باحث في التاريخ والتراث، صدر له خمسة مؤلفات في موضوعات التاريخ العباسي والمملوكي والعثماني، وله عشرات المقالات في عدد من المواقع والدوريات.
كيف شق ألب أرسلان طريقه إلى معركة ملاذكرد؟
يحكى أن السلطان السلجوقي ألب أرسلان حين عبر أعالي نهر الفرات شرق الأناضول فاتحا لمناطقه، ومسيطرا على تلك الأراضي، قال له أحد كبار الفقهاء: يا مولانا؛ أحمد الله تعالى على ما أنعم به عليك، فقال: وما هذه النعمة؟ فقال: هذا النهر لم يقطعه قط تركي إلا مملوك، وأنتم اليوم قد قطعتموه ملوكا، قال: فمن وقته أرسل لإحضار جماعة من الأمراء والملوك، وأمر ذلك الفقيه بإعادة الحديث، فأعاده، فحمد الله هو وجماعة من حضر عنده حمدا كثيرا على كون الأتراك قد انتقلوا من المملوكية إلى الملوكية[1]!
هكذا ,تعود جذور السلاجقة إلى الأتراك الغُزّ في وسط آسيا، نسبوا إلى جدهم الأكبر سُلجوق بن دقّاق، وهؤلاء السلاجقة عاشوا أول أمرهم في إقليم تركستان في وسط آسيا، حتى نزحوا صوب بلاد الإسلام على حدود نهر سيحون (سيرداريا) في بلاد ما وراء النهر (قيرغيزستان، كازاخستان، تركمانستان)، وهناك اعتنقوا الإسلام، وبعد وفاة سلجوق رحل السلاجقة إلى إقليم بخارى؛ حيث ظلوا يتبعون الغزنويين تبعية غامضة حتى ثاروا عليهم في نهاية الأمر، واستطاع زعيمهم طغرل بك الاستيلاء على نيسابور عاصمة خراسان سنة 428هـ/1037م، في الوقت الذي كان الغزنويين مشغولين فيه بتمددهم في الهند، وتمكن الزعيم السلجوقي طغرل بك من السيطرة على مناطق الدولة الغزنوية في وسط آسيا، حينها اقتصر نفوذ الغزنويين على أفغانستان[2].
الصراع على العرش السلجوقي
توسعت الأسرة السلجوقية في إيران ووسط آسيا، وانتخبوا طغرل بك زعيما لهم، وهو الذي تمكن من السيطرة على أهم المدن الإيرانية مثل الري (قُرب طهران اليوم)، وأصفهان وغيرها، وكانت الخلافة العباسية حينذاك في النصف الأول من القرن الخامس الهجري ترزح تحت وصاية بني بويه وسيطرتهم 2، ذلك أن بني بويه القادمين من شمال إيران، عملوا منذ دخولهم بغداد في القرن الرابع الهجري على الحد من نفوذ العباسيين واحتقار شأنهم، ثم إن اعتناق بني بويه للمذهب الشيعي وتعصبهم لمذهبهم، وإرغامهم السنة في العراق وبغداد على الاشتراك في أعيادهم، كل ذلك أدى إلى انتشار الفتن المذهبية في العراق.2
السلطان السلجوقي ألب أرسلان
اضطر العباسيون إلى الالتجاء إلى السلاجقة باعتبارهم القوة العسكرية والسنية الأبرز، والاستعانة بهم لمواجهة القوة البويهية التي تخالفهم مذهبا وسياسة، وبالفعل نجح السلاجقة بقيادة طغرل بك في طرد البويهيين من بغداد سنة 447هـ، وبالرغم من فتنة البساسيري القائد العباسي والتركي الأصل الذي تحالف مع الفاطميين في مصر ضد العباسيين فإن هذه الحركة الانقلابية لم تتعد عدة أشهر تمكن فيها طغرل بك من إعادة الوضع إلى مساره الصحيح في ذي الحجة سنة 451هـ/1059م[3].
ومنذ ذلك الحين والسلطان السلجوقي طغرل بك هو المتحكم الأول والأخير في العراق، حتى في ممتلكات الخليفة الخاصة، بل تعدى ذلك إلى طلب مصاهرة الخليفة العباسي القائم بأمر الله وبالفعل تمت هذه المصاهرة التي لم تدم طويلا، حيث توفي طغرل بك في رمضان سنة 455هـ/1063م بعد أن تمكن السلاجقة في عهده من السيطرة على العراق وإيران[4].
كانت وفاة طغرل بك دون أن يكون له ولد يرث عرشه سببا لاشتعال النزاع بين السلاجقة، فقد سبقه في الوفاة أخوه الأكبر طغري في ولاية خراسان، وخلف طغري ابنه ألب أرسلان في زعامة تلك المنطقة، وتطلع ألب أرسلان إلى الاستيلاء على عرش عمه طغرل بك فهو الابن الأكبر للأخ الأكبر للسلاجقة5، وكان يعاونه على هذه الرؤية وزيره أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق الطوسي الوزير الشهير المعروف بنظام الملك[5].
على أن ألب أرسلان دخل في نزاع مع وزير عمه طغرل بك أبي نصر الكندري الذي أراد الأخ الأصغر غير الشقيق لألب أرسلان واسمه سليمان في الحكم ليتحكّم من خلاله في الدولة، الأمر الذي جعل ألب أرسلان يسرع في السير من خراسان إلى عاصمة السلاجقة الري للسيطرة عليها، ويجبر الوزير الكندري وأخيه الطفل سليمان على مبايعته سلطانا للسلاجقة، لكن ثائرا جديدا من السلاجقة هو قتلمش بن إسرائيل السلجوقي خرج على طاعة ألب أرسلان، معلنا نفسه سلطانا لأنه بمثابة عمه، وهكذا التحم الفريقان في معركة قُرب الري تم الظفر فيها لألب أرسلان، وانتهى الأمر بمقتل قتلمش في محرم سنة 456هـ/1063م[6].
ولم يكد الأمر يستتب لألب أرسلان حتى فوجئ بفتنة أخرى قادها هذه المرة عمه بيغو أكبر السلاجقة سنا والي هراة (في أفغانستان)، الذي عز عليه أن يكون تابعا لابن أخيه، فرفع عليه العصيان، ولكن ألب أرسلان سار إليه بجيش، وقاتله قرب هراة، وقيل حاصره في عام 457هـ، وانتصر عليه انتصارا حاسما، ليعود عمه إلى طاعته مرة أخرى([7]). هكذا,استطاع ألب أرسلان القضاء على كافة الحركات المسلحة والمتمردة من أقربائه وغيرهم، فاستتب له الأمر، وتوطد سلطانه، وذكر اسمه في الخطبة في جميع البلاد التي خضعت لسلطانه، وأقطع البلاد للأمراء، وبدأ يعمل على التمكين لدولته المترامية الأطراف، بل والعمل على زيادة رقعتها([8]).
لكن، لم يكن ألب أرسلان قد تحصل على تفويض بالسلطنة من الخليفة العباسي القائم بأمر الله، ولم يرد أن ينال هذا التفويض بالقهر كما فعل عمه طغرل بك الذي تزوج ابنة الخليفة العباسي دون رضا من أبيها، ومن ثم قد أمر ابنة الخليفة "بالعود من الرّيّ إلى بغداد، وبعث في خدمتها أميرا ورئيسا"([9])، حيث أنتهج ألب أرسلان سياسة جديدة ، وهي سياسة المهادنة مع الخليفة العباسي والتحالف معه، وإعلان احترامه أمام الكافة.
فكانت ردة فعل الخليفة تجاه هذه السياسة الجديدة التي تتسم بالاحترام أن أمر بمبايعة ألب أرسلان وقبوله سلطانا جديدا للسلاجقة، يقول ابن الجوزي: "وتقدّم (الخليفة) إلى الخطباء بإقامة الدعوة، فقيل في الدعاء: اللَّهمّ أصلح السلطان المعظّم عضد الدولة وتاج الملة أبا شجاع ألب أرسلان محمد بن داود"[10]. في المقابل وافق السلطان ألب أرسلان ولبس الخلعة أو الملابس الخاصة التي كانت ترسلها الدولة العباسية للسلاطين والملوك، وبايع للخليفة العباسي ([11]) وكان هذا التقليد أثناء حرب ألب أرسلان لعمه سليمان السلجوقي.
التوسع السلجوقي في أرمينية وأذربيجان
أما سياسة السلطان ألب أرسلان فكانت ذات استراتيجية واضحة المعالم تمثلت هذه الاستراتيجية في ثلاثة محاور بارزة، أولها تصفير المشاكل السياسية مع الدولة العباسية صاحبة الشرعية الدينية والسياسية في العالم الإسلامي، وثانيا نشر الثقافة المعرفية التي ترسخ من الوجود السلجوقي دينيا وثقافيا، وثالثا تحويل فائض القوة العسكرية السلجوقية إلى الخارج، وتوسيع رقعة الدولة ونشر الإسلام في الممالك والمناطق المتاخمة للدولة الإسلامية شمالا وغربا لاسيما بلاد الأرمن والروم (الأناضول)؛ الأمر الذي أكسب السلاجقة وحروبهم صبغة وطابع الجهاد الديني([12]).
وهذا ما يعنون له ابن الأثير في تاريخه بقوله: "ذكر فتح ألب أرسلان مدينة آني وغيرها من البلاد النصرانية" ويسرد مجموعة من المشاهد والقصص التي تدلل على كون الجهاد السلجوقي كان استراتيجية واضحة المعالم آنئذ.
فيقول ابن الأثير: "سار السلطان من الرّي (عاصمة السلاجقة قرب طهران اليوم) إلى أذربيجان عازمًا على قتال الروم وغزوهم، فلما كان بمرند بأذربيجان أتاه أمير من أمراء التركمان كان يُكثر غزو الروم اسمه طغدكين ومعه من عشيرته خلق كثير قد ألفوا الجهاد، وعرفوا تلك البلاد، وحثّه على قصد بلادهم، وضمِن له سلوك الطريق المستقيم إليها، فسلك بالعساكر في مضايق تلك الأرض ومخارمها"([13].
وهذا الخبر يؤكد أن التوسع السلجوقي لم يتوقف عند أذربيجان وإنما طال منطقة آني وقرس وهما العاصمتان القديمتان لأرمينية والمركزان الأساسيان لقوة البيزنطيين ونفوذهم في الأقاليم الشمالية الشرقية من آسيا الصغرى والأناضول[14]. ولم تتوقف استراتيجية السلاجقة على فتح مناطق الدولة الرومية البيزنطية في بلاد الأناضول، وإنما امتدت في أقصى الشرق في وسط آسيا، ففي سنة 457هـ سار ألب أرسلان إلى مدينة "جنَد" معقل الأسرة السلجوقية وهي بالقرب من بخارى في وسط آسيا، فاستقبله أميرها وهاداه، ودان إليه حكمها، وكانت هذه المدينة ذات أهمية خاصة عند السلاجقة قبيل قيام دولتهم لأن الجد الأكبر للسلاجقة مدفون بها([15]).
وبهذا ثبّت ألب أرسلان أركان دولته في المناطق المضطربة من وسط وغرب القارة الآسيوية، في إيران والعراق وأذربيجان، وفي بخارى وبلاد ما وراء النهر، وكانت الخطوة التالية الاتجاه صوب بلاد الشام التي كانت تُحكم مِن قبل الغريم والعدو التقليدي للعباسيين!لكن لماذا اتجه ألب أرسلان للشام؟
لماذا سيطر ألب أرسلان على الشام؟
كانت الشام قد سقطت في يد الفاطميين القادمين من المغرب، حكام مصر منذ النصف الثاني من القرن الرابع الهجري، وحين قويت الدولة السلجوقية في العراق وإيران ووسط آسيا، وبدأت قوتها في التمدد شمالا تجاه بلاد أرمينية وأذربيجان وجنوب القوقاز فضلا عن مناطق شرق الأناضول، اضطر حكام مناطق شمال الشام المتاخمة لهذا الصراع الإقليمي بين البيزنطيين والسلاجقة إلى الانسحاب من المعسكر الفاطمي الذي كانت قبضته تضعف شيئا فشيئًا.
وأهم مناطق شمال الشام التي سعى السلاجقة لتأكيد سيطرتهم عليها، منطقة حلب التي كانت تُحكم من قبل الأسرة المرداسية منذ سنة 414هـ، وهي أسرة دانت بالمذهب الشيعي، والسياسي للفاطميين، وحين رأى حاكمها محمود بن مرداس الكلابي أن الكفة تميل لصالح السلاجقة والدولة العباسية، دعا إلى اجتماع عاجل لكبار رجال الحكم والسياسة في حلب، خاصة بعد تجرؤ الإمبراطور البيزنطي رومانوس ديوجينيس على مهاجمة مدينة منبج الحدودية شمال بلاد الشام مع الدولة البيزنطية، ونهبها والاستيلاء عليها لبعض الوقت في سنة 462ه/1070م[16].
حيث يقول ابن الأثير: "في هذه السنة (463هـ) خطب محمود بن صالح بن مِرداس بحلب لأمير المؤمنين القائم بأمر الله العباسي والسلطان ألب أرسلان؛ وسبب ذلك أنه رأى إقبال دولة السلطان وقوتها وانتشار دعوتها، فجمع أهل حلب وقال: هذه دولة جديدة ومملكة شديدة، ونحن تحت الخوف منهم، وهم يستحلّون دماءكم لأجل مذاهبكم، وأرى أن نقيم الخطبة قبل أن يأتي وقت لا ينفعنا فيه قول ولا بذل، فأجاب المشايخ ذلك"([17]).
بيد أن حادثة تجرؤ البيزنطيين على اقتحام بلاد الشام في سنة462هـ كان لها أثرها الكبير في السياسة السلجوقية، حيث أحس السلطان ألب أرسلان أن الخلافة العباسية والسلطنة السلجوقية معرضتان للخطر إن اتحد البيزنطيون شمالا والفاطميون جنوبا(17)، خاصة وأن دخول البيزنطيين لمنبج لم يجد سوى مقاومة ضعيفة من المرداسيين والكلابيين المسيطرين على هذه البلاد.
يقول ابن الأثير: "في هذه السنة أقبل ملك الروم من القسطنطينية في عسكر كثيف إلى الشام، ونزل على مدينة منبج ونهبها وقتل أهلها، وهزم محمود بن صالح بن مرداس وبني كلاب وابن حسان الطائي ومن معهما من جموع العرب، ثم إن ملك الروم ارتحل وعاد إلى بلاده ولم يمكنه المقام لشدة الجوع»([18]).
لم يكتفِ ألب أرسلان بضم حلب إلى الدولة السلجوقية، بل أرسل في ذات العام 463هـ/1071م أحد معاونيه العسكريين وهو الأمير أتسز بن أوق الخوارزمي على رأس قوة عسكرية لتأمين مناطق جنوب الشام في فلسطين الحد الفاصل بين الفاطميين وبين عمق بلاد الشام وشماله، وبالفعل تمكن أتسز من ضم مدينة الرملة وبيت المقدس وما جاورها من بلاد ما عدا عسقلان مفتاح الطرق المؤدية إلى مصر، ثم أراد أن يضم أهم مدينة في بلاد الشام وهي دمشق ولم يتم له ذلك لحصانتها وقوتها([19]).
حيث يتضح من تحركات الجيوش السلجوقية في بلاد الشام أنها كانت تهدف إلى ضرب القوى المناوئة لها وعلى رأسها الدولة الفاطمية العدو التقليدي والشرس للعباسيين والسلاجقة على السواء، وذلك لتأمين ظهورهم قبل أي مواجهة محتملة مع البيزنطيين([20]).
على أن ألب أرسلان أراد أن يتأكد من صحة طاعة المرداسيين في حلب للسلاجقة، وذلك بتغيير سياستهم الدينية والثقافية في المدينة للمذهب السني، لكن هذا الأمر لم يقبله محمود المرداسي، فحاصر السلطان السلجوقي حلب، وحين اشتد الحصار، و"عظُم الأمر على محمود خرج ليلا ومعه والدته منيعة بنت وثّاب النميري فدخلا على السلطان وقالت له: هذا ولدي فافعل به ما تُحب. فتلقّاهما بالجميل وخلَع (أهداه) على محمود وأعاده إلى بلده فأنفذ إلى السلطان مالًا جزيلًا»([21]).
وهكذا تمكن السلطان ألب أرسلان من السيطرة على مناطق واسعة من بلاد الشام فضلا عن العراق وأذربيجان وأرمينية الكبرى، وهذه الجهات كانت بمثابة الطوق الذي يُحيط ويخنق الدولة البيزنطية، الأمر الذي رآه الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع تحديًا يجب مواجهته سريعا، وهو ما نتج عنه المعركة الأشهر والتي غيرت من تاريخ العصر الوسيط .. "ملاذكرد".
المصادر
1. ابن العديم: بغية الطلب في تاريخ حلب 1/1774، 1775
2. سعيد عاشور: الحركة الصليبية 1/68
3. الخطيب البغدادي: تاريخ بغداد 11/47
4. عبد النعيم حسنين: إيران والعراق في العصر السلجوقي ص50
5. ابن العمراني: الإنباء في تاريخ الخلفاء ص199
6. الراوندي: راحة الصدور ص116
7. ابن الوردي: تاريخ ابن الوردي 1/358
8. محمد عبد العظيم: السلاجقة ص80
9. الذهبي: سير أعلام النبلاء 30/285
10. ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 16/87
11. ابن الأثير: الكامل في التاريخ 8/367
12. محمد عبد العظيم: السلاجقة ص81
13. ابن الأثير: الكامل في التاريخ 8/368، 36914
14. سعيد عاشور: السابق 1/73
15. ابن الأثير: الكامل في التاريخ 8/375
16. ابن العديم: بغية الطلب في تاريخ حلب 4/1971
17. ابن الأثير: السابق 8/387
18. ابن الأثير: السابق 8/384
19. ابن القلانسي: تاريخ دمشق ص166
20. الأصفهاني: تاريخ دولة آل سلجوق ص206، 207
21. ابن الأثير: الكامل 8/388
المصدر : الجزيرة - ميدان
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة