حرائر الأقصى
الأستاذة زينة سعيد أحمد عمرو (أم رضوان) نذرت نفسها للرباط في المسجد الأقصى للدفاع عنه في وجه مخططات الاحتلال الرامية لتقسيمه وبناء الهيكل مكانه.. كما عملت في عدد من المؤسسات المقدسية النسوية والدعوية والخيرية التي حظرها وأغلقها الاحتلال الإسرائيلي تباعاً بذرائع أمنية...
وأنهت في مطلع الانتفاضة الثانية دراسة البكالوريوس في جامعة القدس المفتوحة بالقدس في تخصص إدارة الأعمال. وقد حصلت خلال رباطها في المسجد الأقصى على درجة الماجستير في دراسات بيت المقدس من جامعة القدس وقدمت أطروحتها حول الأثر النفسي لتهديد الاحتلال بهدم المنازل على الأسر والأطفال المهددة بيوتهم بالهدم في حي البستان في القدس...
تجربة حياتها نستلهم منها دروس العزّ والصمود والمقاومة.. تجربة حياة نتعلّم منها كيف يسري حب الأقصى في الأجساد كالدماء وكيف أنّ الرباط فيه عقيدة لا يجوز التفريط بها.
فإلى الحوار:
1. "منبر الداعيات": أستاذة زينة لو تحدثيننا عن بداية جهدك مع الأخوات المرابطات لحماية المسجد الأقصى من مختلف حملات التدنيس؟ وأبرز المشاريع التي يقوم بها المرابطون والهدف منها؟
• إن فكرة الرباط جاءت كمشروع يهدف في الأساس إلى إعمار المسجد الأقصى وتكثير سواد المسلمين فيه، في الوقت الذي اشتدت فيه حملة التهويد والاقتحامات اليومية للمسجد، والتي بدت واضحة المعالم من خلال الأعداد المتزايدة من المستوطنين اليهود والسياح الأجانب الذين يقتحمون المسجد الأقصى يومياً في ساعاتٍ محددة على شكل جولات منظمة تحت مبدأ السياحة والزيارة للمكان. لقد اختاروا أوقات الاقتحام من ساعات الصباح الباكر(من السابعة والنصف إلى الحادية عشرة) إلى ما قبل الظهيرة، وتم اختيار الوقت الذي يكون المسجد فيه خالياً من المسلمين لعدم وجود صلاة مفروضة وقت الضحى لذلك تم تحديد نفس الأوقات لتعمير المسجد بأكبر عدد من المسلمين ليكون وجودهم متزامناً مع تلك الاقتحامات، من أجل المحافظة على إسلامية المكان.
ومن أبرز المشاريع التي تم العمل عليها من أجل تحقيق الهدف من عمارة المسجد هو مشروع مصاطب العلم التي انتشرت في المسجد بشكل كبير ومتزايد، من خلال الحلقات العلمية التي تُعقد لتدريس العلوم الإسلامية المختلفة، والتي ضمت المئات من الرجال والنساء من مختلف الأعمار، وتم من خلالها اجتياز العديد من الدورات ومنح الإجازات والحصول على الشهادات في مختلف المجالات، هذا كان في بداية المشروع.
ثم تطورت المشاريع في المسجد الأقصى لتشمل فئاتٍ أُخرى من الشباب والأطفال، فمن تلك المشاريع: مشروع الطالب الجامعي الذي انضم إليه العشراتُ من الطلاب والطالبات الذين انتسبوا إلى الجامعة على أن يتلقَّوا محاضراتِهم التي يلقيها محاضرون متخصصون داخل المسجد الأقصى، وذلك بالاتفاق مع جامعة القدس المفتوحة.
وهناك مشاريع خاصة بالأطفال مثل المخيمات الصيفية والربيعية التي ينضمّ إليها مئات الطلاب والطالبات. ونذكر أيضاً مشروع عقد القِرانِ الذي يهدف إلى إحياء المناسبات الاجتماعية وبدء تأسيس الأسرة من المسجد بنيّة طلب البركة. إضافة إلى مشاريع موسمية تُعقد في أوقاتٍ مختلفة، منها المهرجانات: كمهرجان طفل الأقصى ومهرجان الرسم، وكذلك إجراء مسابقات على مستوى مدارس القدس للتنافس في مواضيع مختلفة والكشف عن المواهب، من حفظٍ للقرآن الكريم ومسابقة أجمل صوت، والنشيد، وإلقاء الشعر، والخطابة وغيرها. ومن أهم المشاريع التي نُشرف عليها مشروع التعريف بالمسجد الأقصى، وهو خاص بطلاب المدارس والجامعات والزوار الذين يأتون المسجد من أنحاء فلسطين، وتُنَظَّم لهم جولاتٌ للتعريف بمَعالِمِ المسجد ومكانته والمخاطر التي يتعرض لها المسجد في الآوِنة الأخيرة.
2. "منبر الداعيات": للأستاذه زينة قصة متكررة مع القرارات الصهيونية بالإبعاد... لو تحدثيننا عنها وعن غيرها من المواقف التي واجهتك..
• لقد تعرضتُ كغيري من المرابطات إلى شتى وسائل التنكيل بهدف ثَنْيِنا عن المرابطة في الأقصى وممارسة نشاطنا الذي لا يروق لهم داخل المسجد، فتم اعتقالي أول مرة عندما رفضتُ التوقيعَ على قرارٍ يقضي بإبعادي عن المسجد الأقصى، وتم تقديمي إلى المحاكمة بعدما تعرضتُ إلى تحقيقٍ مطوَّلٍ تمّ على إثره توجيهُ تُهَمٍ مثل إثارة الشغب وتعريض حياة المواطنين اليهود للخطر أثناء وجودهم في المسجد، كذلك توجيه تهمة العمل لصالح منظمات وحركات إرهابية على حد زعمهم.
وعندما شعر الاحتلال أن هذه الإجراءات زادتنا تمسكاً وإصراراً على حقّنا بالوجود اليومي في المسجد، قاموا باستدعاء زوجي وأبنائي للتحقيق معهم في أقبية المخابرات للضغط على أسرتي لمنعي من ارتياد المسجد، وكان هناك تهديدٌ ووعيدٌ بالإبعاد خارج القدس، وعندما لم يُجْدِ ذلك نفعاً قاموا بتسليمي قراراً باسمي أنا بِهَدْم منزلي مع العلم أن المنزل باسم زوجي ولا يوجد فيه أي مخالفة قانونية، إذ بُني المنزل عام 1964.
ومن وسائل القمع التي اتّبعها الاحتلال ضد المرابطات الإبعادات الجماعية، وذلك بإغلاق المسجد أمام المسلمين والنساء تحديداً في ساعات الصباح، ليستفرد به اليهود ويصولون ويجولون وحدهم فيه، وعندما حاولنا الدخول إلى المسجد بعد رفض تسليم بطاقات الهوية في يوم 16/ 4/ 2014، قام جنود الاحتلال بالاعتداء علينا بالضرب والتنكيل من رَكْلٍ ودَفْعٍ ورشٍّ بغاز الفلفل، وتم استهدافي من قِبَل الضابط المسؤول عن المسجد الاقصى، الذي ضربني على وجهي بجهاز اللاسلكي الذي كان يحمله بيده وكسر به أسناني وفكي، وقام أحد رجال الوحدات الخاصة بالاعتداء عليّ بالضرب والركل في قدميّ، ونُقلت على إثرها إلى المشفى، فكان ذلك حال العشرات من النساء في ذلك اليوم الدامي وأيامٍ أخرى كثيرة أُصِبْنَ فيها على أبواب المسجد الأقصى.
3. "منبر الداعيات": ما هو البرنامج اليومي لكِ وللأخوات في المرابطة؟ وكيف تنظّمين وقتَك كَرَبّةِ منزلٍ وناشطةٍ ومرابِطة؟ وما دور أسرتك في هذا كلّه؟
• نبدأ بالاستعداد في الصباح لمغادرة المنزل بصحبة الأبناء للتوجه إلى الأقصى حيث الرباط والدراسة، لتكون المحطة الأولى على الأبواب بالتفتيش وتسليم بطاقات الهوية، والتي تعني لنا أننا قيد الاعتقال، فبدونها لن نستطيع التحرّك أو المغادرة، وتبدأ حلقات العلم بالانتشار في ساحات الأقصى لتكون مستعدة للتصدي لأي اقتحامٍ أو استفزازٍ من قِبَلِ المستوطنين، لتبدأ صيحات التكبير والملاحقة التي تقوم بها المرابطات لِيَمْنَعْنَ استمرار تجوالِ المقتحمينَ إلى أن يُغلقَ بابُ المغاربة، ثم تنتشر النساء في أرجاء المسجد ينتظرْن الصلاة.
وفيما يتعلق بتنظيم الوقت؛ نحن ندرك أن هذا المكان مبارك، وإذا ما أخلصنا النية لله تعالى في خدمة بيته، فهناك بركةٌ ستحل بنا، ونحن نشعر ببركة الوقت دائماً. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن ترتيب الأولويّات هو الأهم؛ فالمسجد الأقصى من أولى أولوياتنا، ونقدّمه على البيت والزوج والأبناء لأننا نشعر أن الأقصى تُرك يواجه مصيرَهُ وحدَهُ، لذلك لا بدّ أن نؤديَ واجبنا تجاهه، خاصة ونحن نعلم حجم الخطر الذي يحيط بالمسجد الأقصى بحكم تخصّصنا في شأن بيت المقدس.
أما دور الأسرة فيما نقوم به فهو الأساس الذين نعتمد عليه، حيث التشجيع والمساندة، فللّه الحمد أنني وزوجي وأبنائي نعتبر القدس والمسجد الأقصى همّنا الأول، وكلنا نعمل لنصرة هذه القضية، فزوجي مختص بعمارة القدس والشأن المقدسي، وابني مدير مركز المخطوطات في المسجد الأقصى، ويعمل لخدمته ونصرته من خلال وجوده اليوميّ فيه، والأبناء الصغار يرابطون فيه بحكم وجودهم في مدارس الأقصى، وأيضاً الأحفاد الصغار الذين يعشقون الأقصى ولا يرغبون في مغادرته، وبفضل الله علينا نستطيع أن نفتخر أننا أسرةٌ تعيش لأجل الأقصى بكل مُكَوِّناتها، وهذا ما يساعدنا على مواصلة مسيرة الدفاع عنه دون كللٍ أو ملل.
4. "منبر الداعيات": ما تأثير قرارات الإبعاد والتنكيل على عزيمة المرابطين وهِمّتهم، خصوصاً النساء؟
• في الأونة الأخيرة استهدف الاحتلال شباب الأقصى بالاعتقال والإبعاد والتنكيل، فأثّر هذا بشكل كبير على طبيعة الأشخاص المرابطين فيه، خاصة أن أوقات الرباط هي أوقات عمل بالنسبة للشباب الذين أثقل الاحتلالُ كاهلَهم بكثرة المصاريف والغرامات والمخالفات، ويمارس في حقهم كل الوسائل التي تدفع بهم إلى ترك المسجد الأقصى والقدس برمّتها. وبعدما تمّ إغلاق المؤسسات التي ترعى مشاريع الرباط وتُوفّرُ الوظائف لعدد من الشبان، كان لا بدّ لهم من البحث عن مصدرٍ للرزق لإعالة أُسَرِهم في ظل الأوضاع الاقتصادية القاسية التي تعيشها مدينة القدس، وهكذا نجح الاحتلال إلى حدٍ ما في تفريغ المسجد من الشباب، ولم يتبقّ سوى المُسِنّين من الرجال والنساء. ورغم الاستهداف الكبير للنساء أيضاً، إلا أنّ هناك نسبةً كبيرة من الشابات الحاضرات يومياً في المسجد الأقصى على الرغم من صعوبة الأوضاع وتزايد التهديدات والاعتداءات.
5. "منبر الداعيات": ما الثمرات الإيمانية والعلمية والأخوية التي تجنيها من المرابَطة في المسجد الأقصى؟ وما تأثيرها على الجنود الصهاينة والزوار أيضاً؟ من خلال ذكر بعض المواقف والأحداث لو تكرمتِ.
• إننا نعلم جيداً مكانة المسجد الأقصى وعظمته وأجر الصلاة والرباط فيه، ممّا زادَنا تَمَسُّكاً وتعلقاً به، كيف لا ونحن نستشعر موضعَ أقدام الأنبياء وأماكن ركوعهم وسجودهم خلف الحبيب محمد صلى الله عليه وسلّم، ونستشعر عروجه إلى السماء ونستشعر الخليفة عمر عندما دخله فاتحاً، وصلاح الدين عندما جاءه محرراً ومطهراً؟! إن رباطنا اليومي في المسجد الأقصى يجعلنا نعيش التاريخ بكل جزئياته التي تُذَكِّرنا بحضارةٍ عظيمة لا زالت معالمها واضحةً للبعيد والقريب. وأكثر من ذلك، فإن الرباط في المسجد الأقصى صنع لنا إخوةً وأهلاً وعِزوة متماسكة مترابطة وأصبحنا بفضل الرباط متحابين ومتعاونين نشدّ بعضنا بعضا، وهذا كان له الاثر الكبير في مواجهة هذا العدوّ؛ فالتماسك والترابط هو مصدر القوة التي نواجهه بها، وكثيرة هي المواقف التي أذهلت المحتل حيث التماسك الشديد والتعامل كالجسد الواحد، منها: تخليص الشباب والنساء من أيدي الجنود عند محاولة اعتقالهم، فيهبّ المرابطون هَبّةَ رجلٍ واحدٍ لتحريره من بين أيديهم لينجوَ من اعتقالٍ أو ضربٍ محتّم.
هناك بعض المواقف التي كانت تجري في الساحة خاصة عندما كنا نشعر أن هناك خطراً يُداهم بعض المصلِّيات، فتقف النساء وقفةَ رجلٍ واحد ويساندها في كل الأحوال الإخوة المرابطون، ليتم بذلك إحباط الكثير من المخططات والمشاريع والاقتحامات التي يتعرض لها المسجد، فيتعلم المحتلُّ درساً في التفاني في حماية المسجد الأقصى بالرغم من القوة والعدة والعتاد التي يَتَسَلّحون بها لحماية أنفسهم من المسلمين العُزَّل داخل المسجد الأقصى.
وكذلك سلسلة العلاقات الاجتماعية القوية المبنيّة على الحب والتعاون والتكافل كان لها دورٌ إيجابيٌّ في المساندة والمؤازرة خاصة للواتي يتعرضن لشتى أنواع الممارسات الوحشية التي يمارسها الاحتلال في حق الأغلبية منهن.
6. "منبر الداعيات": في ظل الأحداث التي تجري في المسجد الأقصى ينسى المسلمون ما يتعرض له المسجد الإبراهيمي من انتهاكات واعتداءات.. لو تعطيننا فكرة عما يُخطَّط له وماذا يحدث فيه؟
• كثيرة هي الأماكن التي تم الاستيلاء عليها وتم إدراجها في قائمة التراث العالميّ اليهودي على اعتبار أنها معالمُ أثريةٌ خاصة باليهود، كما حدث بالمسجد الإبراهيميّ ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم وقبر يوسف في نابلس وحائط البراق - الحائط الغربي للمسجد الاقصى، مُزَوِّرين بذلك الحقائق والتاريخ، وقد تدرّج الاحتلال بالاعتداء على المسجد الإبراهيمي على مدار عشرات السنوات، من لقتحاماتٍ وتدنيسٍ كما يجري للمسجد الأقصى الآن، واستمر الوضع في المسجد الإبراهيمي بالتدهْوُر إلى أن كانت مجزرة المسجد الإبراهيمي التي ارتكبها الصهيوني بارخ قولد اشتاين عام 1994 لتكتمل حلقاتُ تهويدِ المسجد بالسيطرة الكاملة ووضع البوابات الإلكترونية والحواجز العسكرية التي تَحُول دون وصول المسلمين إلى الجزء البسيط الذي يُسمح لهم بالوصول إليه في أوقاتٍ محددة، ففي معظم الأوقات يقوم الاحتلال بإغلاق المسجد بالكامل أياماً عِدّة وتُمنع فيه الصلاة، خاصةً في أوقات الأعياد اليهودية. ونحن نخشى من تكرار نفس السناريو في المسجد الأقصى حيث يحاول الاحتلال التدرج بخطوات التهويد بنفس الطريقة، وهذا ما يزيد المخاوف على المسجد الأقصى من نفس المصير.
7. "منبر الداعيات": ما هي الجهود التي تُبذَل للتصدي لمخططات اليهود الرامية لتهويد المسجد الأقصى بالكامل؟
• على المستوى الرسميّ ليست هناك جهودٌ تُذكر لمنع استمرار الاحتلال في تهويد المسجد وإيقاف المخططات الرامية إلى فرض السيادة الكاملة عليه ونزع السيادة الإسلامية عنه من خلال فرض سياسة الأمر الواقع على المكان كما في مدينة القدس. أما على المستوى الجماهيري، فعند المقدِسيّين وعي وإدراك للمخاطر التي تواجه المسجد، ولذلك أخذوا على عاتقهم الدفاع عنه، والوقوف في وجه مخططات المحتلّ، حتى إن مدينة القدس اليوم انتفضت بكاملها لأجل الأقصى والانتهاكات التي يمارسها الاحتلال في المسجد. فالرباط والحضور اليومي في المسجد الأقصى هو الوسيلة الوحيدة الفعّالة التي يقوم بها المقدِسيّون والإخوة من الداخل الفلسطيني لحماية المسجد الأقصى ومنع الاحتلال من التقدّم في مشروع التهويد ومشروع الانتقال من مرحلة التقسيم الزماني إلى مرحلة التقسيم المكاني باقتطاعِ جزءٍ من المسجد لصالح اليهود.
8. "منبر الداعيات": كيف تقوّمين تفاعل المسلمين مع قضية تهويد مدينة القدس والأخطار المحيطة بالأقصى والمسجد الإبراهيمي؟ وما هو المطلوب من المسلمين كَكُلّ؟
• يخوض الاحتلال حملة شرسة ضد مدينة القدس والمقدسات، ويوظّف لها كل طاقاته وجهوده، في حين نجد أن الأمة ليست لها خطةٌ أو مشروعٌ استراتيجي لحماية المسجد الأقصى والمدينة كاملة، هذا على الصعيد العام. أما على صعيد الهيئات والمؤسسات الأهلية والأفراد، فنجد ولله الحمد أنّ هناك وعياً كاملاً بدأ ينتشر في العالم العربي والإسلامي بأهمية نصرة القضية وتقديم الدعم والمساندة خاصة في نشر الوعي والمعرفة، وتوعية الأجيال القادمة بقضية الأمة الأولى، وتحديد اتجاه بوصلة الأمة نحو المسجد الأقصى والقدس. ففي هذه المرحلة نحن نؤمن أنّ المعرفة تقود إلى التغيير، وهذا ما نأمل من المسلمين في بقاع الأرض.
9. "منبر الداعيات": رسالة تودين توجيهها إلى عموم المسلمين وخاصة أخواتك المسلمات في مشارق الأرض ومغاربها..
• رسالتي الأولى إلى العالم فيها ألم ووجع نابع من ألم الأقصى ووجعه، بأن حرائر القدس تقف اليوم بجسدها الضعيف الأعزل تدافع عن شرف الأمة وكرامتها التي تداس تحت بساطير - جمع بسطار أي حذاء العسكري - الاحتلال يومياً، وتتلقى لأجل ذلك أبشع أنواع الضرب والتنكيل والإبعاد، لذلك لا بد أن تصل صرخاتها إلى العالم لكي يصحوا من سباته قبل فوات الأوان، ولا بدّ أن تلامس صرخاتها نخوة المعتصم، فالمسجد الأقصى أصبح في مرحلة الخطر الشديد جداً وعدوكم يتربّص به، ونقول لكل الشرفاء في هذا العالم إن المسجد الأقصى والقدس أمانة في أعناقكم وستُسألون عنهما.
أما الرسالة الثانية، والتي تحمل إليكم الأمل الذي نعيش: نحن نعلم يقيناً أن وعد الله حق وأننا في هذه الظروف الحالكة التي تعيشها الأمة قد بتْنا إلى تحرير القدس أقرب، بعدما شاهدنا أن هذا المحتل اكتملت شروط زواله. فاليوم نشاهد الآيات القرآنية تُترجَم على أرض الواقع، لذلك ندعوكم جميعاً رجالاً ونساء وشيوخاً وشباناً لأن يكون لكم شرف إعداد العدة التي أمرنا بها المولى عز وجل في قوله تعالى: (وَأَعِدّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ - وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ).
لِيَكُنْ لكل فرد في هذه الأمة شرفُ المساهمة في الإعداد لمرحلة التحرير القادمة، والتي نرى أنها باتت أقرب من أي وقت مضى، فلا بد أن نربيَ الأبناء ونُعدَّ الشباب ونغرس فيهم حب الأقصى ونزرع في نفوسهم أنهم الجيل الذي سيحرر المسجد الأقصى، فلْيَكُن هذا هدفاً تسعى إليه كلُ أسرة وكل فرد في هذه الأمة، ليخرج منها الجند الذي سيحمل همّ الأقصى ويرفع رايته ويعيد له مجده.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة