حافظوا على قلوبكم
هل للحب أو العشق أن يمرض القلب ويصرف عن الذكر والطاعة؟ وما العلاج؟
ج/ الحمد لله وحده.
نعم.
وعلاجه الزواج، فإن الزواج يوقف العاشق على حقيقة النقص الذي في المعشوق.
وعلى تقدير أن النقص لم يؤثر فيه إذا وقف على حقيقته؛ فإن الزواج يهدئ من صبابة العاشق بالجماع.
فكلما التاع قلبه، هدأ بتلك الطريقة.
أي: فكلما انشغل قلبه عن الواجب عليه من التألّه والإقبال على همّ الآخرة، عالجه بذلك، ليفرغ قلبه لتحصيل ما ينفعه في الآخرة من الحقّ.
حتى تضعف الشهوة طبيعة، وتبقى العشرة الحسنة، والود.
لذلك، لم يُر للمتحابَّين مثل النكاح، فإنه أملك لقلوبهما وأنفع لهما في الاستعداد للآخرة.
وقد تفطن العشّاق من الشعراء وغيرهم إلى ذلك، فصرّحوا أنه ليس أضرّ على العشق، من النّكاح، أو قل إن شئتَ: من الجماع.
ولذلك، فإني آسَف وأحزن كثيرا على الشاب والشابة، الذين لا يحافظون على قلوبهم أن تنكسر أو تنزعج بعلاقة غير مضمونة النهاية.
وكل علاقة قبل العقد الشرعي الحلال؛ غير مضمونة النهاية.
فالشاب العاقل، والشابة العاقلة، يحافظون على قلوبهم، فيغضون أبصارهم، ولا يتعللون بأي مصلحة سطحية للدخول في علاقة مع الجنس الآخر..
الأعمال الخيرية، الدراسة، العمل... الخ.
وإنما يقبل العاقل الفاهم على الضروري من ذلك فقط.
وقد قلت قبل ذلك، إن أكثر الناس لا يراعي الحدود في هذه العلاقات، ولا يراقب قلبه.
ومراقبة القلب واجبة، حتى إن كانت المعاملة مباحة، والفقهاء يعللون كثيرا من الأحكام في هذا الصدد ب "خوف الفتنة".
ولا يقف على حقيقة نفسه، قبل الوقوع في الفتنة، وتملك القلب منها، إلا من يراقب قلبه عن قرب، وباستمرار.
وكثير من الناس، يترك نفسه، ولا ينتبه إلا بعد التعلق بطرف آخر، بل، يتسبب في ذلك بنفسه، بالتوسع في العلاقة، تحت حجة: الحاجة.. والمباح.
وكله إفساد للقلب، وإهلاك له.
وحيث لا يمكن الزواج، يحصل ما تسأل عنه أخي السائل..
فيأتي شاكيا، من عدم قدرته على الحفظ.. المذاكرة.. الصلاة والذكر والقراءة بصفائه السابق..
وهو المخطئ.. وهو الذي ضيع نفسه.
وكما قلت سابقا:
نعم ليس الإنسان مؤاخذا بما يلقيه الله في قلبه من الحب.
لكن؛ يؤاخذه الله ويعاقبه على السعي في إشغال قلبه، تارة بالنظر.. وتارة بالابتسام كما أجاز بعض الناس - للأسف - وهو حرام.
وتارة.. وتارة..
فمن أصابه شيء من ذلك بتقصير ومعصية، ثم لم يمكنه الزواج، فليتب إلى الله أولا من معصيته..
ويندم.
وليتضرع إلى الله أن يزيل أثر المعصية من قلبه، فإنه لا أفتن لقلب الرجل من امرأة..
وكذا العكس.
والله يغار على قلب عبده أن ينشغل ويتفكر في غيره، كل هذا الانشغال، والتفكر.. وكل هذا التألم.
والحب الحلال، حلال.. ولا يكون نافعا إلا بالنكاح، وإلا فمفسد.
لما سبق شرحه.
حافظوا على قلوبكم..
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن