كاتبة ومحررة في مجلة إشراقات
صروح رائدة في جمعية الاتحاد الإسلامي
مما لا شكَّ فيه أنَّ نقل الخبرات وعرض النجاحات والإنجازات التي تحقّقها بعض المؤسسات الإسلامية العاملة في الشأن الدعوي أو التربوي؛ من شأنه إحياء الشعور بالانتماء لهذا الدين، وبثِّ روح الثقة والعزَّة في النفوس..
في الشأن الدعوي:
يُعتبر المنتدى للتعريف بالإسلام رائداً في هذا المجال؛ فلقد تأسس عام 1422هـ =2001م، ليكون أول مؤسسة في لبنان متخصّصة تُعَرِّف بالإسلام، وتعزّز منطق الحوار بين الثقافات؛ حيث يؤدي خدمة التعريف بالإسلام للمسلمين وغيرهم عبر فريق من المتطوعين والمتفرغين، يتقنون أكثر من لغة حيّة..
وللاطّلاع عن كَثَب على آليات عمله والإنجازات التي حقّقها إلى الآن أجرينا مع مدير المنتدى الأستاذ أحمد الزعتري الحوار الآتي:
1. ما أبرز الإنجازات التي حققها المنتدى للتعريف بالإسلام في مشواره الدعوي مع غير المسلمين؟
_ بحمد الله تعالى كان للمنتدى للتعريف بالإسلام والحوار بين الثقافات جملة إنجازات، تركَّزَ الجزءُ الأساسي منها على غير المسلمين، وذلك عبر سلسلة من البرامج والأنشطة ومنها:
1. إسلام 24 من الأجانب واللبنانيين ليصبح عدد المهتدين 155.
2. إقامة عدد من المحاضرات لمجموعة من الدعاة.
3. استضافة لكبار الدعاة العالميين؛ أمثال: الداعية الأميركي العالمي يوسف أستس، وعبد الله الأندلسي، وحمزة تزورتزس، وعدنان رشيد، ود.محمد العوضي.
4. المشاركة في مؤتمرات خارجية وملتقيات.
5. توزيع مئات النسخ من ترجمة معاني القرآن الكريم بالإنكليزية واللغات الأخرى؛ خصوصاً لغة التاغالوغ الفيليبينية والبنغالية، وتوزيع ألوف من إصدارات المنتدى والأقراص المدمجة باللغات المختلفة.
6. طباعة 4 عناوين من إصدارات المنتدى ضمن سلسلة (كُتُب المعرفة).
7. المشاركة بقوة في "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب" ولمدة 3 سنوات متتالية، وكذلك في معرض وفعاليات "مهرجان طلع البدر علينا"؛ حيث تم توزيع أكبر عدد من الكتب بمختلف اللغات والمواضيع والبروشورات العربية والإنكليزية التي تُعرِّف بالإسلام.
8. تزويد الكتيبة الفرنسية في قوات اليونيفيل بكتب تعريفية ومصاحف مترجمة.
9. المشاركة في مشروع تكريم الخَدَم الذي تقيمه جمعية الإرشاد والإصلاح الخيرية الإسلامية.
10. تثبيت ستاندات للمنتدى في مساجد الوسط التجاري ومسجد الفحل، وستاندات رمضانية وتغذيتها بالإصدارات الأجنبية لإفادة السيّاح والمارَّة منها.
2. تحديات تواجه المنتدى:
_ لا شك بأن الأوضاع العامة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط قد أثَّرت سلبًا على تمويل أنشطة المنتدى، وانعكس هذا التأثير على الآتي:
1. استضافات الدعاة من الخارج؛ وخصوصاً المتخصِّصين منهم في ردِّ الشبهات ومواضيع الإلحاد والعلمانية، في ظل تفشّي هذه المذاهب في صفوف طلاب الجامعة الأميركية في بيروت وغيرها من الجامعات.
2. القدرة على تفريع الموارد البشرية المتخصصة المستعدة لتقديم وقتٍ معتبرٍ لصالح رسالة المنتدى.
3. استقرار عملية التخطيط لبرامج ومشاريع المنتدى.
3. سبل تطوير المنتدى:
1. تأمين تمويل ثابت يسمح باستمرار أعمال المنتدى.
2. استضافة دعاة مميزين من الأجانب ومحليين؛ لمواجهة معظم الشبهات العصرية التي تحاول أن تفتك بالدين الإسلامي من كل جانب.
3. التسويق الإلكتروني لمشاريع المنتدى.
4. تأمين المزيد من المتطوعين والمثقفين، وإشراكهم في دورات تدريبية إعدادية.
4. الاستراتيجية المقبلة:
. توسيع عمل المنتدى داخل لبنان عبر نوادي الجامعات والروابط.
. استضافات لدعاة من الخارج والاستفادة من الدعاة في الداخل.
. تأمين المواد التعريفية من مصادر إضافية.
. تحقيق معايير متميزة في أسلوب دعوة غير المسلمين عبر تطوير الكادر البشري فيه.
. التركيز على الإعلام لترويج صورة المنتدى بشكل أكثر إيجابية.
. تأمين دخْلٍ ثابت لمصاريف المنتدى التشغيلية.
. استكمال مشروع المكتبة الإلكترونية.
. إصدار كتاب جديد كلَّ عام.
في الشأن التربوي:
مع مدرسة الحياة الدَّوْليَّة التي فتحت أبوابها العام الدراسي 2014م – 2015م؛ لتكون صرحًا تعليميًا غير تقليدي لجميع المراحل، وانطلاقًا من دعوة ربنا عزّ وجلّ: (قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الخَلْقَ) [العنكبوت:21] وما تحمل من معاني البحث والاستكشاف والتقصِّي وبذل الجهد من أجل التعلّم، وَضعت مدرسة الحياة الدولية أُسُسًا متينةً لبرنامج تربوي قائم على البحث والتقصّي.
1. وحول الكيفية التي تعمل بها المدرسة للارتقاء بمستوى التعليم وتحقيق التكافؤ تقول مديرة البرامج آلاء قاطرجي:
. أولًا: الارتقاء بالمنهج الأكاديمي؛ ليكون له معنًى بالنسبة للطالب، وليكون له علاقة بما يدور حوله في هذه الحياة ليفهم الحياة وسننها وقواعدها وقوانينها بعمق واندفاع. وبالتالي نرتقي بالمفاهيم والأهداف التي تدفع الطالب ليبحث ويتقصَّى بمفرده أو مع الآخرين.
. ثانيًا: الارتقاء بالبيئة التعلّمية؛ لتخدم المنهج والفكر الذي تسعى المدرسة لغرسه في أذهان الطلاب. لذلك لا بدَّ أن تكون البيئة التعلمية غنية بالموارد؛ عمومًا التي تخدم الطالب والمربي والأهل، وخصوصًا أن تكون غنية بالكتب والقصص التي تعكس عدة وجهات نظر. وهذا ضروري جدًّا حتى يتعوّد الطالب على الأخذ من وجهات نظر الآخرين أو محاورتهم للتفاهم معهم والتعلّم منهم أولانتقادهم بحسب مبادئه وهويته. وعلى التربويين دائمًا أن يستحدثوا ويجدِّدوا في البيئات التعلمية ويغيِّروها؛ لتكون بيئة نشطة ومحفزة للتعلم.
. ثالثاً: الأهم الارتقاء بالمربي والمعلم والتربوي. فالاستثمار الأول في بيئة تعلّمية بمستويات راقية هو في المعلم. تطويره وإتاحة فرص تعلُّمٍ دائمة له هي من أساس العمل التربوي المتجدد. والأهم أن نتيح الفرصة للمعلم باختبار هذه الفرص والتعبير عن رحلته التعلمية في سياقات مختلفة. ففي هذا الزمن؛ العلم والتعلّم لا يتوقفان بشهادة جامعية أو بخبرة روتينيَّة متكررة، لأن المتغيرات تتسارع وتيرتها باليوم، لا بل بالثواني. لذلك -كما الطالب - فإن كل مَن يحيط به لا بدّ من أن ينمي ويطور خبراته ومعلوماته بشكل مستمر وسريع أيضًا.
2. أما عن البرامج التي تعمل بها المدرسة لتنمية ثقة الطالب بنفسه وقدراته، واعتزازه بهويته وعقيدته تقول أ. آلاء: إن مثل هذه البرامج المرتكزة على البحث والتقصّي هدفُها الأول وضع الطالب في سياقات تجبره على أن يكون إنسانًا باحثًا، متواصلًا ومفكرًا. وبالتالي عندما تجتمع الحجة والمنطق مع البيئة المحفّزة لسماع أصوات الطلاب دون الخوف من الخطأ، لا بل أن نجد في أخطائنا بابًا للتعلّم من جديد، فإنَّ هذا يكسر حاجز خوف الطالب من أن يعبِّر عن أفكاره وطريقة تعلمه. أمّا عن اعتزازه بهويته وعقيدته فهذه أيضًا تصب في نفس الخانة.
يتعرض طالب مدرسة الحياة الدولية للبحث في المحاور من منطلق إسلامي أيضًا، ولا يقتصر ذلك على اللغة أو الرياضيات والعلوم وغيرها من المواد الدراسية. وبالتالي يتعرف على سنن وقوانين الحياة بالعدسة الإسلامية. هذا يمكِّن الطالب من أن يقيس ويقبل أويرفض ما يتعرض له من أفكار تمسّ بعقيدته وهويته الإسلامية. وعندها فقط يستطيع إبراز رأيه بالمسائل بثقة مدعمة بأفكار إسلامية.
ماذا عن الطموحات والآمال المستقبلية؟
يطلعنا عليها د.أحمد أبو سالم (مدير العمليات في المدرسة): كما تعلمين أننا اعتمدنا فلسفة التعلّم المبني على المفاهيم (Concept Based Learning) وهو خطوة على طريق برنامج البكالوريا الدولية (IB)، فمن أبرز التحديات التي تواجهنا عدم وجود تجربة سابقة لتجربتنا تُدخل في هذا المنهج الروحية الإسلامية، فقد بات علينا الآن إعادة قراءة هذا المنهاج وتطعيمه بالروح الإسلامية لينسجم مع رسالة المدرسة ورؤيتها، وهذا مابدأنا به فعلًا، فالعمل متواصل في المدرسة وبوتيرة تصاعدية بين مديرة البرامج الأكاديمية وفريقها التربوي من جهة، ومستشارينا التربويين من جهة أخرى؛ لبناء هذا الإطار التأسيسي الذي سيكون الأول من نوعه في لبنان بإذن الله.
نحن حالياً نسعى للانضمام إلى مجتمع (IB.Schools) وقـــــمـــنــا - ولله الحمد - بـــإنهــاء معاملات المرحلة الأولى، وأصبــحـنــا مدرسة مهتمة (Interested School)، وطموحنا الآن ينصبُّ على اجتياز المرحلتين المتبقيتين، أي باعتبارنا مدرسة مرشّحة (Candidate School)، ومن ثم ترخيصنا كمدرسة (IB) إن شاء الله تعالى.
***
لا يسعنا في نهاية التحقيق إلا أن نشكر ضيوفنا الكرام متمنيين لجمعية الإتحاد الإسلامي مزيدًا من التألّق في إبداعات جديدة لمؤسسات و مشاريع وبرامج تعطي أجمل صورة عن العمل الإسلامي.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة