المكتبة المنزلية
هل لا بد من المكتبة المنزلية؟!
هذا السؤال في غاية الهمية لأن وجود المكتبة المنزلية من عدمه يترتب عليه حياة أمة من عدمها وفِقْهُ أمة من عدمه، ومما يؤسف له أن الكثيرات لا يولين هذا الأمر أدنى اهتمامات؛ فالاهتمامات تتركز في معظمها حول الديكورات والأثاثات والكماليات؛ ولا بأس بكل ذلك دونما إسراف أو تبذير ( قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق).
ومن المظاهر العجيبة جداً أنه قد تُنفق مبالغ طائلة جداً على الملابس والستائر والبُسط وتغيير أثاثات المنزل دونما أدنى حاجة وقد لا تُنفق أية نفقات على شراء الكتب، فإذا أنفق القليل وضعت الكتب في مكان مميز ظاهر لجزء متمّم للديكور المنزلي الطاغي على كل الاهتمامات، إذا لا بدّ من وجود مكتبة منزلية تختلف باختلاف الثقافات والاهتمامات على أن يكون ذلك فوق الحدّ الأدنى مما يجب.
الكلام عن فوائد المكتبة يحتاج إلى تسويد صفحات ولكننا نكتفي بما أشرنا في البداية من أن وجود المكتبة يترتب عليه حياة أمة من عدمها وفقه أمة من عدمه.
كيف تكوّنين مكتبة؟!
إن تكوين المكتبة ليس بالأمر اليسير كما يظن بعض الناس، فهناك بعض من يشتري كل ما تقع عليه عينه إذا كانت قدرته الشرائية كبيرة فيجمع بين الغثّ والثمين؛ فهو كحاطب ليل وربما يضرّ نفسه أكثر مما ينفعها؛ فالإنسان يتأثر بما يقرأ لا محالة.
وهناك من النساء من تهتم بجانب دون الآخر فبعضهن – هداهن الله – تلهث وراء كتب ومجلات الموضة والأزياء وهي تافهة حقيرة من بنات أفكار الشيطان، وهناك من لا تجمع سوى كتب الطهي والأكلات والأطعمة ولا تعرّج على سواها وهذه الكتب القليل منها يُغني عن الكثير، وبعضهن تركض وراء المجلات التي تتحدث عمن يسمونهم بالفنانين والفنانات والراقصين والراقصات والمطربين والمطربات وينخدعون بقول الأفّاكين الكذّابين بأن هؤلاء نجوم المجتمع.
وهناك أمثلة كثيرة عن كتب ومجلات وأشرطة تضرّ بمن يشتريها بل هي الطريق إلى جهنم وهي بريد الشيطان وسبيله.
ثم نعود إلى السؤال وهو: كيف تكوّنين مكتبة؟ فنقول:
يجب أن تكون المكتبة عامة شاملة؛ ومكتبة المرأة الداعية تختلف عن مكتبة المرأة العادية، وعلى كل فالمكتبة قوامها كالتالي:
• كتب العلوم الشرعية كافة من تفسير وعقيدة وحديث وفقه وأصول ومصطلح ودعوة وسُنة وسيرة و.. و...
وهذه الكتب هي الأساس؛ فلا قيمة لإنسان دونما فقه وعلم شرعي: " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"2.
• كتب التربية وعلم النفس؛ وينبغي أن تكون الكتب والمؤلفات الإسلامية هي الأساس في ذلك وهي كثيرة ومتداولة ومتنوعة ولا عبرة بمن يزعمون أن علماء المسلمين لم يؤلفوا في التربية وعلم النفس، فهناك مؤلفات ابن القيم وابن الجوزي وابن حزم.. وغيرهم كثر.
• كتب الأدب واللغة والشعر مع دقة الاختيار والعناية بعيداً عن الإسفاف والانحلال وما يتعارض مع العقيدة والأخلاق.
• الكتب العلمية والطبية مما تحتاجه المسلمة وساعدها على فَهم الحد الأدنى مما تحتاجه في حياتها ولأسرتها.
• كتب عامة مما تحتاجه المسلمة مما لا يتعارض مع الدين والعقيدة وهي تختلف باختلاف الحاجات والاتجاهات.
وبعد،
فلعلكِ أختي المسلمة – لا سيما الداعية – أدركتِ القيم العظيمة للمكتبة المنزلية وعرفتِ كيف تكونينها.
الهوامش:
1- سورة الأعراف: 32
2- الحديث متفق عليه، أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة