المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمّتهم أدناهم، وهم يَدٌ على من سواهم
«المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمّتهم أدناهم، وهم يَدٌ على من سواهم».
حديث جليل صحيح، وهذه الجملة جزء منه كَتَبها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في صحيفة أودعها عند سيدنا علي بن أبي طالب، روى ذلك الإمام أحمد في المسند (ح 959)، والإمام أبو داود في سننه (4519)، وأورد هذا الجزء وحده الإمام أحمد أيضاً في المسند في موضع آخر (ح 991)، وكذلك النّسائي في سننه 24:8 (4365).
وصحّح الحديث من المعاصرين المحدِّث الشيخ شعيب الأرناؤوط في تخريجه لأحاديث سنن أبي داود 587:6.
فوائد الحديث وربطُه بواقع المسلمين
استفاد الفقهاءُ من هذا الحديث أحكاماً فقهية عديدة تتعلق بالدماء والدِّيات وبالسياسة الشرعية وبجانب مسؤوليات المسلمين تجاه بعضهم (الجانب الأخوي والأخلاقي)... وليس محلّ التوقُّف الآن إلا الدلالات العظيمة المتعلقة بالجانب الأخير وهي:
1. تكافُؤ وتماثُل دماء المسلمين فليست بعض دماء المسلمين أرخص من بعض ولا يجوز أن يُولي أيُّ مسلم ظهره لنكباتٍ المسلمين وإسالة دمائهم!!
2. كرامة المسلم وقيمتُه فالأدنى باعتبار المراتب الدنيوية مثل الأعلى وكل المسلمين متضامنون في عهودهم واحترام ذِمَمهم، وذمَّتُهم واحدة وأدناهم كأعلاهم في السعي بذمّتهم وعهودهم.
3. وجميع المسلمين يدٌ واحدة ضد أعدائهم.
وفي هذه الأيام حيث نزيف دماء إخواننا المسلمين في سوريا عامة وفي حمص والقصير وريف دمشق خاصة، وفي العراق وطرابلس الشام وبورما... في كل هذه الأراضي التي يَعتدي فيها الأعداء المجرمون والطائفيون الحاقدون على الأبرياء، ويرتكبون المجازر بحق الشيوخ والنساء، حتى إنهم يَذبحون الأطفال مما يذكِّرنا بمذابح التتار ومحاكم التفتيش في إسبانيا ومجازر الحروب الصليبية... كل ذلك يُوجب على المسلمين نُصرة بعضهم لبعض، وما أصدق معاني هذه الأبيات:
يــــا مــسلـــمون ألا تـــهُبّوا نُـــصــــرةً * * * أَوَ تــــسمـــعــــي يــــا أمَّة المليارِ؟!
وقــرأتِ قــولَ الـــــلـــــه {إلاّ تنفِروا} * * * فـلــتُــبــشــروا بالخِزْي ثم العارِ
ووعـــيـتِ قولَ محمد «فــلــتــنــفروا * * * يــــومَ النفيرِ» كــما رواه بخاري
أَوَ بعد هذا هل يَطيب العيشُ في * * * هــذي الـــلّـذَائِذِ أو يَقِرُّ قراري؟
كــلاّ! فــــإنـــي مــســــلـــمٌ بـعـقــيــدتي * * * شَهْمٌ أهُبُّ لصَيْحة استنصارِ
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن