بكالوريوس في الصحافة.
أستاذة في جامعة الجنان كلية التربية.
يشكل التلفاز جذباً كبيراً لمعظم الأولاد في السنوات المبكرة.. إذ يرون في مشاهدة التلفاز متعة وراحة لا مثيل لهما.
فكثيراً ما نصادف أولاداً يقضون معظم ساعات اليوم أمام هذه الشاشة "المدمرة" لعقول ما زالت في طور نموها، ولقلوب بريئة تتعرض لمشاهد وأفكار مؤثرة؛ بل قاتلة لطموحهم وذكائهم.
يفوت كثير من الأهل خطورة ما يتعرض له أبناؤهم عند السماح لهم بالجلوس أمام شاشات التلفزة لأكثر من ساعتين في اليوم. وما يزيد الخطورة عدم وجود رقابة مستمرة من قِبَلهم لِمَا يشاهد أولادهم من برامج غير هادفة لا أهمية لها، إلا أنّها تقضي على ذكائهم وعلى أفكارهم التي هي في طور نموّها وأوجِ عطائها. وتؤكد العديد من الدراسات والإحصاءات أن الإفراط في هذا الأمر يضعف التحصيل العلمي، ويحرم الطفل من الإقبال على الأنشطة الحيوية التي تساعد على نموه معرفياً ووجدانياً.
فتارة يتابعون أفلام الرسوم المتحركة التي تزودهم بصور وأفكار تولد العدوانية.
وتارة أخرى ينبهرون بما تقدمه لهم هذه الشّاشة الصّغيرة من مادة مسلية، تحمل في طياتها أسراراً وحكايات المشاهير من الفنانين والممثّلين؛ بصور ومشاهد تجسّد الانحطاط والمستوى المتدني في التعاطي مع عقول، هي حاضرةٌ لأن تتلقّى ما يغذّيها ويطورها؛ بدل أن يدمرها ويقضي عليها.
وطوراً آخر يتابعون مسلسلات محلية أو مدبلجة لا تغرس سوى مبادئ وأخلاقاً لا تمت إلى مجتمعنا الإسلامي بشيء من الصّلة؛ بل تدس في نفوس أولادنا "السم القاتل" الذي يقتل أخلاق ونفوس أولادنا في كل دقيقة تدريجياً.
فضلاً عن الآثار النّفسيّة الخطرة التي تخلفها هذه الشّاشة للطفل من خلال مشاهدته صوراً تُحفَر وتَرسخ في مخيلته، فتؤدي إلى إحباطه وتُتَرجَم من خلال انعكاسها على تصرفاته وسلوكه مع رفاقه أو أسرته.
ويقول رئيس "الرّابطة الأمريكية النّفسيّة للشباب والعنف" (د. ليونارد إيرون): "لقد أصبح واضحاً للمجتمع - وبدون أدنى شك - أن التعرض الزائد للعنف التلفازي هو أحد الأسباب المهمة وراء تفشّي السلوك العدواني والجريمة والعنف".
ولا يخفى علينا مدى أهميّة هذه الوسيلة الإعلامية في نشر الوعي والثّقافة والعلوم المختلفة بين أفراد المجتمع أو المجتمعات المختلفة.
فلنعمل على مراقبة أولادنا واستخدام ما يسمى "المصفاة" لتلقي ما هو نافع ومسلٍّ في بعض الأوقات، ولترك كل ما قد يؤذي أولادنا فلذة أكبادنا فهم أمانة في أعناقنا. ومن هنا قول رسول الله[: "وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا..." فمَن أفضل من رسول أمتنا الإسلامية (ص) بأن نقتدي به ونطبِّق أحاديثَه؛ لننهض بأبنائنا!
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
بكالوريوس في الصحافة.
أستاذة في جامعة الجنان كلية التربية.
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة