بوكو حرام ... قتلهم حلال ! واوكامبو في إجازة
كتب بواسطة م. هشام نجار
التاريخ:
فى : آراء وقضايا
1248 مشاهدة
في بداية مقالتي هذه أوّد أن أعبّر عن اعتذاري الشديد لكل الحيوانات المفترسة في العالم وأخص منها بالذكر تلك الحيوانات الشرهة للقتل والتي تقتل فريستها بشكل وحشي لتدخل السرور إلى قلوب صغارها وتمتّعهم بمنظر الدماء فقط .فإلى هذه الحيوانات أقدّم اعتذاري, وسبب اعتذاري يعود إلى اكتشافي مؤخراً عن مذابح قامت بها مخلوقات سُمّيت بشريّة وما هي كذلك, تقف هذه الحيوانات المفترسة أمامها عاجزة عن محاكات فعلتها.
أعزائي القراء!
كنت على استعداد للذهاب إلى مكتبي في يوم الثلاثاء التاسع من شباط / فبراير لعام ألفين وعشرة الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت نيويورك عندما استوقفني خبر مدعوم بفيديو موثّق في قناة الجزيرة يشرح بالصوت والصورة عن جريمة العصر لأقذر جريمة قتل مروعه شاهدتها في حياتي بل تعتبر هوليكوست القرن الواحد والعشرين مع شريكتها مجزرة غزه، اختلاف بين الجريمتين هو أن جريمة غزة كانت جريمة نفّذها شُذّاذ آفاق ضد الشعب الفلسطيني، أي عصابات مستوردة دخيلة تقتل شعباً بريئاً لسرقة حقوقه كاملة، أما هوليكوست نيجيريا فهي مجزرة قام بها جيش الوطن ضد أبناء الوطن من فئة مسلمة تعترض على دخول العادات الغربية الضارة إلى مجتمعهم هذا ما أخبرتنا به الأخبار والأهم من ذلك أنها لا تطمع بحكم ولا تنافس الحكام ولم تشكُ مره واحدة من فقرها المدقع أو أمراضها القاتلة. ولا أكذبكم إذا قلت لكم إنه طيلة حياتي لم أشاهد شبيهاً لمثل هذا الهوليكوست وإن كنت قد سمعت عن شبيهه في أوطان عديدة. ما شاهدته أعزائي صار جزءً من مكتبة "اليو تيوب" وبإمكان الجميع الاطّلاع عليه مع تحذير شديد يقول: رجاء الانتباه! الفيديو يضر بصحتك وأعصابك.
إخوتي وأخواتي!
يُظهر الفيديو جنرالاً نيجيرياً بثلاثة أبعاد هندسية ضخمة طول بعرض بكرش كبير كأنه خرج لتوه من وليمة التهم فيها عجل صغير اتبعه ب٣ جالونات من النبيذ ثم خرج مع عساكره إلى ساحة يجمعون له شباباً أيديهم مقيده إلى خلف ظهورهم، اثنان منهم كانا يستعينان بعكازات خشبية دفعوهما بقوة إلى الأرض فتناثرت عكازاتهما وصارت ركاماً، وعساكر آخرون يأتون بالمزيد من الشباب يسحلونهم سحلاً على وجوههم إلى ساحة الجنرال، حيث يتكدس الشباب مُلقَوْنَ على وجوههم ينتظرون طلقات الرصاص على رؤوسهم، بينما عسكر الجنرال يرقصون رقصة إفريقيه ممتعة، وعندما يصلون إلى لحظة نشوة القتل يبدؤون بتوجيه فوهات رشاشاتهم إلى الرؤوس المطمورة في التراب ويبدؤون بإمطارها بكمّ هائل من الذخيرة.
الأجساد كانت تختلج بعد كل طلقة على الرأس وعند كل خلجة كان العساكر يزدادون استمتاعاً ونشوة ويزدادون تفانياً في خدمة قائدهم، فينتعش الجنرال ويتلمس كرشه ويبدأ بتدليكه ليتأكد من أن العجل الذي التهمه لتوّه مازال مستقراً في أحشائه.
الأجساد كانت تختلج بعد كل طلقة على الرأس وعند كل خلجة كان العساكر يزدادون استمتاعاً ونشوة ويزدادون تفانياً في خدمة قائدهم، فينتعش الجنرال ويتلمس كرشه ويبدأ بتدليكه ليتأكد من أن العجل الذي التهمه لتوّه مازال مستقراً في أحشائه.
أعزائي القراء كل هذا يحصل ونحن في القرن الواحد والعشرين والجميع يتكلم عن حقوق الإنسان حتى صار الخبز اليومي لسكان المعمورة والمؤسف أن هذا الملف مازال مهجوراً، وأمريكا تبيعنا في كل عام تقريراً عن حقوق الإنسان لا تذكر فيه إلا ما يدعم سياستها وسياسة إسرائيل وليذهب العرب والمسلمون إلى المقابر الجماعية.
إن البوصلة يجب أن تتوجه اليوم إلى نيجيريا ويوجه الاتهام إلى أولائك الجنرالات أصحاب الكروش الكبيرة ثم يقدموا إلى المحاكمة وينفذ فيهم القصاص العادل بنفس الطريقة التي نفذوا بها جريمتهم الشنيعة.
أعزائي القراء!
السيد اوكامبو المدعي العام الدولي أقام الدنيا ولم يقعدها من أجل جِمال سُرقت في دارفور من قبيلة ودخلت في أملاك قبيلة أخرى فاحتربت القبيلتان، وتدخل الغرب ليزيد الطين بِله لتحقيق برنامجهم التقسيمي، ولم يعالج الرئيس البشير الملف بحكمه فسالت دماء أبرياء كثيرة، فأقام اوكامبو الحد على رئيس البلاد، ومهما كانت المخالفات لحقوق الإنسان متواضعة، وهي كذلك بالسودان بإقرار لجان عديدة فنحن ضدها حتى ولو كانت صفعة كف، ولكن الجريمة تقاس بقدرها وجريمة جنرالات نيجيريا لا يحتملها مقياس ولا مكيال , فأين اختفى هذا العميل الصغير اوكامبو اليوم بل أين اختبأ أيضاً أيام جرائم إسرائيل في غزة وجرائم الاحتلال في العراق؟؟
الفلم المعروض بالصوت والصورة لا يحتاج إلى دليل ليأمر بوضع جميع العناصر الآمرة للجريمة وراء القضبان ثم محاكمتها وإعدامها عن بكرة أبيها. أم أن السيد اوكامبو في إجازة؟! أم أنه أصيب بنشوة التشفّي طالما أن الجريمة تطال مسلمين لا سند لهم فجلس مع جنرالات نيجيريا يستمتع بوليمة عجل سمين مع أقداح من النبيذ يتابعون معاً فلماً كوميدياً عنوانه "بوكو حرام... قتلهم حلال" ولتذهب رؤوسهم إلى المقابر الجماعية.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن