صندوق التكافل الإسلامي...منارة تكافلية في لبنان
كتب بواسطة حوار مع مديره الأستاذ نورالدين أرناؤوط
التاريخ:
فى : حوارات
1368 مشاهدة
تميّزتالأمة الإسلامية بإرساء مبدأ التكافل بين المسلمين من خلال جعلالزكاة ركناً من أركان الإسلام: «بُني الإسلام على خمس...» وعدَّ منها صلى الله عليه وسلم: «... وإيتاء الزكاة»، وترتيب الأجور المضاعفة على الصدقات: (مَثَلُ الذين يُنْفِقُونَ أموالَهُمْ في سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَت سبعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)، (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ)... ورفع منزلة كافل اليتيم... ونفي صفة الإسلام عن الذي لا يهتم بأمور المسلمين... وقد طبّقت الدولة الإسلامية هذه الركيزة الاقتصادية والاجتماعية المهمة (ركيزة التكافل)، التي لا يستقيم المجتمع إلا بها، في مختلف مراحلها وعهودها، حتى اكتفى الناس ولم تجد مَن يأخذ الزكاة في عهد الخليفة الخامس عمر ابن عبد العزيز.
هذا النموذج المشرق المتميِّز ببُعده الإنساني يسعى العاملون للإسلام جاهدين لتكراره في المجتمع الإسلامي. ولأهمية إبرازه وتكريسه في المجتمع، نتوقف عند تجربة فَتِية للعمل التكافلي من خلال صندوقالتكافل الإسلامي في لبنان في جمعية الاتحاد الإسلاميالذي تأسس عام 1993، لنسلِّط الضوء تحديداً على أدائه في رمضان هذا العام؛ حيث حاورنا مديره الأستاذ نور الدين أرناؤوط... فإلى الحوار:
1. "منبر الداعيات": ما هي أهم الإنجازات التي حقّقها صندوق التكافل الإسلامي في رمضان هذا العام؟
· ما يزال صندوق التكافل الإسلامي منذ تأسيسه يعمل على تطوير أدائه وتقديماته. وقد كان لهذا العام ما يميزه، حيث عملنا على تنظيم 37 إفطاراً أي بمعدل إفطار يومياً - وفي بعض الأيام إفطارين - شملت جميع الشرائح، وتم توزيع 975 حصة غذائية تقدمت بها إحدى المُحسنات الفاضلات من قطر - كعادتها كل رمضان - تخصّ بها المخيمات الفلسطينية، فضلاً عن التعاون مع عدد من الجهات الخارجية مثل الهلال الأحمر الإماراتي الذي اعتمد مؤسَّستنا في تنفيذ مشاريعه في طرابلس... وكذلك المخصصات المالية التي يصرفها الصندوق. وقد بلغت قيمة هذه المشاريع157.000$.
2. "منبر الداعيات": برأيكم ما هي أبرز التحديات التي تواجه العمل الخيري في لبنان وتَحُدُّ من فاعليته، وليكن صندوق التكافل الإسلامي نموذجاً؟
· التحديات التي تواجه العمل الخيري تتلخص فيما يأتي:
- زيادة نسبة المحتاجين من خلال اتساع الفجوة بين طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء.
- جهل شريحة واسعة من ذوي الدخل المحدود بوسائل وأساليب تحسين وضعهم المادي، مما يجعلهم في عجز مادي دائم.
- تسلُّل نسبة من ممتَهِني التسوُّل إلى شريحة الفقراء.
- ارتفاع كلفة الدواء والعلاج خاصة مع انتشار الأمراض المستعصية والمزمنة، وغيرها من التحديات...
3. "منبر الداعيات": هل من أفكار أو مقترحات من شأنها أن تُسهم في تفعيل العمل الخيري وتطويره في لبنان؟
· لدينا العديد من الأفكار التي تحتاج للدعم اللازم لإخراجها إلى حيِّز الوجود، منها:
- العمل على تطوير الجهاز الإداري لتخليص المعلومات والبيانات من الشوائب؛ منها وجود عائلات غير محتاجة أو منتفعة، وغيرها...
- إقامة دورات لإكساب أصحاب المصالح خبرات أو تمليكها للجادّين.
- توفير أموال لمشاريع إنتاجية تساعد على تحسين الدخل.
- العمل على الحد من التسرُّب المدرسي من خلال تأمين مِنَح دراسية وأخرى للعائلات.
- تعاون قطاع العمل الخيري مع القطاع الصحي لتوفير الدواء.
4. "منبر الداعيات": ما هي العوامل التي أدت إلى انكفاء بعض أثرياء المسلمين عن دعم العمل الخيري وتمويل مناشطه التي تُسهم باستمراريته وتطويره؟
· بعض العوامل التي أدت إلى انكفاء بعض أثرياء المسلمين:
- عدم قناعة بعض منهم بالعمل المؤسّسي وتقديم الجهد الفردي عليه.
- مزاجية فريق منهم القاضية بتقديم مشاريع معينة على أخرى أو وضع شروط تعجيزية.
- السعي لإقامة مناشط يستطيع أن يُظهر بعضهم نفسه من خلالها.
- الترهيب الإعلامي الذي يُسوَّق له ضمن الوسائل المرئية من خلال البرامج المنظمة والأفلام بأن المؤسسات الخيرية تضع الأموال في غير مكانها.
وغيرها من العوامل...
5. "منبر الداعيات": ما سبب محدودية مشاركة المسلمين بشكل عام في تسخير الجهود والطاقات وبذل الأوقات خدمة للعمل الإسلامي؟
· هذا يعود لعدة عوامل، أبرزها:
- عدم تربية الفرد على أهمية العمل التطوعي.
- كثرة مشاغل الأفراد من خلال الضغط الاقتصادي من ناحية، بالإضافة لكثرة المُلهيات التي لا تتيح للفرد الفرصة للمشاركة في الجهد التطوعي.
- عدم توفير الدعاية والإعلام بالمستوى المتميّز للتعريف بأهمية العمل التطوعي ومجالات الخدمة فيه.
6. "منبر الداعيات": ما الوسائل التي من شأنها تحفيز الناس على الانخراط في العمل الخيري ودعم مشاريعه؟
· من أهم الوسائل التي ينبغي للمسلمين أخذها بالاعتبار:
- تربية الفرد منذ الصغر على أهمية العمل التطوعي.
- تفريغ الأوقات من قبل الأفراد للعمل التطوعي رغم جميع الصعوبات، لما له من أهمية في تراكم الخبرات وتطوير الأداء، وقبل ذلك وأهمه: نيل الأجر والثواب من الله تعالى.
- إبراز العمل التطوعي في وسائل الإعلام بصورة مشرقة مع التشجيع عليه، ومحاربة الانطوائية والنقد السلبي.
- إظهار نتائج العمل الخيري المنظم الهادف وأهميته في تطوير المجتمعات والنهوض بواقعها.
* * *
في الختام نشكر الأستاذ نور الدين أرناؤوط على ما أفادنا به، وندعو المسلمين للعناية بالجانب التكافلي للمجتمع الإسلامي كلاًّ بقدر استطاعته، حتى نعمل معاً على سد حاجات الناس ونقلِّل من نِسبة المُعوِزين الذين يعيشون في كثير من الحالات تحت خط الفَقر، فاللهُ سائلنا عن إخواننا إن كفيناهم ذل السؤال.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن