حارب إعلامهم.. بابتسامتك!
قال لي أحد الإخوة: (زرت بيت جدي، فكان يتابع مسلسلا يُظهر مجموعة من الملتحين بمظهر منفر يتحدثون بالفصحى بتشدق. تابعت 15 دقيقة من المسلسل، فلما خرجت إلى الشارع أصبحت إن رأيت ملتحيا كرهته لا شعوريا! هذا مع أني ملتحٍ ولم أتابع إلا 15 دقيقة! فكيف بمن يعيشون مع هذه المسلسلات!!).
وصديقي هذا أحسبه من أرق الناس قلبا وأحسنهم أخلاقا وأكثرهم تنبها لسوء الإعلام وما يوجهه للعقل الباطن من رسائل، ومع ذلك فعلت هذه المشاهد في قلبه فعلها، فكيف بباقي الناس!
أخي، يا من أنعم الله عليك باتباع النبي صلى الله عليه وسلم في الهدي الظاهر، أنت لا تمثل نفسك فحسب، بل تمثل -في عيون الناس- الدين الذي يشوهه الإعلام. الناس مخطئون بمتابعة مثل هذه المسلسلات...نعم، لكن ليس بيدك أن تمنعهم. إنما تستطيع أن تقلع الشوك الذي يزرعه الإعلام... بابتسامتك، بأخلاقك.
عندما تسير في الشارع مبتسما تحيي هذا وتساعد ذاك، عندما تقف بسيارتك لتسمح لأحد المارة بالعبور وتؤشر له بيدك مبتسما أن: تفضل...لفتاتُك البسيطة هذه تجلو عن قلوب الناس وسخ الإعلام...
ابتسامتك لا تكلفك شيئا، لكنها تُفشل مسلسلات ومسرحيات صرفوا عليها الملايين ليكرسوا عن المظهر الإسلامي صورة في غاية السلبية.
ليس عذرا أن تقطب حاجبيك لأنك "تحمل هم الدين"، فإنك بهذا تصبح هما جديدا على الدين! بتكريس الصورة النمطية السيئة في نفوس من يشاهدونك.
ما كان أحد أشد ابتلاء ولا أكثر اهتماما بدين الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مع ذلك من أكثر الناس تبسما، وهو القائل: (تبسمك في وجه أخيك صدقة).
كم دمعةٍ في محنتي واريتها * أُغضي على جرحي وناريَ تضرمُ
حتى أُعَلم من رياني راضيا * أن المحبة عُروة لا تُفصهم
لذا أخي الحبيب، حارب إعلامهم... بابتسامتك.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن