقاومتهم وحولوها عن وجهها الابيض المشرق إلى الوجه الحقيقي الأسود ونقلوا سلاحهم وقتالهم عن اليمين ربما لأنهم لا يستحقون أن يكون من أصحاب اليمين وصوبوه ذات الشمال وما أدراكم "ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم" وسفكوا دماء أطفال وشيوخ وشباب ونساء سوريا الثورة وناصروا بكل ما أوتوا من قوة طاغية الشام تحت ذريعة الدفاع عن المقامات حيناً وعن القرى الشيعية حيناً وعن المقاومة حيناً "كبرت كلمة تخرج من أفواههم أن يقولون إلا كذبا".
أما الطلاق بالثلاث لحزب إيران:
فالطلقة الأولى كانت يوم السابع من أيار عندما اعتبره كبيرهم الذي علمهم السحر بأنه يوم مجيد يوم اعتدى على حرمات بيروت قتلاً وحرقاً وتدميراً وضرب مؤسسات الدولة وشلَّ حركتها وروع الآمنين من خلال القمصان السود وهذا ما دفع لكثير من العائلات السنية في الضاحية الجنوبية لترك منازلهم باتجاه أحياء أكثر أمناً وسكوناً خاصة بعد انتشار المتسكعين والمدمنين الذين وفَّر لهم الغطاء الكامل في أذيَّة الناس.
الطلقة الثانية كانت يوم أن تحولت قناة المنار بكلمتها الطيبة إلى قناة الظلام بكلمتها الخبيثة وهي تستضيف بعض المارقين الذين سخروا بالإسلام وسعوا في تأجيج الفتن ما ظهر منها وما بطن.
والطلقة الثالثة برزت مع بداية الثورة السورية المباركة لشعب قبع تحت الحكم البعثي المارق لأربعين عام وهو يمارس أبشع صور الإجرام والقهر والاستبداد.
فكان المأمول لثورة إيران وحزبها في لبنان أن يقفوا إلى جانب المظلوم والضرب على يد الظالم كما علمهم الإمام الحسين رضي الله عنه لو كانوا صادقين في اتّباعه ولكنهم مارسوا النفاق والكذب بأعلى صوره ومرقوا من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية وأيّدوا الظالم الطاغية وشاركوا في القتال وقدموا كل أنواع الدعم وهم يتباهون بكل ثقافة التشبيح التي ورثوها عن النظام السوري والنظام الأسدي فالمرء مع من أحب يوم القيامة.
لهذه الأسباب نقول وداعاً للتقريب والطلاق بالثلاث لحزب إيران.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن