عندما تفشل النبوءة - دابق
في عام 1955 ظهرت جماعة مسيحية في شيكاغو تدعي أن الساعة ستقوم في يوم محدد من ذلك العام، وعندما سمع بالخبر عالم النفس (ليون فيستنغر) انضم هو ومساعده إلى الجماعة، بدعوى أنهما مؤمنان بها، وكانت غاية الباحث من ذلك أن يرى حال أعضاء الجماعة قبل موعد النبوءة وبعدها.
مَارَس فيستنغر ومساعده شعائرَ هذه الجماعة الدينية، وكان يرى حينها أعضاء الجماعة مقتنعين تمامًا أن الساعة ستقوم في ذات اليوم المحدد، وأنهم كانوا يديرون حياتهم على أساس أن نهاية العالم قد اقتربت.
وفي اليوم المحدد اجتمع أعضاء الجماعة -وكانوا بالمئات- في مقر قيادة الجماعة، استعدادًا لتلك اللحظة منتصف الليل في تمام الساعة الثانية عشرة.
ودقَّت الساعة الثانية عشرة، واستمر عقرب الدقائق بالمضي -ولم تقم الساعة- وأعضاء الجماعة ينظرون إلى ساعاتهم ولا يجدون تفسيرًا لما يجري.
شاهد فيستنغر ومساعده ملامح الاضطراب على وجوه أعضاء الجماعة، حتى ظهرت قيادة الجماعة لهم، وقالوا:
"إن الرب قد رحم العالم، وأجَّل موعد قيام الساعة إلى موعد آخر سيتم تحديده لاحقًا"!
عندما نطقت قيادة الجماعة بهذا التبرير السخيف انقشعت غمامات الاضطراب عن أعضاء الجماعة، وزال التوتر، واستمروا في إيمانهم بهذه العقيدة.
على إثر هذه القصة ألَّف عالم النفس ليون فيستنغر كتابه: "عندما تفشل النبوءة"، ووضع فيه قانونًا يعتبر من أهم قوانين علم النفس، أسماه: "التنافر المعرفي الإدراكي".
ويقصد فيه الحالة التي تنتاب الإنسان عندما يحصل لديه تعارض صارخ بين ما يؤمن به (النبوءة مثلًا) وبين ما يدركه في واقعه، وأنه غالبًا لو كان إيمانه عميقًا فإنه سيبحث عن أي تفسير -ولو كان سخيفًا- حتى يتكئ عليه ويبقى على إيمانه ويبرر إدراكه.
منذ يومين سقطت "دابق" من يد "داعش" فهل يا ترى سقطت من عقلها أيضًا؟!
أنا لا أقول إن نبوءة دابق ليست ثابتة أو صحيحة، بل أقول إن عقولًا مريضة أرادت المتاجرة فيها، وقد خسرت هذه التجارة.
المصدر : الدرر الشامية
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة