الزوج ومصباح علاء الدين
" علموا بناتكم تحقيق أحلامهن قبل الزواج، لأنه باختصار زوج المستقبل مش مصباح علاء الدين"
عبارة لفتت انتباهي لكثرة تداولها على صفحات الإناث، والتي تكشف الصورة الذهنية والنمطية التي تحملها الفتيات عن الرجل لاسيما اللواتي يجدن في الزواج والارتباط بداية " اندثار الأحلام وتشتت الطموحات" والاستعداد لاستقبال المهمة الجديدة القائمة على الاهتمام بالرجل والأسرة؛ وهنا أريد التنويه لعدة أمور :
أولاً : زوج المستقبل ليس مصباحاً لتحقيق الأمنيات وإنما هو نور مشع يضيء لك طريق الأحلام، يساعدك على بلورتها وإنضاجها ورعايتها إلى أن يتكفل الله بها، فليست كل الأحلام قابلة للتحقيق، فمجرد أن يبتسم الرجل وينصت لزوجته وهي "تتمتم " بالحديث عن طموحاتها فهي إشارة لإزهارها وإن لم يحصل ذلك، بفعل العوامل التي قد تعيق ذلك، كعدم ترتيب الأولويات، أو العائق المادي، أو طبيعة المجتمع والمرحلة التي يعيشون بها.
ثانياً: فكرة الرجل " الخارق أو السوبر " لن تكون صالحة أو فعالّة إلا إذا احتصنت بجوارها فكرة " المرأة الخارقة" فالرجل لا يصمد كثيراً أمام المرأة اللحوحة أو التي تجيد فن - النق- على حد تعبير الرجال، فيراها مفعمة بالطاقة والحيوية، دؤوبة ونشيطة وصاحبة همة تناطح السحاب في داخل البيت وخارجه، فيكون عقلها متزناً منفتحاً للأفكار، وقلبها رؤوماً في علاقاتها مع الناس، وحكيمة ويقظة في معاملة زوجها وتربية أبنائها، مقدامة ومبادرة صاحبة عطاء لا ينضب، تلاحق العلم أينما حلّ ،وتبحث دائماً عن السبل التي تجعلها ترتقي أكثر فأكثر وإن كانت سهلةً يسيرةً لا يراها الناس، فهي المرأة التي تفكر " خارج الصندوق" والتي تدير مملكتها بعناية فائقة تستطيع من خلالها ان تستحضر القلب والعقل وفق المواقف التي تتعرض لها. وأمام هذا النوع من النساء لن يملك الرجل سوى أن يفتح لها نافذة تطلّ بها على رحم الحياة، قد تكون نافذة يسيرة عند البعض بينما لها الكون كله، لأن قابليتها تجعلها ذلك، قياساً بمن تكثر الشكوى بعدم تحقيق حلمها فتريد أن يقدم على طبق من ذهب، فيحقق لها الزوج ذلك ويُكتب شرف الوسام باسمها.
ثالثاً: تظن الفتيات أنه يمكن اجترار أحلامهن ذاتها إلى ما بعد الزواج، فنجد بعضهنّ تفتقر " للنباهة" والذكاء وذلك باختيار الزوجة حلماً يجمعها وزوجها تحت مظلة اهتمامات واحدة ،والتي أجدها طريقة جميلة لمساعدة الرجل لإعانتها على تحقيق حلمها، كأن تحصل على وظيفة ما لزيادة الاستقرار المالي للأسرة، أو الحصول على شهادة علمية لتحقيق المكانة المرموقة التي تجعل الزوج يفخر بها أمام اسرته فتكون مصلحة لبيتها ومجتمعها، فبعض الأحلام تنتهي فعاليتها لا لشيء وإنما لحاجة ترتيب الأولويات، فإن فكرت المرأة بعقل الرجل وباهتماماته وأن يوافق رغبتها في حلم معين فستختصر الكثير من العناء واستحضار كلمات التعاطف والرجاء.
رابعاً: بعض الأحلام لا تحقق بيوم أو اثنين، فمنها ما يحتاج عمراً وسنوات، تحقيق الحلم يحتاج لهمة وصبر، فأجمل ما يميز الحياة الزوجية أن يفكر الإنسان بطريقة" نحن" لا ب " أنا" وهذا يعكس أمور عظيمة وجميلة كشدة الحب للأسرة والانتماء لها، وبهذا فإن لم تستطع المرأة أن تحقق حلمها فلتزرعه في أبنائها، تغرسه في نفوسهم، تراه ينضج حتى يستوي كما تريد وبالطريقة التي تحلم بها، فليس أعظم من أن تلد المرأة منقذاً للمجتمع وُلد من بطن الحلم الذي كان يلازمها ليلاً نهاراً .
خامساً: لا تقصيّ جناحيك بيديك، فالزواج مشروع حياة، وأحلامك سلسة مشاريع في هذا المشروع الكبير، فكلّما كبرت وتعاظمت كلما كان زواجك أقوم وأمكن وأثبت، لا تخشي الحلم بسبب الزواج، ولايمنعك الزواج من الحلم، اسعي قدر الإمكان واختاري زوجك بعناية فائقة ليكون عوناً لك على ذلك قدر المستطاع .
إباء أبو طه ||
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة