العالم المجاهد الكبير محمد محمود الصّوّاف
ولد العالم الداعية والمجاهد في سبيله وفي سبيل إعلاء كلمته محمد محمود الصواف في شوّال 1333هـ = 1915م في مدينة الموصل في العراق من إبوين صالحين، عرف أبوه بصلاحه وتقواه وقد دفعه نحو طلب العلم الشرعي حيث تتلمذ رحمه الله على الشيخ عبد الله النعمي والشيخ أمجد الزهاوي.
درس بالمدرسة الفيصلية ونال شهادتها وبعد ذلك انتقل إلى الأزهر الشريف عام 1358هـ وقد عرف رحمه الله بذكائه العجيب وتفوقه في مراحل دراسته وقد استطاع أن يختصر دراسته في الأزهر من ست سنوات إلى ثلاث. وقال شيخ الأزهر وقتها: "لقد فعلت يا بني ما يشبه المعجزة وسننت سنّة في الأزهر لم تكن".
التقى الشيخ خلال فترة دراسته في مصر بالإمام حسن البنا رحمه الله تعالى، واقتنع بفكرته وحين عاد إلى العراق كان من المبرزين في الدعوة إلى الله حيث اشتغل بالعمل الشعبي والتوجيه الإسلامي في المساجد والجمعيات والتدريس في كلية الشريعة بجامعة بغداد. وأنشأ فيها (جمعية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) كما أسس مع شيخ علماء العراق أمجد الزهاوي رحمه الله تعالى جمعية الأخوة الإسلامية التي قامت بدور فعال في مقاومة الإحتلال الإنكليزي، وقد كان الشيخ الصواف يقود المقاومة الشعبية ويسير المظاهرات ويلقي الخطب النارية وكان نصيبه من كفاحه التشريد والسجن وإيقافه عن عمله، ولكنه لم يكن ليتوقف عن هذا الكفاح.
ولعل قضية فلسطين أخذت الحظ الأوفر من كفاحه وبذله، فقد أسس جمعية إنقاذ فلسطين التي ضمت نخبة من العلماء المفكرين كالشيخ علي الطنطاوي والشهيد سيد قطب والشيخ أمجد الزهاوي والشيخ محمد أمين الحسيني وغيرهم من العلماء رحمهم الله تعالى. عملت هذه الجمعية على شرح القضية الفلسطينية للبلاد الإسلامية وجمع الأموال والتبرعات وتجهيز المتطوعين للدفاع عن أرض فلسطين الطاهرة، وقد أظهر الشيخ رحمه الله قضية فلسطين على أنها ليست قضية أهل بلد معين، كما كان له دور في الجهاد الأفغاني. ولما جاءت محنة العراق وبرزت مخالب الشيوعيين أصدر مجلة (لواء الأخوة الإسلامية) ولكن لم يصدر منها سوى سبعة أعداد، فقد هاجم الشيوعيون مقر المجلة وحطموا المطبعة وبددوا مكتبتها.
ارتحل بعدها إلى الشام ومنها إلى السعودية وعمل مدرسا في كلية الشريعة بجامعة أم القرى، اختاره الملك فيصل ليكون مبعوثاً خاصاً إلى الرؤساء المسلمين، وزار أكثر من خمس وثلاثين دولة. وهكذا أمضى حياته مجاهداً داعية إلى الله إلى أن وافته المنية في مطار إستنبول بتركيا يوم الجمعة 13 ربيع الآخر 1413هـ وتم نقله إلى مكة المكرمة ودفن فيها.
من مؤلفاته "معركة الإسلام" و"صفحات من تاريخ الدعوة الإسلامية" و"لا اشتراكية في الإسلام "
رحم الله الشيخ محمد محمود الصوّاف وأدخله جنانه الواسعة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن