ساعدي طفلك لبناء جسر للتواصل
ونحن نتأمَّل الكون من حولنا؛ نرى كيف يتكامل في انسجام بين ما فيه من شمس وقمر وبرٍّ وبحر...
ونرى التناسق في المتضادات الموجودة فيه.. وتتجلَّى آيات الله في السموات والأرض لقوم يعقلون.
وإذا كانت العلاقات الكونية ربَّانية الصفة، فإن العلاقات الاجتماعية فطرة ربَّانية أوجدها الخالق سبحانه وتعالى في النفْس البشرية منذ تكوينها، وجعلها من أساسيات استمرار الحياة في الأرض. ويقع على كاهل الوالدَين بالدرجة الأولى تدريب أبنائهما لبناء علاقات ناجحة في حياتهم، و تحديد أُطُرها وتقييمها للاستمرار فيها أو إنهائها. وعليه فلا بُدَّ من التمييز بين العلاقات وأنواعها:
فالعلاقات الأسرية هي اللَّبِنة التي تُبنى عليها العلاقات الاجتماعية، ولعلاقة الطفل مع بيئته (أصدقاء الأهل والأقارب)، ولعلاقته مع أقرانه في الحضانة أو في المدرسة دور بارز في بناء شخصيته. ويختلف تعاطي الطفل مع مجتمعه وبيئته بحسب القيم والمبادئ التي غُرِست فيه، ويذكر علماء التربية أنَّ السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل هي الأساس في تكوين شخصيته، وبناءً عليه فليحرص الآباء على ما يلي:
- أن يُترَك للطفل مساحة لحرية التعبير عن رأيه وشعوره أمام الآخرين، فلا يعني أنَّ الطفل لا يملك شعوراً تجاه الآخرين، وليس من الضرورة بمكان أن يُحبَّ الطفل جميع الأفراد الذين يتعامل معهم الأهل، والأهمُّ ألا يُشعرهم بالانزعاج من تصرُّف طفلهم، لأن هذا سيؤثر على علاقته بهم، وسيجعله يقع في حيرة عدم القدرة على التعامل مع انفعالاته في ما بعد حرصاً على رضا والدَيه.
- انتقاء الأسلوب الراقي أثناء تقديمه إلى الآخرين والثناء عليه بصفات تُشعره بقيمته، فالطفل يكتسب نظرته عن ذاته من خلال نظرة والدَيه (والقيِّمين على تربيته) إليه، وهذا يعزز لديه الثقة بنفسه ويرفع من تقديره لذاته.
- ألا يجعل الوالدان من رضا الناس غاية له، وذلك من خلال بعض العبارات التي تُكرَّر على مسمعه (لا تفعل كذا حتى لا ينزعج فلان...)، فإرضاء الناس ليس بغايةٍ لا لطفل ولا لكبير، فما يُتوقَّع من طفل كانت غراس طفولته أن يُرضي الآخرين؟! والأمثلة الواقعية المحيطة بنا كثيرة.
- تقبُّل نفور الطفل من بعض الغرباء بطريقة إيجابية، وتحفيزه على السلام من غير إجبارٍ احتراماً لمشاعره وخصوصيته النفسية، فكما أننا لا نتآلف مع جميع من نعرفهم؛ كذلك الطفل فإنه يملك مشاعرَ وأحاسيس فلْيقدِّر الأهل ذلك، ولْيحرصوا على توجيه السلوك لا المشاعر، وذلك من خلال آداب التعامل والاحترام.
هذه بعض الأمور التي تساعد في بناء جسور تواصل بين الطفل ومحيطه الأُسَري والاجتماعي، وترسم لوحة الطفل بألوان متناسقة متناغمة بين نفسه وبين الآخرين.. والله الموفق لما يحبُّه ويرضاه.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة