على طريق الثورات... ماذا وراء هذا الإجرام؟!!
صدق الله العظيم: (وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ)
يبلغ بالأعداء أنْ يتصاعد حجمُ مكرِهِم وكيدِهِم قساوةً وبشاعةً وإجراماً إلى أن يُزيل الجبال لو صُبَّ عليها! ولكن لا يكفي وصف حجم المكر والإجرام وكلُّه موثَّق بالصور والمعاينات وعلى الشاشات في بلادنا الإسلامية وإنما يجب معرفة ماذا وراء هذه الشراسة؟!
إنه الحقد الأعمى! سواءً من الأنظمة المجرمة الطاغية المتحكّمة ببلادنا أو من الحكومات الغربية التي أكّدت مرة جديدة على مسؤوليتها عن هذه الأنظمة وتوفير الشرعية الدولية لها وعلى كَذِبها وعدم إنسانيّتها.. كل ذلك بسبب خوفهم من تقدّم (الإسلام الربّاني) الذي يتبنّاه أحرار الأمّة وعلماؤها الأبرار، وتمثّله (الحالة الإسلامية الحرّة) المرتكزة على الانضباط الشرعي والنُّبُل الأخلاقي والوعي السياسي والطرح الجريء للشريعة الإسلاميّة على أنّها ربانيّة وشاملة ورحيمة وعادلة.. وعلى أنها الملاذ الوحيد لعالَم اليوم من التخبّط الحضاري والتوحّش الإجرامي والفشل السياسي: هذا الحقد الأعمى هو الدافع الحقيقي اللئيم وراء شراسة الإجرام ووراء محاصرة شعوبنا الإسلاميّة الثائرة في وجه الظالمين، (بين نارَيْ تطرُّف التكفير وتوحُّش التفجير!!)...
المعادلة التي ابتكرها إجرامُهُم لكسب رهانين: يُراهنون على الأول لتشويه الإسلام والتخويف منه وتفجير الصراعات الداخلية في بلاده... وعلى الثاني لكسر إرادة الأمّة وإذلالها من جديد وإلقاء الرُّعب فيها لئلا تفكّر بالمطالبة بإسلامها وتحكيم شريعة ربّها ولا حتى المطالبة بحريّتها واستقلالها..
ولكن هيهات هيهات.. المرحلة قاسية، صحيح!! إلا أنّها ـ واللهِ ـ مبشّرة وواعدة: فأبشِروا، واصبروا، وأَمِّلوا.. ولا تهنوا، ولا تيأسوا، ولا تَمَلّوا..
وممّا يَلْفت نظري ويؤكد أن المستقبل لديننا وأمتنا مهما بلغ كيد أعدائنا هو بعد ثقتنا بوعود الله وسُننِه: ما يصل إليه الدارسون المنصفون من قوم أعدائنا أنفُسِهم من حاجة البشرية للإسلام مثل ما قرأتُ للمفكر السويسري الفيلسوف (روجيه دو باسكييه) الذي أسلم منذ زمن ثم كتب كتابه المهم «اكتشاف الإسلام»... فقد تعرّض فيه لحقيقتين عظيمتين لافتتين جداً:
1. قال: «إن الغرب لم يعرف الإسلام أبداً ومنذ ظهوره اتّخذ موقفاً عدائياً منه ولم يكُفّ عن الافتراء عليه والتنديد به»!!
2. وقــــال: «لاشــــك أنّ الإســـلام هـــو الوحدانية التي يحتاج إليها العالَم المعاصر ليتخلّص من متاهات الحضارة المادية المعاصرة التي لابدَّ إذا استمرّت أن تنتهي بتدمير الإنسانية»!!
فهل أدركنا: ما وراء حجم إجرامهم؟ وهل نكون على مستوى تحديات المرحلة؟
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن