الحجاب... طاعة وسعادة
"الإسلام حدّد لنا كل شيء، كاللباس والعلاقة بين الرجل والمرأة. والحجاب يحافظ على كرامة المرأة ويحميها من نظرات الشهوات ويحفظ كرامة المجتمع ويكفّ الفتنة بين أفراده، لذلك فهو يحمي الجنسين من الانحراف، وأنا أؤمن أن السِّتر ليس في الحجاب فحسب، بل يجب أن تكون العفة داخلية أيضاً، وأن تتحجب النفس عن كل ما هو سيئ".
هذه المقولة للصحفية الإنكليزية روز ماري (مريم هاو) التي نشأت في عائلة نصرانية متدينة، ولكنها مع بلوغها مرحلة الوعي أخذت تتطلع إلى دين يمنحها الأجوبة عن أسئلتها التي كانت تمور داخلها حتى كان عام 1977 الذي أعلنت فيه إسلامها.
فهل تستحضر الفتاة المسلمة هذه المعاني التي أشارت إليها (مريم هاو) في مقولتها؟ أم إن الحجاب أصبح مجرد عادة وشكل فارغ من معناه الروحي؟ وبماذا تتميّز المحجبة عن غيرها؟
في هذا التحقيق نستطلع آراء ثلّة من الفتيات المحجبات وغيرهن ممن لم يلتزمن بهذه الفريضة بعد، ونلقي الضوء على الموضوع من وجهة نظر المتخصِّصة في علم الاجتماع الدكتورة إيمان سلاوي من المغرب (باحثة في شؤون المرأة والأسرة، وحاصلة على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية بعنوان: «الوظيفة الاجتماعية في القرآن والسُّنة»، وأستاذة في التعليم الثانوي لمادة التربية الإسلامية). ونختم التحقيق بنصائح وتوجيهات من قِبَل الداعية إلفانا بشير من لبنان (مُجازة في العلوم الشرعية وعضوة لجنة القسم النسائي في جمعية الاتحاد الإسلامي وأستاذة في معهد مرشد الديني)...
فإلى التحقيق:لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
تقول سارة طرباه (تتخصص في فنون الإعلان): التزمتُ بالحجاب حينما كنت في سن السابعة. ولكن حين التزمت باللباس الشرعي سمعت تعليقات كثيرة ممّن حولي سواء في المنزل أو خارجه؛ فمنهم من يقول: إنني ما زلت صغيرة، ومنهم من يقول: إنه لا يليق بي... ولكني لم آخذ برأي أحد؛ فهو قرار اتخذته بملء إرادتي ولن يؤثر بي كلامهم. ثمّ إنّ الحجاب واجب شرعي، وعلى كل فتاة أن تلتزم به، وأنا أدعو الله عزّ وجل أن يهدي جميع الفتيات وييسّر لهن ارتداءه لأنه يُرضي الرّبّ تعالى ويميّز شخصيّة الفتاة المسلمة عن غيرها.
الحجاب وفُرَص الزواج
أما الطالبة الجامعية سحر دعبول فقد ارتدت الحجاب منذ كانت في العاشرة من عمرها، أما الجلباب فالتزمتْ به في رمضان الماضي. وقد وصفت لنا سحر شعورها تجاه الحجاب وما يمثّله بالنسبة لها: الحجاب جزء مني.. حينما أمرّ به في شارعنا أشعر بالغربة كونه غير مألوف قليلاً، ولكن هذه الغربة تُفرحني وتُسعدني. هذا وقد حدثتنا سحر عن قريباتها اللاتي كنّ محجبات على الموضة ثم خلعن حجابهن تأثراً بكلام أهليهن بأن الحجاب يقلِّل من فرص الزواج؛ تقول سحر: حينما خلعن الحجاب تبدّلت حياتهن إلى الأسوأ؛ من ارتكاب الذنوب واستسهالها والتهاون بالمعاصي، ورغم أنهن جميعاً تزوجن، ولكن كل واحدة منهن إما طلقت وتزوجت مرة أخرى وإما تعاني في زواجها!!!
مَن ترك شيئاً لله
زهــرة عــــبد الـــــله (مــــدقِّقة في مكـــتــب محاسبة، ومتـــزوجة ولها من الأولاد اثــــنان: بـــنت وصبي) قصــتـها مع الحجاب مؤثّرة؛ فهي رغم محافظتها على الصلاة وتحلّيها بخلُق حَسَن إلا أنها تردّدت كثيراً قبل الإقدام على خطوة الحجاب، ولم تُجد محاولات أبويها وأختها وحتى زوجها في إقناعها بلبسه لا سيما أنها تخطت سن الثلاثين، ولكن حينما قرر والداها الذهاب لأداء العمرة شعرت بالذنب لمّا تذكرت كلامهما عن الحجاب فقررت مفاجأتهما بارتدائه.. كانت لحظات مؤثرة حينما رأَيا الحجاب يكلِّل رأسها.. وتصورت زهرة أنّ ردّة فعل رئيسها في العمل ستكون مماثلة لأهلها، ولكنها دُهشت حينما سمعت تعليقه عن حجابها: (إما العمل وإما هذا الذي تضعينه على رأسك.. سوف أُمهلك بعض الوقت لتفكّري.. لأني لا أريد أن أراكِ وعائلتك في الشارع).
تقول زهرة: عندها تذكّرت بعض مواقفه: لماذا لم يحمرّ وجهه حين كان يُستهزأ بدين الله أمامه؟! لِماذا لم يُمتقع لونه عندما كان البعض يجاهر بالفطر في رمضان؟! لماذا لم يغضب حينما كان يلحظ العلاقات غير الشرعية بين بعض الموظفين والموظفات ويغضّ طرفه عنها؟!..
وتتابع زهرة حديثها قائلة: وظّف فتاة أخرى سافرة لا تقارَن بي خبرة في مجال العمل، وأعطاها راتباً يفوق مرتّبي بكثير.. وأخذ يضيّق عليّ كثيراً ويُسمعني عبارات جارحة؛ فقررت تقديم استقالتي رغم حاجتي الماسّة لهذه الوظيفة؛ فزوجي عاطل عن العمل... في آخر يوم من العمل قال لي رئيس عملي السابق: (ستعودين زحفاً إلى شركتي.. وستتوسّلين إليّ.. أتظنين أن المؤسسات الأخرى ستفتح لكِ أبوابها وأنتِ بهذا المنظر؟).. مرّت شهور وزهرة تبحث عن عمل، ولكن الأبواب كلها أُوصدت في وجهها.. لم تيأس... ظلّت قوية متماسكة بفضل الله أولاً ثم عائلتها حتى ظفِرت بوظيفة راتبها أفضل ودوامها أقلّ ومديرها في العمل يخاف الله.. الأغرب أنه حينما مرّت الشركة التي كانت تعمل بها سابقاً بأزمة خانقة، سارع رئيس عملها السابق للاتصال بها عدة مرات طالباً عودتها للعمل بمرتّب ضخم، إلا أنها رفضت.
وفي بلاد الغربة تحدٍّ
الشقيقتان آمنة وزينب غنوم (طالبتان وُلدتا وعاشتا في الدنمارك، وانتقلتا حديثاً للعيش في لبنان..)، تقول آمنة: كان عمري 11 عاماً عندما وضعت الحجاب لأول مرة. أذكر أنني حين ذهبت به إلى المدرسة انتابني إحساس بالخجل خصوصاً أنني كنت الوحيدة المحجّبة في صفّي.. ولكن - الحمد لله - كثيرات من صديقاتي يومها سارعن إلى لبسه... لا أتخيل نفسي بدون حجاب؛ فهو عنواني بأني مسلمة، وهو ما يميزني عن غيري، ورغم أن بعض صديقاتي لبسنه ثم خلعنه إلا أنني لم أُحبَط، وألوم أهليهن لأنهم لو كانوا ملتزمين حقاً بتعاليم الإسلام لما سمحوا لبناتهم بخلع حجابهن بهذه السهولة.. أهم ما يميّز المحجبة عن غيرها هو حياؤها من الله إذا فعلت ما يُغضبه تعالى، وألفت النظر إلى أن على الفتاة أن يكون حجابها شرعياً وليس على الشكل الذي نراه اليوم مثل حجاب «أبو نفخة» ولبس البناطيل... وأؤكّد بأنّ الحجاب لا يمنع المحجبة من ممارسة حياتها بشكل طبيعي، بل على العكس إنه علامة على التميّز إن هي راعت الضوابط الشرعية في لباسها وفي تعاملاتها؛ والدليل أن الكثير من الدراسات والإحصاءات والتقارير التي عرضها التلفزيون الدنماركي تبيّن أن أكثر المتفوقات في المدارس الدنماركية هن من المسلمات المحجبات.
أما زينب فلم تنتظر والدتها التي أشارت عليها بلبس الحجاب في شهر رمضان، بل سارعت للبسه قبل هذا الموعد وكان لها من العمر 11 عاماً.. تقول: لقد سألتني معلمتي يومها بفضول - لا بعنصرية - عن سبب ارتدائي للحجاب؛ فأجبتها: لأنني أحبه، ولأنه لباس يُريحني، والأهم لأن ديننا يأمرنا بذلك. وتـــــضيف زينب: لا أتخيّل نفسي بدون حجاب، كما أنه عمليّ ومريح.
حجاب قلبيّ
من المؤلم تخلّي بعض فتيات الإسلام عن حجاب السِّتر والعفة، وهو ما جعلنا نتساءل: لماذا تركت بعض الفتيات الحجاب؟ الطالبة هند حجار أثناء حديثها الرقيق عن الحجاب ترقرقت عيناها بالدموع أكثر من مرة، تقول: المحجبة يحقّ لها أن تشعر بالفخر.. فهي كاللؤلؤة التي تُحفظ داخل الصدَفة حتى لا تلمسها أيدي العابثين... أتمنى لو أنّ أهلي شجعوني بشكل أكبر على لبس الحجاب حينما كنت صغيرة؛ فعندما تكبر الفتاة يصبح لبس الحجاب أكثر صعوبة بالنسبة لها، أما في الصِّغر فتنشأ وهي معتادة عليه ويصير جزءً منها.. أتذكّر عندما وضعتُ المِنديل على رأسي في إحدى المرات وخرجت به على سبيل التجربة فقط... وقتها استغرب أهلي من فِعلي كثيراً، ولكنّي شعرت عندها أنني مختلفة، لم ينظر إليّ أحد كما هي العادة، شعرتُ بارتياح غريب حتى أني ترددتُ في خلعه... السبب الذي يقف حاجزاً بيني وبين لبس الحجاب الآن هو هوى النفس وليس عدم الإيمان به؛ فأنا ولله الحمد أؤمن بفرْضية الحجاب، ولكن نفسي تمنعني من لبسه... أحب الحجاب لدرجة أنني حينما أسمع بعض صديقاتي وأساتذتي يطعنون به أنبري للدفاع عنه وعن المحجبات، ولكن بداخلي أشعر بالازدواجية كوني أدافع عن الحجاب وأنا غير ملتزمة به.. إنني أدعو المحجّبة للافتخار بحجابها، فهو تاجٌ من نورٍ ودليل الطهارة والعفة، وليس كما يدّعي البعض بأنه خطوة متخلفة ورجعية.
الحجاب من وجهة نظر اجتماعية
نفت الدكتورة إيمان سلاوي وجود عداء اجتماعي تجاه المحجبة؛ فقالت: هو اختيار عقدي وسلوكي وثقافي يتناسق مع الفطرة، والحقيقة أننا في مجتمعنا الإسلامي نميل في ضميرنا الجَمْعي إلى الاحتفاء بالحجاب والفرح بمن ترتديه، وأنا ألمس مظاهر تؤكد هذا الافتراض، منها: انتشار الحجاب في فئات عريضة من النساء، شيوع عبارات التهنئة لمن تُقْدم على خطوة ارتداء الحجاب، وحتى النقاشات التي أعيشها في صفوف التلاميذ تعكس نزوعهم لاحترام المحجبة واعتبار الحجاب اختياراً يدعو إلى الاعتزاز... ومن ثم فالعداء للمحجبة هو نشوز في مجتمعنا، وهو صادر أساساً من النخب الدّسيسة، أو المتغربة. وعن اعتقادها إن كان في شخصية المحجبة نقاط ضعف تعطي صورة سلبية عن المحجبات في مجتمعاتهن، أجابت: اختزال الحجاب في قطعة من القماش مظهر من مظاهر التشوّه، ومثله السكوت عندما يُعتدى على كرامة المحجبة، وكذلك الإغراق في الحديث والنقاش في تفاصيل وجزئيات تغوص في صورة الحجاب وشكله وتنأى عن تعميق النظر في روحه وجوهره. أما كيف تواجه المحجبة التحديات التي قد تعترضها تقول: الحقيقة إن المحجّبة التي وعت رسالتها اليوم، وحملت في حجابها شعار نهضة الأمة، وأمانة الاعتزاز بالقيم وصيانتها تقوم بدور مشرّف فعلاً في مواجهة هذه الـــتـــحــديات، والفتيات المسلمات اللواتي يخُضنَ مــــعارك نضـــالية حقيقية حول العالم في المدارس الغربية والمواقع الإعلامية خير دليل، وردود الفعل المحتجّة على تصريح هنا واستخفاف هناك جزء من هذه المواجهة، وكذلك الإصرار على رفض كل أشكال الإقصاء من التعليم والعمل والمشاركة الإيجابية في الحياة السياسية.
ومن أعتى التحديات التي نأمل أن تنتبه المحجبة إليها هي التحبيب في الحجاب سواء غيرها من غير المحجبات، أو الأجيال الصاعدة من أبنائها وغيرهم... وهذا يتطلب بصيرةً وذكاءً اجتماعياً، وهو تحدٍّ تربويّ مهم جداً. بالنسبة لدَور عوامل التطوّر التي لحقت بالحياة الاجتماعية المعاصرة في ما آل إليه حال الحجاب اليوم توضح الدكتورة إيمان قائلة: مظاهر التطور ووسائله العصرية سيف ذو حدّين، فكما أنها أدّت إلى شيوع مظاهر ميّعَتْ صورة الحجاب وأفرغته من دلالاته وأبعاده الحضارية، فهي كذلك فتحت الباب لإسماع صوت المحجبة التي تقدِّم الصورة المشرّفة، والحاجة ماسّة إلى مزيد من الإبداع في أشكال الدفاع عن هذه الرسالة الرائعة التي تحمل المرأة المسلمة عنوانها في لباسها، والقاعدة هي ما أثبته الله عز وجل في كتابه الكريم: {فأما الزبَدُ فيذهب جُفاء وأما ما ينفع الناسَ فيمكث في الأرض}.
نظرة شرعية
عن سبب إعراض شرائح من الفتيات عن الحجاب تقول الداعية إلفانا بشير: زرع فكرة قلّة فرص الزواج بسبب الحجاب وبالتالي يحرص الأهل على منع بناتهن من ارتدائه، إشاعة شبهة إعاقة الحجاب لحركة الفتاة المسلمة في المدرسة والجامعة، بالإضافة إلى رفض كثير من الشركات والمؤسسات توظيف الفتاة المحجبة رفضاً قاطعاً حتى لو توفرت لديها الكفاية العالية، ومنها أيضاً تشويه صورة المرأة المحجبة في وسائل الإعلام، وعلى رأسها جميعاً ضَعف الإيمان الذي يدفع المسلمة إلى المسارعة لتنفيذ أمر الله تعالى...
أما عن أبرز أسباب انحراف الزِّي الإسلامي عن مواصفاته الشرعية تتحدث قائلة: تهاون عدد من الدعاة في تعميم مواصفات الحجاب الشرعي وقبولهم بأقل من الحد الأدنى منه، ضعف الوازع الديني عند الكثيرات وعدم فهمهن لحكمة الحجاب، عدم مبالاة الأهل لمظهر بناتهم الذي لا هو حجاب ولا هو سُفور، ولا ننسى حالة المجتمع الذي يعاني من التقليد الأعمى للغرب، فتحاول الفتاة المسلمة أن توفّق في لبسها بين أمر الله لها بالحجاب وبين تقليد الآخرين، بالإضافة إلى ما تُفرزه دُور الأزياء والموضة في العالم، لدرجة أن هذه الدُّور تنفق آلاف الدولارات لابتكار ما هو ملفت حتى في أزياء المحجبات..
وحتى تستعيد المحجبة الشعور بالعزّة والفخار لارتدائها الحجاب بعد أن أصبح مجرد عادة أو شكل فارغ من محتواه الروحي فعليها أن تعلم أن حجابها عبادة وامتثالٌ لأمر الله، قال تعالى: (يا أيها النبي قلْ لأزواجَكَ وبناتك ونساء المؤمنين يُدنَيْن عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يؤذَيْن وكان اللهُ غفوراً رحيماً)، وهي في حجابها تقوم بفريضة الدعوة لدين الله؛ فالحجاب دعوة صامتة أبلغ من المقال، وهو وسيلة تعريف وبيان للهوية الإسلامية، ولا فخر للفتاة إلا برجوعها إلى دينها.. ويجب أن تعلم الفتاة أنّ النبي صلى الله عليه وسلم نهانا أن نكون إمّعة إن أحسن الناس أحسنّا وإن أساؤوا أسأنا، وأشير إلى دور المدارس والمؤسسات الدينية ووسائل الإعلام الدينية في التربية الإيمانية والتوعية وغرس الحياء والأدب في نفوس الناشئات.
...
في الختام.. نشكر كل مشاركة في هذا التحقيق أغنته بعرض تجربتها مع الحجاب، كما نشكر ضَيْفتيْنا الكريمتين على ما قدّمتاه من إضاءات وتوجيهات.. ونشير إلى أنّ حجاب المرأة المسلمة اليوم يُعتبر أحد أبرز تحديات العصر الحديث؛ فهذا الغطاء يمثّل في خيال البعض حجاباً يحجب التميز والإبداع، لذا تبرز الحاجة إلى تغيير هذه النظرة السلبية عن طريق تصحيح مواصفاته وتجديد النية بأنه عبادة يُتقرب بها إلى الله وليس عادة، وعن طريق التميز العلمي والأخلاقي للمحجبة.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة