مستشارة في شؤون الأسرة
'فإنَّكَ بأعيُننا'..
مُذْ أسلمتُ وجهي لله جلَّ وعلا وقرأتُ القرآن الكريم.. شدّتني آياتٌ دون أُخرى وكلها رائعة.. إلا أنني كنتُ أتوقف عند بعضها توقفاً طويلاً.. وأتخيّل شعور الأنبياء الذين نزلت بهم.. وأنتشي.. عنهم!
من بعض هذه الآيات قوله تعالى:
(وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى) (طه: 13)
(وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّـنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) (طه: 39)
(وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي) (طه: 41)
حين يرفعنا (المدير) أو أي إنسان ذو مقامٍ مرموق مكاناً عليّاً نسعد وربما نشعر بالعجب.. وحين يمدحنا بشر يسرّنا ذاك التمييز.. فكيف حين يخاطب الله جلَّ وعَلا عبداً من عبيده ويقدِّره بألفاظ راقية خاصة كهذه الألفاظ الواردة في الآيات؟!
وحين يقبض المرض على رقبتكَ ويحاول انتزاع العافية وتتدخّل النفس وتخاف.. يقف الإيمان صلباً كحِصن منيع يواجه كل الضَّعف البشري ويردّد القلب آية تنعش الروح: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ) (الطور: 48).. ولكل مؤمن من هذه الآية نصيب.. على قدر طاعته واتّباعه لسنّة الحبيب عليه الصلاة والسلام.. فحينها عينُ الله ترعاه وتحرسه وتحميه..
يا لطمأنينة القلب إن وعى.. ويا لحلاوة المرض إن رضي.. ويا لرفرفة الروح إن علم!
كيف لا يطيب الوجود بالابتلاء وقد سلّم لله تسليماً؟! وكيف يخاف نزف المشرط إن كان الله وكيله؟! وكيف يخشى الموت إن كان الحُبُّ دليله؟!
يا لَهول المُصاب على مَن لا يعرف الله جلَّ وعَلا.. ويا لَضيق الدنيا على مَن لم يعرف أنها ممَرّ للآخرة.. هنا نزرع وهناك نحصُد.. ويا سعدَ مَن أقبل ورضي.. وتلقّف الابتلاء مؤمناً.. بصبر ورضا وقناعة كاملة أنَّ أمرَه كله له خير..
وهو سعيد بقضاء الله تعالى إذ أنه اصطفاه ليطهّره من ذنوبه في الدنيا وسيلقاه وليس عليه ذنب إن أحسن التزيّن للرضا! ولايتأفَّف من مرضه.. فألمه يكون فقط ذاك الوجع الذي يكتنف قلوب من يُحِب..!
فاللهمّ أرضِنا وارضَ عنا وارزقنا الرضا واعْمر قلوبنا بالتقوى.. واجعلنا على عينك.. إلهي ومولاي!..
يارب!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة