بكالوريوس في الصحافة.
أستاذة في جامعة الجنان كلية التربية.
كثيرًا ما نشاهد ونسمع مَن يمدح بتصرُّفات وأخلاق الغرب، ومدى التزامهم بالوقت، واحترامهم الدِّقة في المواعيد، دون أن يدركوا أنَّ الإسلام هو مَن صَدَّر هذه المبادئ، وأن قرآننا أوَّل مَن أمر به، وورد فيه الكثير من الأحاديث النبوية.
ها هو شهر رمضان المبارك يطلُّ علينا ليكون مدرسة لنا نتعلَّم كيف نلتزم بالوقت وأهمِّية هذا الالتزام.
فلنراقب الأوقات، ونرصد الحكمة من هذا الالتزام.
فهل يجوز للصَّائم الإفطار قبل أذان المغرب؟ وهل يجوز للصَّائم أن يأكل بعد أذان الفجر؟ وهل يستطيع أن يقيم ليلة القدر في الوقت الذي يريده؟ أم عليه الالتزام بأوقات أمرنا بها الله تعالى.
متى يبدأ رمضان؟ ومتى ينتهي؟ متى يَحِلُّ عيد الفطر؟ متى تكون صلاة التّراويح؟ وغيرها تؤكِّد الالتزام في أوقات محدَّدة.
ها هو شهر الرَّحمة والغفران يهلُّ علينا ليكون لنا فيه وقفة تأمُّل، نغوص في أعماق ديننا، وفي العبر المختلفة من هذه الأوقات التي علينا الالتزام بها، لتكون امتدادًا لحلقة من الالتزامات المستمرة بكل الأوقات، تقود إلى الاحترام بين الأفراد، ليسود مجتمعاتنا النظام والاستقرار والاحترام.
إلى متى سيتابع النَّاس عدم الوفاء والالتزام بالموعد المحدَّد؟ فلا يأتي الطَّبيب في الوقت المحدد إلى عيادته، ولا يلتزم المُقاول بتسليم البضاعة في الوقت، ولا تأتي حافلة النَّقل العام في الوقت المخصص لها من قِبَل الشَّركة، ولا يلتزم سائق الحافلة بالوقت المحدد لنقل التلاميذ إلى المدرسة، وغيرها من التفاصيل التي نشاهدها في حياتنا اليومية دون أن نكترث ونعود لقول رسول الله [: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ».
إلى متى ستبقى تعاليم ومبادئ كثيرة ذكرها الإسلام ونادى بها منسيَّة ومهملة؛ ليأتي الآخرون ويطبّقوها، ثمّ نلاحظ أهميتها ونقول: ليتنا هكذا!
في هذا الشَّهر الكريم علينا أن نؤمن بأنَّ رمضان هو مدرسة نتعلَّم منه ونطبِّق فيه، ثمَّ نتابع التزامنا بهذه المدرسة لنؤكد قول الآية الكريمة: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ).
أهلًا بك رمضان، تعطينا جَرعة من جرعاتك القويّة التي تبعث الهمم، وتوقظ النفوس النَّائمة، لنتعلَّم من مدرستك دروسًا وعِبَرًا في الالتزام، فيلتزم المعلِّم، والطبيب، والنجار، والابن، والأب... ولتكن التزاماتنا في هذا الشَّهر بدايةً لالتزامات متسلسلة ترسم ملامح أمَّة مسؤولة وملتزمة على مدى شهور.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
بكالوريوس في الصحافة.
أستاذة في جامعة الجنان كلية التربية.
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة