إدانة "الإرهاب" من تحت آباط الإرهابيين!
كم هو مستفز أن ترى مغتصبي السلطة في العالم الإسلامي يريدون "استخدام" الدين وركوبه وامتهانه في حربهم على "الإرهاب"!
وكم هو مستفز أن ترى -في المقابل- شخصيات بعضهم "شيوخ" يُسْرِجون الدين ليركبه "ولاة الأمر" ويضفون عليهم الشرعية ويصطفون في صفهم ويُدينون "الإرهاب" من تحت آباطهم (جمع إبط)!
عندما يُستهان بالدين في بلاد المسلمين، ويُنشر الإلحاد في الجامعات، وتفتح البلاد نهبا لجمعيات صهيونية ويهودية وماسونية، ويُنشَّأ طلاب الابتدائية على تعظيم "السلطان" أكثر من الله تعالى! وتنص القوانين على عقوبة من يذكر "قداسة" السلطان بسوء بأشد من عقوبة من يسب الله تعالى، ويعتلي كثيراً من المنابر الجُهَّالُ والمهرجون فيزدري الناس الدين وشعائره!...
ثم بعد ذلك يقال للدين: "تعال غني معانا أغنية إخص على الإرهاب"! فما هؤلاء إلا كما مثَّلهم سيد قطب رحمه الله: يريدون للدين أن يكون كخادم يلزم منطقة الخدم، حتى إذا صفق له سيده جاء فقبل الأرض بين يديه وتلقى الأوامر ونفذها ثم انحسر وراء الباب في انتظار تصفيقة أخرى!!!
ما أبشعها من صورة! وما أحطه من امتهان!
وما أقبح أن يرضى بعض المتحدثين بهذا الدور، فيتعامون عن هذه الجرائم السلطانية كلها، ويصطفون خلف "الأسياد"، ويلبسون زِي الحرب معهم، ويضفون عليهم الشرعية، وأعذارهم في ذلك جاهزة:
1. أليس ما نحاربه معهم تطرفا بالفعل يرفضه الإسلام؟
وهل هم يحاربون هذا "التطرف" ليُحلوا محله الإسلام الوسطي بحق أم إسلام "أمريكا"؟!
2. أليس من نحاربهم قد شوهوا الدين؟
إن كان أولئك قد شوهوا الدين فهؤلاء قد ضيعوه بالكلية! وجعلوا القتال تحت لواء النظام الدولي جهادا في سبيل الله! فإما نصرٌ وإما الزواج بالحور العين والشفاعة في سبعين!
3. نريد إظهار البراءة من الغلو والتكفير
إذاً فإظهار البراءة من حماية الكفر أولى!
4. لا نريد أن تُسد أبواب دعوتنا
بئست الدعوة التي تكون ضريبتها أن تُلَبسوا على الأمة في قضاياها الفاصلة! دعوة ممحوقة البركة ميتة الكلمات!
5. أولئك قتلوا نفوسا بغير حق
طيب وهؤلاء تعاضدوا على قتل وحصار وسجن وتشريد وتعذيب واغتصاب شعوب! ومن نجا من هذا كله فإنهم يقتلونه ويغتالونه روحيا ويمسخونه نفسيا وعقليا بمناهجهم وإعلامهم، وهو شر من إزهاق النفس!
المسألة ببساطة: حَوَلٌ نفسي! ووَهَنٌ يجعل جرائم الأقوياء –التي شب عليها الناس وشابوا فاستمرأوها- هفوات يعاتَبون عليها على استحياء، بينما سماحهم لشعوبهم بالحياة مِنَّةٌ مِنْهُم يشكرون عليها!
ليس حديثي هنا عمن يذم الممارسات التي تشوه الدين بالفعل ويبرئ الإسلام منها، بل هذا تبيانٌ نتقرب إلى الله به. لكن عندما تذم انحرافا وأنت تحت إبط الظالم، متصالحا معه، ناطقا من منصاته، تتجنب إظهار عواره، فالرسالة التي توصلها إلى الناس بذلك: أن هذا الظالم أقل انحرافا وأخف جرما! هؤلاء إن تكلموا فلن يُنَفروا عن الغلو، بل سيعطونه مزيدا من "الشرعية" في عيون الشباب المقهورين، بعدما شرعنوا للظلمة في عيون المضلَّلين، فليتهم يسكتون!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة