حكم العمل الدعوي في جماعة
بعض الدعاة يؤثِرون العمل الفردي، فهل هم على صواب؟ وما هو حكم العمل الدعوي في جماعة؟
الجواب: ما عدا الاجتهاد بنيّة صادقة الذي يؤدّي إلى ترجيح مصلحة العمل الفردي كما كان اجتهاد العلاّمة الشيخ علي الطنطاوي والشيخ المربّي الفقيه الربّاني محمد الحامد رحمهما الله وأمثالهما، واعتبار هذا الاجتهاد في عدم التأثيم أولاً للاحتياط وثانياً بشرط عدم تسويغه لجميع المسلمين..
وبالتالي ما عدا هذه الحالة فإنّ الانفراد غالباً ما يكون شأن الضعيف أو الكسول أو المعتدّ بنفسه أو الجبان، لأن الله سبحان وتعالى في كل القرآن الكريم لم يقل "يا أيها الذي آمن!" بل قال: "يا أيها الذين آمنوا" وقال: "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض"، وقال صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح: "يد الله مع الجماعة"، وقال أيضاً في حديث صحيح في مسند الإمام أحمد عن الحارث الأشعري: "آمركم بخمس أمرني الله بهنّ: الجماعة، والسمع، والطاعة، والهجرة، والجهاد في سبيل الله".
وحتى بمنطق العقل لا يمكن أن نواجه التحديات كل واحد منا لوحده، وأستغرب لماذا لا يزال هذا الموضوع مطروحاً للمناقشة حتى الآن مع تبيّن ضرره في إضعاف المسلمين وتكريس تفرّقهم في الوقت الذي يجتمع فيه الأعداء ويشكّلون تحالفات وتجمّعات كبرى!
فالمطلوب إذاً أن نحسم هذا الأمر بحسب الحكم الشرعي وهنا أشير إلى أهمية كتاب "الجماعة في الإسلام: المشروعية والإطار" للمفكّر الداعية الدكتور غازي التوبة، وبالتالي يلزمنا تطبيق ما يحبّه الله منّا والتعوّد على الصبر على حياة الجماعة والتنازل عن (الأنا) في الرأي أو في الرغبات الشخصية، والحرص البالغ على جمع كلمة المسلمين والتوحّد في جبهة واحدة حتى نكون أمّة قوية نحمي مصالحنا ونواجه أعداءنا.
هامش
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن