داعية ومربية وعضو رابط الأدب الإسلامي العالمية. عمان - الأردن
انقلاب سببه الكتاب!!
كم تقلّبتُ في أثواب السعادة والرضا وقد قدّر الله لي زوجــاً طبيباً صالحاً وخلوقاً وإنساناً في غاية الرُّقيّ؛ فللّه الحمد من قبل ومن بعد. هذا لا يعني بالطبع أن لا تحدث إشكالات في السنة الأولى من الزواج تحديداً، إنما الاتفاق في ساعة الرضا على دستورِ صُلْحٍ في ساعة الغضب كان يحمينا بفضل الله من مزالق لا تُحمَد عقباها. في البدء كنا ننكر على بعضنا بعض السلوكيّات، فاتفقنا على عمل جلسة مصارحة ومناصحة أسبوعية يعرض فيها كل طرف بعض ملاحظاته على الطرف الآخر، فوضعنا دستوراً أسريّاً التزمنا به طوال حياتنا الزوجية، فعشنا ولله الحمد والفضل والمنّة في بحث دائم عن الرقي والتطور، كل طرف منا يساند الآخر عاطفياً وفكرياً وروحياً واجتماعياً ومادياً أيضاً، وهذا ما أصبحت أدعو إليه، ألا وهو أسس تكوين الأسرة الناجحة وكيفية الحفاظ على استقرارها مهما عصفت بالأسرة من أعاصير.
وشاء الله سبحانه وتعالى أن يمتحن صدقي، وذلك أن زوجي الدكتور سمير الحلو أبرم عقد عمل في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم. ولما طرنا فرحاً بالعقد إذ به يعمل في مستوصف يبعد عن المدينة مئة وخمسين كيلومتراً رُبـْـعـُه طريقٌ صحراوي غير معبَّد! فقررّنا أن أبقى وحدي في المدينة المنورة ويذهب هو للعمل في القرية ثم نقضي عطلة نهاية الأسبوع معاً!!
كانت أياماً في غاية الصعوبة، إذ كنت لا أعرف أحداً في ديار غربتي .في بدء زواجنا، فكان زوجي يغلق باب بيتنا يوم السبت ليفتحه يوم الخميس، وبغياب الهاتف الأرضي كنت وكأني في زنزانة!! وصدف أنْ أرسلتْ لي الوالدة حفظها الله بعض السيدات الحاجَّات لتطمئنّ عليّ، فأنْكَرْن عليّ حياتي، ولو قادني جهلي صوب اقتراحات بعض الأقارب لعدت إلى وطني أجرّ ذيول الخيبة والانفصال!
ولكني ملأت وقتي بالمفيدة فاستمعت إلى برنامج العلامة الدكتور محمد محمد أبو شهبة: «قراءات في صحيح الإمام البخاري مع شرحها»، ذاك البرنامج الرائع الذي بذل فيه الشيخ، جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء جهوداً علمية جبارة ليُخرج للناس علوم الحديث في أروع صورة. ولكن الانقلاب الحقيقي الذي حدث في حياتي كان سببه حُبّ الكتاب؛ فقد كنت أقرأ في تلك الفترة حوالي ثماني ساعات يومياً، فدخلتُ تلك الفترة من حياتي وأنا معلمة فيزياء محبة للقراءة وخرجت منها وأنا عضو رابطة الأدب الإسلامي ومُحِبّة لعلم الفيزياء!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة