شبابنا تنقصهم التجارب
كتب بواسطة محمد ياسر الطباع
التاريخ:
فى : شباب بنات
2418 مشاهدة
عندما يجاوز الشاب عندنا العشرين من عمره يكون قد شاهد بين ٢٠ و ٢٥ ألف ساعة تلفاز ( بدأ مشاهدة التلفاز بعمر ٣ سنوات و بمعدل ٤ ساعات في اليوم ) ...
و قرأ ما يقارب ٣٥ ألف صفحة فيسبوك ( بدأ منذ ٥ أعوام و يقرأ ٢٠ صفحة في اليوم ) ...
و انتصر في آلاف المعارك أو المباريات الوهمية في ألعاب النت و الكمبيوتر play station و x-box و غيرهم ...
لعله قرأ بين العشرة أو العشرين كتاباً في أحسن تقدير ...
أو ذهب في رحلة تخييم يتيمة ...
أو تسلق جبل و شارك في رحلة صيد لو كان محظوظاً ...
و يمكن قد يكون قد شارك في مسابقة أو بطولة رياضية لو كان رياضياً ...
معظم تجاربه يكون هو فيها الطرف السلبي و المتلقي لما يعرض عليه و ليس ما يصنعه أو يقرره هو ، أو من يهمه مصلحته .
و لو تحرك ففي فضاء و عالم وهمي يغرقه كلما تحرك فيه مثل الرمال المتحركة .
الرابط الأكبر بينه و بين قرءآنه فريق رياضي أو فرقة غنائية ... و الحدث الأعظم حصوله على صورة " سلفي " مع لاعب أو مغنٍ مشهور ... أو انتصار ال idol الذي يظن أنه يمثله !
حقيقة لا ألوم من وجد نفسه فجأة في جسد شاب في العشرين من عمره و كان ذلك حد علمه و خبراته و اهتماماته ... بل ألوم من رباه ، أو عجز عن ذلك بالمعنى الأدق .
و عندما يحاول الأهل تعويض ما نقص ابنهم في عمر متأخر أو تقويمه فإنهم يلجؤون في البداية إلى الخطب و الحكم و المواعظ ، و عندما تفشل كالعادة يكون العقاب ، و الذي يضيف إلى الفشل القطيعة بين الأهل و الابن .
شبابنا لا يحتاجون إلى مواعظ ... بل إلى تجارب .
فاليوم الذي يقضيه الشاب اليافع في مركز عمل تطوعي يخدم الفقراء سيسمح له بتذوق لذة العطاء و التي لن تزول من قلبه أبداً.
و اليوم الذي يقضيه ماشياً مع والده في الجبال ثم مخيماً في الليل لن ينساه ، و لن ينسى الحديث الذي سيرويه له والده تلك الليلة .
و اليوم الذي سيصنع فيه مشروعاً أو يبيع منتجاً أو ينال كأس بطولة سيحفر في ذاكرته .
مثال جميل على التجارب الغنية هو برنامج " فصل دراسي في البحر " Semester at Sea و هو برنامج دراسي معترف به من جامعة فيرجينيا الأمريكية ، تم البدأ به منذ خمسين عاماً و درب خلالها فوق الخمسين ألف طالب . و فيه يقضي فيه ٧٢٠ طالب سنوياً ١٠٠ يوم في على قارب ضخم في عرض البحر يقطعون فيه المحيطات و يتنقلون بين ١١ دولة في آسيا و أوروبا و أفريقيا و أمريكا الجنوبية يزورون أهم معالمها و هم يحضرون دروساً يومية في قاعات دراسية على هذا القارب .
كم ستكون لدى المربي فرص عظيمة في تجربة كهذه ؟
مئات الساعات و التجارب و المشاهد القيمة التي لن تزول من حياة الشاب بسهولة .
أعلم أنه لدينا بعض التجارب في عالمنا العربي و لكنها ما زالت دون المستوى المطلوب من حيث التنوع و الانتشار .
لن يعارض أي شاب المشاركة في تجربة تحترم عمره و ذكاءه و يشارك هو في اختيارها أو تصميمها ...
و لكنه سيعارض على الأغلب أي حديث يفرض عليه أو أي موعظة لا يثق بصدق قائلها أو علمه و تجربته أو حتى لا يحترمه .
ثقافة و اهتمامات و طموحات أي جيل هو نتاج الجيل الذي سبقه ، فعلى من يقع اللوم ؟
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة