التفكير.. الخطوة الأولى نحو التغيير
لقد حبا الله الإنسان نعمة العقل وميَّزه عن جميع المخلوقات بالقدرة على التفكير واكتساب العلم والمعرفة ليستدل على خالقه ومولاه، وليدرك كُنْهَ خِلقته وحقيقة وجوده في الأرض.
ولكن عندما عطَّل الناس تفكيرهم وعقولهم وصار كَسْب المعرفة تلقيناً، وأصبحت المعلومات حتميَّات لازمة؛ ما حصد العالَم غير الدمار والخراب، بعدما سيطرت فئة من المفكرين على عموم الناس المعطلين لتفكيرهم...
ويَكمُن مفتاح التغيير من خلال المناهج الدراسية التي تُعتَمَد في عالمنا العربي، ونقلها من الاستيراد الغربي للنظريات إلى استحداث الأنفع لطلابنا.. تحقيقاً للغاية مما دعت إليه الآية السابقة:(لعلكم تعقلون).
ومن خلال ربط المناهج بأساليب وطرق التفكير العليا: النقدية والإبداعية وطرق حلِّ المشكلات وصناعة القرار والتفكير فوق المعرفي، سنجد أن تحولاً في نمطية التفكير ستظهر بآثارها الإيجابية على الطلاب.
كيف يُمكن تطبيق هذا؟؟
1- بتعريف الطالب على قدرته الذهنية، وحثِّه على استخدام مهاراته العقلية، وعدم التسليم لتلقي المعلومات على أنها حقائق لا يمكن مناقشتها!
2- إعطاء الطالب الفرصة للتعبير عن رأيه في الغرفة الدراسية وخارجها، وتنمية الخشية من الله في قلبه؛ مع التأكيد على احترام مَن هُم أكبر منه سناً، وإن اختلفا في الرأي.
3- تكليف الطالب بأنشطة لا صفيَّة؛ تنمي قدرته على البحث أو النقد أو التحليل أو التركيب أو التطبيق.
ونلفت النظر أن هذا يتطلب فقط من الإدارات التربوية مراعاة عدد الساعات التي يُلزَم بها المدرِّس أسبوعياً ليتمكن من المتابعة الجيدة لتلاميذه.
إنَّ لتنمية التفكير لدى الطالب أهمية ترجع عليه وعلى الجماعة، فمن الناحية الفردية نجد أن امتلاكه لمهارات التفكير تجعله قادراً على خوض مجالات التنافس في هذا العصر المتسارع في المعرفة، وتعينه على الراحة النفسية وتمكِّنه من التكيف مع الأحداث وإحداث التغيير المناسب في الوقت والمكان المناسبَين.
أما على الصعيد الجماعي فنجد أن العلاقات بين الأفراد تصبح أكثر مرونة وتقبُّلاً لاختلاف وجهات النظر في ما بينهم، والقدرة على تفسير الأحداث والمجريات.
فإلى كلِّ معلِّم _ حمل على عاتقه أمانة تربية هذه الأجيال _ نوجِّه هذه الرسالة، فليتحرَّ الوسائل والطرق التي ترتقي بتفكير طلابه، فأمتنا بحاجة إلى جيل يصنع التغيير من خلال التفكير.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن