بكالوريوس في الصحافة.
أستاذة في جامعة الجنان كلية التربية.
تواجه المدارس اليوم تحدِّيات صعبة خارجة عن إرادتهم. ذنبهم أنَّهم وُضعوا في بيئة يتخبَّطون فيها، مستنجدين بمن يساعدهم لتخطِّيها حتَّى يندمجوا مع الآخرين في عمليَّة تعليميَّة طبيعيّة وانسيابيَّة لا تعيق تطوُّرهم، ولا تمنعهم من التحصيل العلمي المطلوب.
من هنا يأتي دورنا كمعلِّمين في مساعدة هؤلاء الطُّلَّاب وذلك من خلال اعتماد طرق التَّدريس المتمايز الذي يفسح المجال أمام جميع الطُّلاب ليفوزوا بالعلم وفق ميولهم ويصلوا إلى أعلى المراكز.
يقوم المبدأ الرَّئيس للتَّعليم المتمايز على أنَّ التَّعليم هو لجميع الطُّلَّاب بغض النَّظر عن مستوى مهاراتهم أو خلفياتهم، وهو يفترض أنَّ كل غرفة صف تحوي طلَّاباً مختلفين في قدراتهم الأكاديميَّة وأنماط التَّعلُّم وشخصيّاتهم واهتمامهم وخلفيّتهم المعرفيّة وتجاربهم ودرجات التّحفيز للتّعلّم لديهم.
فالتّعليم المتمايز يعمل لتقديم بيئة تعليميَّة مناسبة لجميع الطَّلبة سيَّما أنَّ الطَّلبة يختلفون عن بعضهم البعض في هذه النواحي المتعدِّدة.
من هنا إنَّ الاختلاف الذي نلمسه بين الطُّلاب وفي البيئات الصَّفيَّة المختلفة أمر طبيعي، علينا أن نواجهه لنتدارك كيفيَّة التعامل معه بشتَّى الوسائل من خلال الطرق والاستراتيجيات المختلفة المعتمدة، حتى يصبح الصَّف أشبه بمراكز متعددة في غرفة واحدة، كلٌّ يتجه إلى ما يناسبه فننهض بالعملية التعليمية إلى أرقى المستويات.
إن حكمة الله تعالى أن جعل الاختلاف والتمايز بين البشر فــــــــــــــــقـــــــــــــــــــــــال: (ومــــن آيــــاتــــه خــــلـــــق السّــــــمــــــوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين).
لذا كان الاختلاف بين البشر سنَّة من سنن الله تعالى التي ارتضاها لهم، فلقد أثبتت البشريَّة أن الاختلاف أمر إيجابيٌّ ومطلوب، فهو مصدر إغناء للأمَّة.
من هذا المنطلق تمثِّل الفروق الفردية والتَّمايز في المواهب والسمات بين الطُّلاب أكبر تحدٍّ للمعلِّم أثناء تأديته لدوره في العمليَّة التَعليميَّة ليراعيها ويتحسَّسها ويتقبَّل التَّأقلم معها ويعتبر وجودها أمراً طبيعياً.
فإذا راعى الله سبحانه وتعالى تنوَّع الخطاب القرآني ليلائم النَّاس على حسب مستوياتهم فإنَّه بالأحرى على المعلِّم تمثيل ذلك مع طلابه.
قال الله تعالى: (إن كنتم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم). لقد أضحت التَّربية والتَّعليم في وقت أشد ما تكون فيه الحاجة إلى التَّغيير والتَّطوير لمواكبة ما يتميز به هذا العصر من ثورة علمية في المجالات التربوية، وما يدعمها من وسائط وتقنيات، لذا يتوجب علينا إعادة النَّظر والتَّفكير في كيفية إعداد أبنائنا بحيث يكتسبون المعرفة، وكذلك على نقل التدريس نقلة نوعية من خلال تطوير أداء المعلمين وجعل استراتيجيات التدريس المستخدمة أكثر فعالية وحداثة، لنرتقي بالأمانة العظيمة التي كلَّفنا الله عزَّ وجلَّ بها.
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
بكالوريوس في الصحافة.
أستاذة في جامعة الجنان كلية التربية.
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة