فن الخطابة

مرض خطيب الجمعة في البصرة، فألحَت زوجة وازع اليشكري على زوجها أن يصعد المنبر في الجمعة القادمة فأبى، فأكثرت من الإلحاح عليه لِما للصعود وتصدُّر الحديث من مكانة وشرف عند الناس، وتحت الضغط اليومي وافق اليشكري على الصعود، ولكنه عندما صعد المنبر، ووجد أعين المئات تحدق فيه في صمت مرعب.. أُصيب برهبة شديدة، فقال ثلاث كلمات ونزل... فماذا قال؟

****

إن الحديث أمام الناس ليس بالأمر السهل، وبالمقابل ليس بالأمر المستحيل؛ إنه يحتاج إلى معرفة القواعد المطلوبة له، ومن ثَم أدائها وإعادة ممارستها مراراً وتكراراً إلى حد احترافها، نبدأ ببعضها في هذا اللقاء ونكمل الباقي في اللقاء القادم إن شاء الله.

القاعدة 1: الإعداد الجيد: كل  دقيقة إلقاء تحتاج إلى 30 دقيقة إعداد.

• عند تكرار التقديم فإن الحد الأدنى لفترة الإعداد يصبح بمعدّل 10 دقائق إعداد لكل دقيقة إلقاء.

القاعدة 2: معرفة الحضور:

لأنه حسب تغيُّر الجمهور تتغيّر المعلومات وطريقة إلقائها. وابتعد عن الشريحة المختلطة قدر المستطاع، فإنْ كان ولا بدّ فتحدث إلى الغالب من الحضور.

القاعدة 3:  تأكد من الزمان، اليوم والساعة وأنه ليس بعائق للناس من الوصول.

• تأكد من المكان، وبالذات تلك العبارة المكتوبة في الإعلان، وزُر المكان قبل الإلقاء بأيام. 

القاعدة 4: أعدّ المادة المعروضة والمطبوعة:

• اطلب من مصمِّم أن يصمّم لك المادة المطبوعة، وتذكر أنها خير وسيلة للتسويق عن نفسك بعد الإلقاء.

• ضع تعريفاً موجزاً عن خبراتك (التي لها علاقة بالمادة) في الصفحة الأخيرة من المادة المطبوعة.

• الحد الأقصى بالنسبة للمادة المعروضة: هو 5 أسطر في كل شريحة، وتُقرأ من أبعد مكان في القاعة.

القاعدة 5: التجهيز للساعة الأخيرة:

• اهتمّ جداً لما تلبسه، وكن في المكان قبل الموعد بساعة كاملة.

• تأكد من وضوح الإضاءة داخل القاعة ووجود الإعلان خارجها وأن المكيّف على الدرجة (+22).

• اسأل المنظمين عن ضيوف الشرف من الحضور لشكرهم على القدوم عند بداية الإلقاء.

القاعدة 6: لحظة البداية:

• تذكر أنه من الطبيعي أن تُصاب برهبةِ البداية مهما كنت متمرساً، وتذكر جيداً أن هذه الرهبة مدتها 55 ثانية كحد أقصى، لذا احرص على البدء بعبارة تحفظها كالسلام والدعاء والشكر.

• بعد البداية بدقيقة سيكون الحديث أمام الناس متعة لا توصف، لأن الملائكة تصلي على معلم الناس الخير. أَخِلص نيتك لرب العالمين، وتذكر أن هذه المحاضرة طريقُك إلى الجنة إن شاء الله.

****

يبدو أن هذه القواعد كانت غائبة عن وازع اليشكري، فعندما وقف على المنبر ونظر في الناس انعقد لسانه واضطرب وقال في غضب: طالق طالق طالق!! طلق زوجته ونزل عن المنبر!