إجازة في الإعلام من جامعة بيروت العربية...دبلوم في الإدارة... مديرة تحرير مجلة منبر الداعيات... مشرفة على قسم الطالبات في جمعية المنتدى الطلابي المنبثقة عن جمعية الاتحاد الإسلامي... عضو إدارة القسم النسائي في جمعية الاتحاد الإسلامي... المسؤولة الإعلامية لتجمع اللجان والجمعيات النسائية اللبنانية للدفاع عن الأسرة ممثلة جمعية الاتحاد الإسلامي.
"عمائم" و "مناديل" للبيع!
«عمائم» و«مناديل» لطّختها المواقف وأسقطت هيبتها المتاجرة بالدين؛ رهَباً أو رغَباً.. لا فرق؛ فهؤلاء أهدروا دينهم عند أعتاب «الطغاة» وقدموا لهم خدمات «مدفوعة الثمن» من كراماتهم.. ثم من حقوق الشعوب!!!
هؤلاء لم يظهروا فجأة.. هم بيننا موجودون.. صنعهم ذلك «التدين السلبيّ» الخانع الذي حوّل شعائر الإسلام إلى مظاهر جوفاء لا روح فيها؛ تديّن لا فهم فيه ولا وعي؛ بل اتباعٌ أعمى وابتداع، جمودٌ ودَروشة... تعلموا كيفية إزالة نجاسة الثوب والبدن.. ثم جهلوا كيفيات التعامل مع نجاسات الظَّلمة والمجرمين.. فتطهروا من الأولى وتدنّسوا بالأخيرة!! وما بين النجاستَين فتِّشوا عن قدسية «الشيخ» و«الشيخة» وخَبَل «المريدين»! ابحثوا عن «علماء» خانوا الأمانة وباعوا رُتَبهم العلمية لمن يدفع أكثر: (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ . وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ ...).
بهذا تم تدجين الكثيرين من أدعياء العلم والتقوى ليومٍ يحتاجهم الطاغية للديكور.. فـ «بريستيج» الحاكم لا يكتمل إلا بإضفاء الشرعية على إجرامه: قتل، اغتصاب، خيانة، تعذيب، تدمير... لكل هذا فتاوى جاهزة؛ فطاعة وليّ الأمر واجبة، والخروج عليه من كبائر الذنوب: «إنني أراه من هنا في الجنة جنباً إلى جنب مع الصدِّيقين والأنبياء» نَبوءة «عالِم» في «سفّاح».. نموذج ممن أضلهم الله على علم! ونساء «داعيات» يعلنّ تأييدهن له من داخل بيت الله، يزُرْنه، ويتلقّين منه الأعطيات! ومن «العلماء» مَن وصف «سفّاح» ووزير داخليته بالنبيَّين الكريمين موسى وهارون!
في زمن الرخاء.. تعلّموا فقه القعود، ولم يتفاعلوا مع قضايا الأمة، فلما جاء زمان «الثورة» نأَوا بأنفسهم وأنفسهنّ عن كلمة الحق! وحين طُلب منهم موقفاً أصبح حيادهم انحيازاً للباطل! هؤلاء كانوا وكُنّ من الحريصين على حفظ القرآن وحيازة الإجازات فيه! فما أدري كيف يفسرون «الآن» قوله تعالى: (وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ))! أم كيف يفهمون «الآن» قوله سبحانه على لسان موسى عليه السلام: (رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِّلْمُجْرِمِينَ))! وماذا يفعلون بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه سيكون عليكم بعدي أمراء، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، وليس بوارد عليّ حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يُعِنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيَرِد عليّ الحوض» رواه أحمد والنسائي بسند صحيح.
أجل.. الثورات عرّت هؤلاء وفضحتهم! وإني لأعجب ممن لم يعِ بعد حجم خديعته بهم فيَثبت على اتّباعهم والانتماء لأحزابهم بدل أن يتمرّد عليهم ويعلن البراءة منهم ومن مناهجهم المنحرفة!
فإنّ تحرّي المنهج الحق واتّباع أهل الثِّقة من العلماء والدعاة مسؤولية كل فرد، لا يُنجيه يومَ الحساب أنه نشأ في ظل هذه الجماعة أو تلك فاعتاد على وجوده بينهم! أو تربى على يد هذا الشيخ أو ذاك فلا يستطيع الانفصال عنه! ففي عصرنا كل الأمور معروضة للجميع، وما من حُجة لأحد بأنه «لم يكن يعلم» أو «لم يرشده أحد» أو «ضاع بين الحق والباطل»... ورغم كثرة علماء السوء الذين يضلّلون الناس ويلبّسون عليهم الحقائق، فالعلماء الأحرار موجودون يدافعون عن الأمة كلٌّ من موقعه، فهؤلاء جديرون بالاتّباع إذ لم يشتروا بدينهم المناصب والحُظُوات، إنهم امتداد لتلك الهامات العالية التي حفظ الله بها هذا الدين:
لمّا امتُحن الإمام أحمد بمحنة (خَلق القرآن) تقدم إليه أحد كبار «مشايخ» المعتزلة وزير الخليفة المعتصم أحمد بن أبي دُؤاد وقال للإمام: يا أحمد، قل في أذني إنّ القرآن مخلوق حتى أخلِّصك من يد الخليفة.. فأجابه: يا ابن أبي دؤاد قل في أذني إن القرآن كلام الله غير مخلوق حتى تَخْلُص من عذاب الله عز وجل!
وعندما سُئل سلطان العلماء العز بن عبد السلام: كيف استطعت أن تقف أمام السلطان العظيم وتصرخ به أمام أمرائه وتُناديه باسمه مُجردًا؟ فقال: رأيتُه في تلك العظَمة فأردتُ أن أُهينه لِئلا تَكبُر نفسه فتؤذيه. فقيل: أما خِفتَه؟ فابتسم وقال: والله إني عندما استحضرتُ هيبة الله تعالى صار السلطان أمامي كالقِطّ!!
هؤلاء وأمثالهم من يستحقون وصف «علماء».. ومَن دونهم «علماء سوء» حوّلوا الدين إلى وظيفة رسمية لا علاقة لها بهدف الحياة: «عبادة الله»؛ فاستحقوا أن يصبحوا بـ «عمائمهم» و«مناديلهن» عبيداً للعبيد!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة