قل... ولا تقل
أجرت الزوجة عملية جراحية، وكان زوجها يزورها في المستشفى يومياً، في اليوم المحدد لخروج الزوجة من المستشفى، وبينما كان الزوج في غرفة زوجته يعينها في وضع أشيائها في حقيبة قالت له زوجته: مازلت أشعر بالألم رغم مضي أربعة أيام على إجراء العلمية.
هذه ثلاث عبارات خاطئة قد يعلق الزوج بإحداها على عبارة زوجته بأنها مازالت تشعر بالألم:
- أفضل أن تبقي بضعة أيام أخرى لإجراء مزيد من الفحوصات.
- لم أكن مرتاحاً لهذا المستشفى من البداية لكنك أنت أصررت عليه.
- لم يكن هناك داع لهذه العملية التي أقنعتْك أمك بها ولم أرغب في إجرائها.
هذه العبارات الثلاث تضايق الزوجة وتحزنها وتوصل إليها رسائل سلبية.
فهي تفهم من العبارة الأولى التي يدعوها فيها إلى بقائها أياماً أخرى في المستشفى أنه لا يريـدها أن تعود إلى البيت، ولهذا فقد تعلق على عبارتـه بقولها: لماذا لا تريدني أن أرجع إلى البيت؟! أو تقول: يبدو أنك مرتاح مني، وأنت سعيد لكونك وحدك في البيت!
أما العبارة الثانية التي يذم بها المستشفى فتحمل لها رسالة بأن العملية لم تنجح، مع إلقاء اللوم عليها في ذلك لأنها هي التي اختارت هذا المستشفى.
وتبقى العبارة الثالثة التي تحمل ثلاث رسائـل سلبية، الأولى بأن إجراء العملية كان عملاً خاطئاً، والثانية اتهام لأمها بأنها هي المسؤولة عن إخفاق العملية وعن الآلام التي تشعر زوجته بها، والثالثة تزكية الزوج لنفسه وأنه صاحب الرأي الصائب السديد.
أما العبارة التي ينبغي توجيهها للزوجة، وفيها أثر إيجابي طيب عليها، فيمكن أن تكون إحدى هذه العبارات الثلاث:
- سأسأل الطبيب عن هذه الآلام ليطمئنا عنك.
- أحسب أن هذه الآلام طبيعية، وستخف تدريجياً حتى تزول تماماً بإذن الله.
- لا تقلقي بشأنها، بعد أن ترجعي اليوم إلى بيتك ومملكتك، وسط زوجك وأولادك الذين يحبونك وتحبينهم ستختفي هذه الآلام إن شاء الله.
هذه العبارات تـوصل رسائل تطمين ومواساة وتعاطف للزوجة، وتنقل إليها مشاعر حب ومودة، على العكس من العبارات الثلاث الأولى التي تفتقد التطمين والتعاطف والمودة.
يحتاج الرجال اختيار عباراتهم بعناية، من خلال حرصهم على خلوها من النقد واللوم والاتهام والإحباط، وغناها بمشاعر الدعم والحب والشفقة والاهتمام.
إن أكثر الرجال يفهمون شكاوى زوجاتهم بأنها طلبات لتقديم النصح، بينما هي في حقيقتها طلبات لتقديم التفهم والتعاطف والدعم.
تريد المرأة من زوجها أن يكون لها مقدراً، ولمعاناتها متفهماً، ولآلامها مواسياً، ويخطئ الرجل حين لا يدرك هذا فيتقدم إليها على أنه حلال لمشاكلها.
المصدر : الراي
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة