دكتوراه لغة عربية ودراسات إسلامية | لبنان
عناق الموت!!
تُشكِّل البطالة بين الشباب هاجساً يقضُّ مضاجع الدول والمنظمات، وتعمل جاهدة على علاجه بشتى السُّبل والوسائل...
ويُعتبر استحداث الفرص سنويّاً التحدي الأبرز للحكومات؛ لاستيعاب الأجيال الشابَّة الوافدة إلى سوق العمل... وكلَّما قَلَّت البطالةُ في دولة كان ذلك دليلاً على التطور والتقدُّم فيها...
وبما أنَّ كلَّ المخلوقات أممٌ مثلُ البشر _ كما ذكر القرآن الكريم _ فإنَّ البطالة عند الحيوانات مشكلة أشد خطورة، ولذلك عالجَتْها بدواء غريب...
ملِكة النَّحل عندما تضعف عن أداء مهامها ووظيفتها؛ فإنَّ رعيَّتها لا تقبل بملكة تأكل دون إنتاج، فتقوم مجاميع من النَّحل بالركوب فوق الملكة وحولها، موجدة _ بكثافتها العددية، وتلاصق أجسامها _ درجة حرارة عالية، تؤدي إلى موت الملكة، دون أن يجرحْنها، في عملية تُسمى في عالم الحيوان بــ " عناق الموت"...
• هالتْني هذه المعلومة وأنا أستعرض حال المسلمين، وأتساءل:
ـ كم هو عدد المسلمين الذين لا يعملون لهذا الدِّين شيئاً؟!
ـ بل كم عدد المسلمين الذين لا يعملون بهذا الدِّين أركاناً وفرائض؟!!
دولة النَّحل لم تقبل خروج واحدة منها عن الخدمة والمهمَّة؛ ولو كانت ملِكة، فقاموا بقتلها عبر الموت الرحيم...
ومجتمعاتنا ملأى حتى الثمالة... بمجاميع من المسلمين علاقتهم بدينهم علاقة بروتوكوليَّة، ليس إلَّا...
لأنَّ النَّحل مشى على قاعدته؛ فإنه ما زال ينتج عسلاً منذ آلاف السنين...
ولأننا لم نطبق قواعدنا؛ توقَّف عسلُنا منذ مئات السنين...
لو أردنا أن نقتدي بالنَّحل، وقمنا بعناق الموت لكلِّ عاطلٍ عن العمل الدِّيني... فكم سيبقى من مسلمي اليوم ؟؟!!
المصدر : مجلّة إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة