كاتبة ومحررة في مجلة إشراقات
الحرية النفسية
عبر العصور، تكوّن عند بعض الشعوب العديد من المدارس الطبية التي كان لها فلسفتها العلاجية الخاصة، وأبرزها: مدرسة الطب الصيني التي لا يزال العديد من أسرارها مجهول التفسير بالرغم من تأكيد المتخصصين والمهتمين بهذا المجال لفعاليتها العلاجية، وخصوصاً ما يُعرف بالطاقة الحيوية. وتعتبر تقنية الحرية النفسية أحد هذه الأساليب القديمة الجديدة في مجال العلاج النفسي...
ولقد أجرت مجلة إشراقات حواراً مع الأستاذة سها القرافي (الحائزة على دبلوم في تقنية الحرية النفسية وبكالوريوس أصول التفسير وعلوم القرآن) حول طبيعة هذا الاختصاص، وكيفية الاستفادة منه على الوجه الأمثل، وغيرها من النقاط..
فإلى الحوار:
1. لو تعرّفين قرّاء وقارئات منبر الداعيات بهذا الاختصاص ونشأته ومجالات عمله؟
- هذا الاختصاص يسمى تقنية الحرية النفسية.. وهي أسلوب علاجي مماثل للإبر الصينية، ولكن بدون وخز بالإبر. نشأته قديمة وأساسها من الطب الصيني، وقد تم تطويره على يد غاري غرغ في عام 1997م. وهو يعمل على التخلص من المشاعر السلبية.
2. ما مميزات هذه التقنية؟
- تتميز بأنها سهلة وبسيطة وفي متناول اليد ولا تحتاج كثيرَ عناء أو أدنى جهد.
3. كيف بدأتِ رحلة التدريب؟ وكيف كانت نظرة الأهل ومَن حولك حين قررتِ التخصص في هذا المجال؟
- أتطلع دائماً إلى مساعدة الآخرين ومد يد العون لهم، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال تطويرِ ذاتي وتنميةِ مهاراتي, وبفضل الله التحقت بعدة دورات خاصة بتطوير الذات ومن ضمنها: المستويان الأول والثاني من تقنية الحرية النفسية، وفي الحقيقة كانت أكثر دورة لامست طموحي وشعرت أنني أستطيع بإذن الله أن أجمع بينها وبين الإيمانيات، والحمد لله شجعني جميع من حولي بالاستمرار والاجتهاد في تحقيق النجاحات بإذن الله.
4. هل تُعتبر تقنيات الحرية النفسية بديلاً عن العلاج الطبي من حيث التشخيص والمعالجة؟ وهل يمكن لها أن تحل محل الأدوية الكيماوية؟
- لا تعتبر تقنية الحرية النفسية بديلاً عن العلاج الطبي من حيث التشخيص والمعالجة ولا يمكن أن تحل محل الأدوية الكيماوية.
5. كيف تصِفين تقبّل الناس لمثل هذه العلوم والاختصاصات الجديدة واستجابتهم لها؟ وهل هم مقتنعون بكون تقنيات (الحرية النفسية) كعلم يساعد في علاج بعض الأمراض والحالات النفسية؟
- للأسف مجتمعنا يتخوف من كل جديد، وهذا الخوف يدفعه لرفض مثل هذه التقنيات، وبالتالي قد يكون من الصعب إقناعهم بها لأنهم في الأساس رافضون لها.
6. ما الصعوبات المحتملة التي قد تواجهينها أثناء رحلة العلاج؟ وكيف تتعاملين مع الرفض أو الشك من قبل المريض لأسلوب العلاج بهذه التقنية؟
- الصعوبات تختلف باختلاف الشخصيات، وأفضل طريقة للتعامل مع المريض الذي يرفض أو يشك في التقنية هي: التجربة "والتجربة خير برهان".
7. ينتشر في مجتمعاتنا المعالجون بالرُّقية المأثورة عن نبينا (صلى الله عليه وسلم)؛ فهل يندمج هذا العلم مع الرقية؟
- غالباً الرقية تستخدم لعلاج المس والحسد والسحر... أما تقنية الحرية النفسية فهي تعمل على التخلص من المشاعر السلبية ومن الحالات الإدمانية...
8. " إن الوضوء والصلاة والإكثار من ذكر الله يزيد من الطاقة الروحانية، فأين نَصيب المعالجة الشرعية من هذا الاختصاص انطلاقاً من قول الله عزّ وجلّ: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)؟
- المعالجة الشرعية أساس كل شيء، ولا بد من رفع مستوى الإيمانيات لدى المريض في البداية ومن ثم الشروع في تطبيق التقنية.
9. ما الذي يجب على المدرب ومستخدم تقنيات (الحرية النفسية) مراعاته أثناء التعامل مع الحالات المرضية سواء النفسية منها أو الجسدية؟
- يجب أن يتحلى بالصبر والإيمان وسلامة المعتقد والإدراك التام بأن الشفاء بيد الله سبحانه وتعالى وأن الله هو المتفضل أولاً وآخراً، وهو مَن أوجد لنا العلاج وسهّل لنا استخدامه؛ فحينما يدرك المعالج هذه الأمور يستطيع أن يوصلها بشكل صحيح للمستفيد.
10. بنظرة عامة.. ما هي الحالات المتكررة التي تقابلينها عادة؟
- أشخاص يخافون من الأماكن المرتفعة أومن الاختبارات وأشخاص يعانون من القلق النفسي...
11. ما أنجح الحالات التي طبقت عليها تقنية (الحرية النفسية) وساهمتِ في علاجها من دون أي آثار جانبية؟ وما نسبة الشفاء بسببها؟
- أنجح الحالات التي طبقت عليها تقنية الحرية النفسية هي إحدى الطالبات الملتحقات في أَحَد دور التحفيظ. كانت تعاني من الخوف الشديد من الاختبارات، وكانت ترفض حتى أن تسمِّع لمعلمتها، وكانت حين القراءة أمام معلمتها ترتجف ويتصبب منها العرق، وبفضل الله وتوفيقه تعالى تم تطبيق هذه التقنية عليها والحمد لله استطاعت أن تسمّع خمسة أجزاء من القرآن الكريم وتم حصولها على تقدير ممتاز والآن تستعد لتسميع عشرة أجزاء إن شاء الله تعالى.
12. بالنسبة للمرأة، إلى أي حد يمكن لهذا الاختصاص أن يفيدها؟ وفي أي مجال؟
- هذه التقنية تفيد المرأة في مجالات كثيرة منها: إفادة النساء اللواتي لا يحبذن الذهاب إلى المعالجين الرجال، وتستطيع أن تفيد عائلتها وأن تستفيد هي من هذه التقنية.
***
ختاماً نشكر الأستاذة سهى القرافي على الحوار الطيب، مؤكدين على أن هناك أسباباً تتحكم في حدوث الشفاء ومنها مهارة المعالج ومدى فعالية العلاج المستخدَم.. ولكن يبقى الشفاء بيد الله أولاً وأخيراً.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة