التوّحد
إن تطوُّر الدراسات العلميَّة والطبيَّة والعصبيَّة والنفسيَّة، وتطوُّر وسائل التشخيص والتقنيات المتعدِّدة ووسائل الوقاية، لم تضع حداً لمشاعر القلق والصراع والحُزن والكآبة التي يشعر بها أهل الطفل المصاب بالتوحُّد، مما يجعل الأهل يتنقلون من طبيب لآخر على أمل الوصول إلى حلٍّ أو علاج فعَّال لمشكلة طفلهم.
ومهما كانت الرُّدود والتوصيات من الأطباء والمختصِّين؛ فإنَّ الجميع اتفقوا على بعض النقاط الهامة التي تساعد معظم حالات التوحُّد:
أـ العلاجات (التي تحتاج لاستشارات طبيَّة):
1ـ علاج الطبِّ الدوائي (Medical Therapy). لتحسين أعراض محدَّدة عند بعض الأطفال.
2 ـ علاج بالفيتامينات B6 ,B12 مع إضافة المغنيسيوم من أجل تحسين سلوك التواصل بالعَين والانتباه واكتساب مهارات التعلُّم.
3ـ العلاج بالحمية الغذائيَّة: تجنُّب تناول الأغذية التي تحتوي على مادة( Casein) وهو بروتين موجود في الحليب ومشتقاته، والغلوتين( Glutten) الموجود في الشعير والشوفان، لأن هؤلاء الأطفال لا يستطيعون هضم مثل هذه البروتينات، وقد تسبب لهم بعض الأضرار الصحيَّة.
4ـ العلاج بالسكرتين حيث يزيد من نشاط البنكرياس ويقضي على المشاكل المعويَّة.
ب ـ تدريبـــات خاصـــة بشكــل مستمر وبطرائق تتلاءم مع حالة الطفل:
1ـ التدريب على مهارة التواصل وتوضيح المطلوب بشتَّى الوسائل البصريَّة والكلام والإشارات وغيرها، مع اعتماد ما يسمى باستراتيجيات التواصل المُسانِد.
2ـ التركيز على الجانب البصري في التعليم كاستخدام صور وإشارات ورموز، فهي تساعد الطفل لأنه يعاني من ضعف القدرة على التجريد.
3ـ البدء بالأشياء المحسوسة أو البصرية لأنَّ التعلُّم عن طريق البصر أبقى في الذاكرة من التعلُّم عن طريق السمْع.
4 ـ تحليل المهام المطلوبة لأجزاء حسب قدرات الطفل، وعدم الانتقال من تدريب إلى آخر إلا بعد إتقان التدريب الأوَّل.
5ـ التأكيد على المهارات الحياتيَّة اليومية والأساسيَّة:
ـ ترتيب السرير والغرفة، الدخول إلى الحمَّام، غسل اليدَين والوجه، غسل الأسنان، ارتداء الملابس وخلعها، إعداد الطعام، تنظيف المائدة، غسل الأطباق، مهارات التحيَّة والسلام.
إنَّ التأخُّر في عمليات التعليم والتدريب والعلاج؛ يتسبَّب بمشاكل ومضاعفات تنعكس سلباً على الطفل التوحدي في المستقبل. وإنَّ تقديم الخدمات في وقتها تجعل الطفل المتوحِّد يستغلُّ قدراته وإمكاناته في مختلَف جوانب الحياة، فيساعده ذلك على الاعتماد على نفْسه والتخفيف من معاناة أسرته. وعلى الإنسان أن يسعى وأن يعمل ما بوسعه، ويبقى الأمل بمشيئة الله عزَّ وجلَّ.
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة