هل نحتاج إلى ريجيم؟
عندما نظرت في النصوص التراثية المتعلقة "بالبطنة" أو كثرة تناول الطعام وقعت على عدد كبير أقتطف منها التالي:
-"ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه" (حديث شريف).
-احذروا البطنة، فإن أكثر العلل إنما تتولد من فضول الطعام. - ابن سينا.
-اجعل طعامك كل يوم مرة *** واحذر طعاما قبل هضم طعام - ابن سينا.
-ثلاث خصال تقسي القلب: كثرة الأكل، وكثرة النوم، وكثرة الكلام. - الفضل بن عياض.
-قم عن الطعام وأنت تشتهيه - مثل سائر.
-وقيل: البِطنَة تُذهب الفطنة.|
ثم نظرت في حال أجدادي وجداتي، فرأيت أنهم غالباً ما كان طعامهم الخبز والغموس، زيتوناً كان أو زعتر، أو طبقاً من السلطة البلدية، أو الطبيخ، وقليلاً ما أكلوا اللحم بأنواعه أو الأرز، كان طعام جدي الذي عهدته منه صباحاً بضع قرون من الفلفل الأخضر المدعوكة في إناء فخاري مع بعض الملح وزيت الزيتون، يأكلها بلقيمات وكفى.
أقول لنفسي فهل نحتاج إلى ريجيم حقاً أم نحتاج إلى تغيير كامل في نظرتنا للطعام الآن ونحن مرفهون منعمون؟ هل نتحدث عن أنواع الطعام التي تسمن والتي تخسس أم نتحدث عن أنواع السلوك التي تعزز الشره وتبعدنا عن الغاية من الاختيار، وهي التحكم في النفس.يقول تعالى "وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا" فكان مقام التكليف عدم الإسراف. وليس التوقف عن تناول أطعمة بعينها. فلماذا عندما نأتي لنتحدث مع الناس حول الطعام والوزن الدائن كل ما نتحدث فيه هو هذه الفاكهة وتلك، وهذا الدهن وذاك، والخبز واللحم، والسعرات الحرارية. لماذا لا نتحدث عن كون الطعام كأي شيء آخر مباح، إن استهلكنا وتحول إلى مضرة أصبح من الواجب على المرء أن يتعامل معه كذنب في حق نفسه وجسده؟ لماذا لا نتحدث عن الإسراف في الطعام وتناول الطعام المؤذي على أنه خيانة للأمانة وإفساد للجسد، وتبذير للرزق وانشغال عن الغاية والهدف بالوسيلة.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة