مسابقة فرسان الشعر والإنشاد الأولى في لبنان
كتب بواسطة خاص - منبر الداعيات
التاريخ:
فى : تحقيقات
1569 مشاهدة
إن البُعد الجَمالي في الإسلام ينبغي أن يعتني به المسلمون؛ فلقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يعتني بذلك أيّما اعتناء حتى لما أبلغه الصحابي عبد الله بن زيد الأنصاري بما رأى في المنام من أنّ رجلاً ألقى عليه الأذان قال له صلى الله عليه وسلم: «قم إلى بلال فأَلْقه عليه فهو أندى صوتاً منك». وورد في سنن الدارِمي أن النبي صلى الله عليه وسلم استدعى أكثر من 20 رجلاً واستمع إلى أصواتهم ثم اختار صلى الله عليه وسلم أبا محذورة، وهو أحد المؤذنين الثلاثة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلّمه الأذان وكان ذا صوت رائع.
وبهدف استثارة المواهب الشابّة، خاصة فيما يخدم ديننا بكل ما أُوتينا من مواهب في الشعر وفي الإنشاد وفي البيان، وتوظيفها لإعلاء كلمة الله؛ فهي القضية الكبرى التي يجب أن نحملها، كانت مسابقة «فرسان الشعر والإنشاد» الأولى من نوعها في لبنان التي أطلقها المنتدى الطلابي في جمعية الاتحاد الإسلامي لاكتشاف الطاقات الموهوبة في الشعر والإنشاد من بين الطلاّب الجامعيين والثانويين. وقد شارك عن فئة الشعر 21 طالباً، وعن فئة الإنشاد 52 طالباً، وتُوّجت هذه المسابقة بحفلٍ ختاميّ حماسيّ في طرابلس يوم الأحد في 28 ربيع الأنور 1431 هـ = 14 آذار 2010 م على مسرح مدرسة الإيمان الذي غصّ بالجمهور القادم من مختلف المناطق اللبنانية.
ولتسليط الضوء على هذه المسابقة كان هذا التحقيق:
في عيون الجمهور
نور عبد السلام: «انطلاقة مسابقة فرسان الشعر والإنشاد كانت موفقة ولله الحمد؛ فأداء المشاركين جيد، وأعضاء لجنة التحكيم كانوا موضوعيين وقدّموا نصائح وتوجيهات للمتسابقين من أجل تطوير أنفسهم وتفادي الثّغرات في أدائهم، بالإضافة إلى تزويدهم بالمعنويات المرتفعة. حتى التصويت كان مبنيّاً على أساس التميُّز لا التحيز». وأضافت أم سياف: «كان واضحاً أنّ المسابقة قد بُذل عليها جهد كبير، وأداء المشتركين مع تفاوته كان جيداً؛ أما أعضاء لجنة التحكيم فواضح أنهم أصحاب اختصاص، ولقد أُعجبتُ بدِقّتهم، كما أُشيد بالجهة التي اختارتهم؛ فلقد عرفَتْ بحقّ مَن تختار، وأتمنى أن تتكرّر هذه التجربة بجمهور فوق 12 سنة وبمراعاة أكبر للضوابط الشرعية مثل ترك صف خالٍ من المقاعد بين النساء والرجال».
وعلّق محمود بلح على المسابقة قائلاً: «الإخوةكانوا بحقّ فرساناً في التجهيز والتنظيم؛ أما لجنة التحكيم فأصحاب خبرة في مجال الشعر والإنشاد، وقد برز من بين المشاركين أصحاب موهبة ربانية إبداعية، ومن الضروري أن يستثمر المنتدى الطلابي هذه الإبداعات في طاعة الله؛ لأن الموهبة فتنة، فإن لم تُستخدم في طاعة الله استُخدمت في طاعة الهوى والشيطان، ومن ثم أنصح المسؤولين فيه أن يخصصوا في موقعهم صفحة للمشاركات الشعرية وأخرى للمنشدين ليضيفوا مشاركاتهم». وأضاف أحمد شُعيب الرفاعي: «تنظيم المسابقة وإعدادها كان جيداً، أما لجنة التحكيم فقد تأثرت ببعض المشاركين، وتأثرت في بعض الأحيان بالجمهور، وأنصح الإخوة في المنتدى الطلابي أن يستمروا وأنيضيفوا القصة والمسرح إن أمكن». ويرى عريف الاحتفال الأستاذ صلاح الدين خليل: «إنّ أي عمل لا بدّ أن تظهر فيه ثغرات، إنما كان الحفل عموماً ناجحاً بشكل لافت من كل النواحي. وألْفتُ النظر إلى مسألة ضِيق الوقت، فحبذا لو استطعنا إجراء الحفل بعد صلاة المغرب أو العشاء، أو إجراء التصفيات على مرحلتين. وأقترح البَدء بالإعلان عن النشاط منذ بداية العام الدراسي، وإذا أمكن فصل مسابقة الشعر عن مسابقة الإنشاد، واعتماد مراحل عمرية متعددة في كلٍ منهما، وتأمين تغطية إعلامية أوسع». ويضيف عز الدين الوتّار: «من ناحية التنظيم فقد كان جيداً جداً إلا من بعض التشويش من جهة النساء، ربما بسبب الأطفال الذين جاءوا مع الأمّهات، أما من ناحية اللجنة والمنشدين فكانوا على قدر المسؤولية، وأحب أن ألفت النظر إلى ضرورة الاهتمام بالدعاية والديكور».
مشاعر وانطباعات الفائزين في المرتبة الأولى
عن الأسباب التي دفعتهم للاشتراك بمسابقة «فرسان الشعر والإنشاد» أجاب فارس الإنشاد سامر مرعي (الجامعة اللبنانية): «عندما قرأت إعلان فرسان الشعر والإنشاد أحسستُ بضرورة مشاركتي حتى أقدِّم الموهبة التي أعطاني الله إياها بإخلاص وصدق، ولكي أتعرف على أناس جدد وأستفيد من خبرتهم وتجاربهم». أما فارس الشعر طارق دغيم (جامعة طرابلس الإسلامية) فقال: «الأسباب كثيرة، وينطوي تحتها العمل على نشر القصائد الدعوية وتفعيلها بحق وبأساليبَ جديدة، وكذلك شوقي إلى ديار النور: مكة والمدينة»؛ فقد كانت جائزة الفائز: رحلة عمرة بالإضافة إلى حاسوب محمول.
وحول تقويمه لمسابقة «فرسان الشعر والإنشاد» إعداداً وتنظيماً ومشاركة، ولأداء أعضاء لجنة التحكيم أجاب سامر مرعي: «صراحة أدهشني إعداد وتنظيم هذه المسابقة الكريمة؛ فقد تم الإعلان عنها من خلال شبكات الإنترنت والمجلات والملصقات الموضوعة في الأماكن المخصصة لها على الجدران؛ حيث تمت التغطية الإعلامية الكافية نوعاً ما وبقدر الإمكان. أما فيما يتعلق بأداء أعضاء لجنة التحكيم: فقد كانوا منصفين وعادلين ولم يظلموا أحداً من المشتركين». وأضاف طارق دغيم: «تنظيم المسابقة وإعدادها كان فوق المستوى المنتظر بكثير وكان متميّزاً ورائعاً، وأداء لجنة التحكيم كان ممتازاً ودقيقاً، وأما المتسابقون فَهُم نخبةٌ من المواهب الكبيرة التي ينتظرها مستقبل لامع بإذن الله».
ماذا قال أعضاء لجنة التحكيم عن المسابقة؟
عن فئة الإنشاد
قوّم الشيخ يوسف الديك هذه البادرة الأولى قائلاً: «مسابقة جيدة جداً بكل المعايير». وأضاف الأستاذ محمد حبلص: «الشيء اللافت هو تنوّع الأصوات؛ فكان منها الجِبِلِّية والناعمة الحزينة ومختلف الطبقات الصوتية؛ وكذا تنوّع المناطق والجنسيات، فمنهم الفلسطيني والسوري واللبناني؛ وهذا ما يُخرجنا من المناطقية ويُرجعنا إلى عقيدتنا وإلى فِكرنا ووحدتنا»، وعلّق الأستاذ بسام صبح (منشد فريق أمجاد) قائلاً: «الحمد لله، كان الجوّ رائعاً بين الإخوة الحكّام وبين المنشدين، ونتمنى من الله أن تكون فاتحة لمبادرات أخرى ولمزيد من التألق لتسخير الأصوات الجميلة في طاعة رب العالمين»، وأضاف الأستاذ وليد أبو حيط (منشد فريق الوعد): «إننا نبحث دائماً عمّن يُطلق المبادرات، ويحرّك الخير الموجود، ويكتشف الطاقات والمواهب، وإذ (جمعية الاتحاد الإسلامي) تطلق هذه المبادرة الأولى في لبنان، وهذه بصمة تضاف إلى رصيدها، أسأل الله تعالى لهم القَبول».
عن فئة الشعر
قال الأستاذ الشاعر مروان الخطيب: «الحمد لله، تفاجأنا بمنسوب إبداعي عالٍ، وهذا مشجّع للغتنا ولشِعرنا ولموروثنا ولمستقبل أمتنا، كما لم نتوقع أن نجد شباباً على اتصال حميم بِلُغتنا وتراثنا الذي استلهموا منه هذا البُعد التاريخي والفكري لأدائهم، مما يبشِّر بمستقبل مشرق». وأضاف الأستاذ الشاعر محمود درنيقة: «نحمد الله أننا كنا أمام عشر قصائد موزونة على بُحور الشِّعر من أصل خمسة عشر؛ فهذا الأمر ينبئ بأمرٍ طيِّب وخصوصاً في ظلّ انتشار ما يسمى بشعر النثيرة، فجميل هذا النوع من المسابقات الذي يُسهم في إعادة الأمور إلى نِصابها وتسمية الأسماء بمسمياتها»، وعلّق الأستاذ الشاعر جهاد العويك قائلاً: «المتسابقون الشعراء جمعوا بين الجودة والشِّعر الملتزم؛ فهم يعرفون اللغة والعروض والصورة الشعرية، ونأمل أن تكون هذه المسابقة باكورة أنشطة أخرى لهذا المنتدى».
في عيون المنظِّمين
ماذا أضافت تجربة فرسان الشعر والإنشاد إلى رصيد المنتدى الطلابي؟ سؤال توجهنا به إلى الأستاذ عبد الباسط عوض مدير المنتدى الطلابي الذي أجاب: «أضافت هذه المسابقة إلى رزنامة المنتدى الطلابي السنوية نشاطاً مميزاً وغير تقليدي، جذب شريحة الطلاب من أصحاب الطاقات المميزة بهدف إبراز مواهبهم والإفادة منها في مجالات الدعوة المتعدّدة»، وعلّق محمد إبراهيم مسؤول فريق التنظيم والإعداد على الموضوع قائلاً: «أضافت المسابقة إلى إدارة المنتدى الطلابي ولجانه خبرة تنظيمية فنّية، فجميع العروض المصوَّرة وجميع الإعلانات والمطبوعات الخاصة بالمسابقة... لم يتم الاستعانة بأي خبرات خارجية لإنجازها».
وحول سر إقبال الشباب على المشاركة في هذه المسابقة، كذلك الحضور الكثيف في الحفل الختامي أجاب الأستاذ عبد الباسط: «السبب الأول والأساس هو توفيق رباني وعناية إلهية. ثانياً: الساحة الإسلامية تمتلك من القدرات والمواهب الشيء الكثير، وما إن أطلق المنتدى الطلابي هذه البادرة حتى التفّ حولها الموهوبون. ثالثاً: إنّ نظام المسابقة أسهم في توفير جو من التنافس وحشد الأنصار للمتأهلين للحفل الختامي؛ فقد فتحنا باب التصويت على الإنترنت عبر موقع «ملتقى الشبان المسلمين للحوار» فتسجّل حوالي 800 عضو جديد للتصويت لمرشّحيهم، ثم في الحفل الختامي تركنا نسبة 30% من علامة المتسابقين لتصويت الجمهور، ممّا أسهم في كثافة الحضور وشدة المنافسة»، وأضاف محمد إبراهيم: «إنّ الإعداد للظهور الإعلامي للمسابقة بالتنسيق مع قناة الأقصى الفضائية وإذاعة التوحيد وإذاعة الفجر ومجلة منبر الداعيات وغيرها دفع الجميع (متسابقين ومنظمين ولجنة تحكيم) إلى الاهتمام البالغ بالمسابقة وإخراجها بأبهى حُلّة ممكنة».
وقوّم الأستاذ عبد الباسط المسابقة إعداداً وتنظيماً ومشاركة فقال: «لقد حققنا بفضل الله وتوفيقه نُقلة نوعية في مستوى الإعداد والإخراج لمثل هذه الأنشطة الكبيرة، فهذه المسابقة استمر الإعداد لها خمسة أشهر حتى ظهرت بهذا الشكل في الحفل الختامي، وقد تفاجأ الكثيرون بالمستوى المميز للمشاركين وبتنظيم الحفل».
وأضاف محمد إبراهيم: «خلال الإعداد والتنظيم لهذه المسابقة قُمنا بتأمين الرعاية المالية والإعلامية وإطلاق الحملة الإعلانية للدعوة للمشاركة، وخلال فترة استقبال الطلبات كنا نقوم بمراسلة لجنة التحكيم ووضع معايير تقويم التصفيات التمهيدية والنهائيّة. ومن الناحية التنظيمية تميّزت المسابقة بالسلاسة بحيث كادت تخلو من الأخطاء المعتبَرة، والحمد لله. أما بالنسبة للمشاركة، فإنّ مناطق المتسابقين وبلدانهم ومستوياتهم الأدبية أو الفنية كانت لافتة جداً مما زاد من أهمية وتميّز المسابقة التي خُتمت بحفل يتميّز بالحماسة والتفاعل الجماهيري».
أما عن أبرز العقبات التي واجهتهم في مسيرة إعدادهم لهذه المسابقة أجاب الأستاذ عبد الباسط: «ضَعف الإمكانات المالية مقارنة بما تقدّمه المسابقات الفنية الهابطة من إغراءات وجوائز؛ مما يُسهم في إضعاف الجانب الإعلامي للمسابقة، ندرة الاختصاصات التي تعمل في مجال الإعداد لهذا النوع من المسابقات، تدريب المنشدين المتأهلين للحفل الختامي؛ فبعضهم لديه خامة صوت جميلة ولكن تنقصه الخبرة، فاستغرق تدريبهم حوالي شهر ونصف».
وقد عرض لنا محمد إبراهيم في نهاية اللقاء أبرز المواقف التي حصلت خلف الكواليس فقال: «ما لم يلاحظه الحاضرون في المسرح هو: لحماس المغلّف بالتوتّر البادي على وجوه المشتركين الذين كانوا يجلسون وراء الكواليس، حصول خطأ في إحدى لوائح التصويت حيث سقط سهواً اسم أحد المتسابقين ولم نكتشف الأمر إلاّ عند بدء الحفل فتمّ تصوير 700 ورقة جديدة وقصّها داخل المسرح خلال ربع ساعة، كما أننا فقدنا الشاعر طارق دغيم قبيل وصول دوره وبعد البحث وجدناه في المسجد يتهيأ لإلقاء القصيدة».
وفي الختام قدّم الأستاذ عبد الباسط بعض التوصيات للعام المقبل بإذن الله: «العمل على الدعاية للمسابقة بشكل أوسع حتى تصل إلى القرى النائية - تأمين مكان أكبر للحفل الختامي يستوعب الجمهور ويراعي الضوابط الشرعية بشكل أفضل - العمل على تسويق إعلامي أكبر للمسابقة - استثمار الطاقات المشاركة في المسابقة وإبرازها خلال النشاطات العامة - تنظيم مسابقة خاصة بالطالبات - رفع مستوى الجوائز للفائزين».
ختاماً نسأل الله تعالى أن يجعل هذا الجهد المتميّز في ميزان كل من ساهم في إبراز مسابقة «فرسان الشعر والإنشاد» على هذه الصورة المشرقة، مؤكِّدين على ضرورة تضافر الجهود، إلى جانب الإرادة والعزيمة والنفَس الطويل، لاكتشاف ثم استثمار مواهب وطاقات الشباب وتوظيفها في خدمة الإسلام.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة