الكويت
أنا خائف من سيطرة الشياطين الإلكترونية على أبنائي..!!!
قال صاحبي : دخل الصيف علينا وأنا خائف من سيطرة الشياطين الإلكترونية على أبنائي وقت الإجازة، لأنهم سيكونون مشغولين في الهواتف الجوالة والآيباد طوال اليوم، فيسرحون ويمرحون في عالم النت من غير رقيب ولا حسيب، وصرت في حيرة بين المنع والترك..
فأنا لا أستطيع أن أمنعهم ، كما أنني لا أريد أن أترك الحبل على الغارب ، فكيف أتصرف وما رأيك ..؟؟
علماً بأن لديّ أربعة أبناء.. وهم في سن المراهقة.. ؟
قلت له : إن موضوعك هذا على الرغم من بساطته إلا أنه صعب، وإدارته ليست سهلة ، وأحتاج أن أخبرك ببعض الأفكار والقوانين التي ينبغي أن تمارسها مع أبنائك فتساعدك على حفظهم من الشياطين الإلكترونية، وقد لخصتها بـ/ 14/ قانوناً مقسمة على قسمين:
الأولى.. سبع قواعد تربوية لحماية أطفالنا من سلبيات النت.
والثانية.. سبعة قوانين والدية لابدّ أن يطبقها الوالدان على أبنائهما.
قال: إذن لنبدأ بالسبعة الأولي، قلت:
أولا ..أخبرهم أن لا يصدقوا كل ما يقرأونه في النت، ففيه الكثير من المعلومات غير الصادقة التي تتداولها المواقع وشبكات التواصل الإجتماعية. وثانياً.. أن لا يستجيبوا لكل من يطلب منهم الصداقة إلا لو كان صديقاً يعرفونه جيداً، كما يجب عليك أن تنبههم بأن لا يقبلوا صداقة صديق صديقهم لأنهم لا يعرفونه .
وثالثاً.. عليهم أن لا يفشوا أي معلومة خاصة بهم، وأن تشرح لهم ما معنى المعلومة الخاصة مثل (اسمهم الكامل وأرقام هواتفهم وحسابهم البنكي وأي معلومات عن أهلهم أو إرسال صور خاصة لهم).
ورابعاً.. أن لا ينقروا على أي رابط يجدونه في حسابهم أو إيميلهم إذا كانوا لا يعرفون من هو المرسل.
وخامساً.. أن لا يشتروا أي شيء من النت إلا بعد إبلاغكم بهذا القرار. وسادساً.. لو طلب منهم صديق النت أن يلتقي بهم خارج المنزل فلا يستجيبون له إلا بموافقتكم أو بصحبتكم.
وسابعاً.. اجعل أبناءك يشاهدون فيديو (مركز السلامة بغوغل) (google family safety) ليتعرفوا على الحيل المستخدمة بالنت فيزدادون وعياً وحماية.
قال صاحبي.. هذه سبعة مهمة وماذا عن السبعة الثانية والخاصة بالوالدين.. ؟
قلت: أولاً ..أن لا تمنع النت من أبنائك أو تحرمهم منه ، لأن النت صار اليوم من الأساسيّات وليس من الكماليات .. وكن واضحاً معهم بوضع قوانينك في التعامل مع النت وتقنينه.
وثانياً.. أن لا تسمح لهم بالتصفّح بالنت في وقت متأخر من الليل ، وهذا وقت انتشار الشياطين الليليّة الإلكترونية، واحرص على أن تغلق الإتصال اللاسلكي وقت النوم حتى لا يتواصل الأبناء بالنت ليلاً.
ثالثاً.. إحرص على تشغيل برامج الأمان في الجوال والآيباد والكمبيوتر ، حتى لا يدخلوا لمواقع مخلّة للأدب أو مواقع مدمرة فكرياً وعقدياً، كمواقع الملاحدة وعبّاد الشياطين.. فقد انتشرت في الفترة الأخيرة ، ولهم طرقهم ووسائلهم في كسب الشباب الصغار.
رابعاً.. تحدث معهم بصراحة حول سلبيات النت ، والجرائم الإلكترونية والأخلاقية.. من انحرافات جنسيّة وغيرها، ولتكن علاقتك مع أبنائك وديّة ..حتى يتحدّثوا معك ويصارحوك لو شاهدوا شيئاً سيئاً على النت.
خامساً.. تابع حسابات أبنائك على شبكة التواصل الإجتماعي لتتعرف على محتوى الحوار والدردشة ، فتعرف أصدقاءهم وتتعرف على اهتماماتهم.
سادساً.. إذا أخبرك إبنك عن مشكلة لصديقه فساعده على حلّها.. وشجّعه لهذا الموقف الإيجابي.
سابعاً.. تحدث معه حول البريد الإلكتروني ، والتعامل مع البنوك ، والتحميل للبرامج ، والتواصل مع الشبكات الإجتماعية ، والتسوق وألعاب التسلية ، وإذا لم تكن لديك معلومات وافية حول هذه المواضيع رتّب جلسة بين أبنائك وأحد معارفك أو أصدقائك ليستمعوا منه ويستفيدوا من معلوماته فتكون حماية لهم.
فهذه سبعة قوانين والديّة وقبلها سبعة قواعد تربوية.. تساعدنا على وجود نت آمن يتعامل معه أبناؤنا في حرية وسلام، ولا ننسى بين فترة وأخرى أن نجلس ونتحاور معهم فيما يفعلونه لنتعرف على أعمالهم، ولا مانع أن نشاركهم أنشطتهم على الأنستغرام أو التصوير عبر الكيك أو التغريد عبر التويت ، ولا نفصل حياتنا عنهم..
وأخيراً.. ندعو الله أن يحفظ أبناءنا من شر شياطين النت وأعوانهم،
فقال صاحبي : شكرا لهذه الـ (14) فكرة تربوية تكنولوجية.
بقلم: د. جاسم المطوع
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة