شدة الألفة تزيل الكلفة
(شدة الألفة تزيل الكلفة) .
نستطيع بهذه القاعدة البسيطة أن نستوعب كل ضوابط الاختلاط بين الرجال والنساء، وأن نميز بين الحلال والحرام!!!.
وهذه القاعدة مستوحاة من هذه الأحاديث الأربعة :
1. ( إيَّاكم والدُّخولَ علَى النِّساء)؛ فقال رجلٌ منَ الأنصارِ : يا رسولَ الله .. أفرأيتَ الحموَ؟ قال: (الحَموُ الموتُ). رواه البخاري
والحمو: أقارب الزوج وخاصة أخوه.
2.(حرمة نساء المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم، وما من رجل من القاعدين يخلف رجلا من المجاهدين في أهله فيخونه فيهم إلا وَقَف له يوم القيامة، فقيل له: قد خلَفك في أهلك، فخذ من حسناته ما شئتَ، فيأخذ من عمله ما شاء، فما ظنكم؟). رواه مسلم
والمسجون ظلما في سبيل الله هو من المجاهدين.
وقوله: (فما ظنكم) هو تهديد عظيم يحتمل ثلاثة وجوه:
أحدها: ما ظنكم أن الله يفعل بهذا الخائن من عقوبة؟!
الثاِني:
أي هل تظنون أنه سيترك له حسنة واحدة في ميزانه، فلن يبقى من حسناته شيء.
والثالث:
ما ظنكم بهذا المظلوم في أهله، هل يتْرك حقه وهو في أمسِّ الحاجة إلى أي حسنة مع هذا العدوان الشنيع على أهله؟!
3. - قال رجلٌ : يا رسول الله .. أيُّ الذَّنْبِ أكبرُ عِندَ الله؟
قال : ( أن تدعوَ للهِ نِدًّا وهو خلَقَك ).
قال : ثم أيٌّ؟
قال : ( ثم أن تقتُلَ ولَدَك مَخافَةَ أن يَطعَمَ منك ).
قال : ثم أيٌّ؟
قال: ( أن تُزانِيَ حَليلَةَ جارِك ). رواه البخاري و مسلم
4. ( لا يخلوَنَّ رجلٌ بامرأةٍ ) رواه مسلم
لو نظرت في هذه الأحاديث الأربعة ستجد أن القاسم المشترك فيها هو "وجود الألفة" بطبيعة الحال.
** فالحمو وهو قريب الزوج يحدث بينه وبين زوجة أخيه كلام، وأحيانا مزاح؛ لأنهم تجمعهم عائلة واحدة ،فبطبيعة الحال يُكسَر حاجز الكلفة بوجود الألفة.
** والساعي على حوائج زوجة المسجون أو المجاهد يبدي اهتماما وودا في غياب رجل البيت؛ فبطبيعة الحال يُكسَر حاجز الكلفة بوجود الألفة.
** وحسن الجيرة يقتضي حسن المعاملة مع الجار وزوجته؛ فبطبيعة الحال يُكسَر حاجز الكلفة بوجود الألفة.
** والخلوة التي تحدث بسبب العمل، أو الدراسة، أو أعمال البر في الجمعيات الخيرية، أو أي سبب تفتح مجالا للمشاركة في أمور شخصية؛ فبطبيعة الحال يُكسَر حاجز الكلفة بوجود الألفة.
وكلما وُجِد الداعي إلى شدة الألفة غلَّظ الله في العقوبة (أي الذنب أكبر؟ أن تزاني حليلة جارك).
وهكذا تستطيع أن تعرف ضوابط الاختلاط ، وهي بكل بساطة: (تجنَّب وجود الألفة).
• لو تقابل شاب وفتاة كل يوم في نفس المكان ولو بغير كلام، ستحدث ألفة تلقائية. هي فطرة أن ينجذب كل طرف للآخر.
• ولو قرأت فتاة لشابٍ خواطره على الفيسبوك تحدث ألفة تلقائيا؛ فتشعر أنها تعرفه، ولا تجد كثير حياء يمنعها من التحدث معه، بل والمزاح أحيانا .
• والذين يلتقون في أعمال دعوية أوخيرية، أومناهضة للظلم ، وكلٌ منهم لا يرى في
نفسه ولا في الآخر إلا أنه يعمل لله، لكن الألفة تحدث بشكل فطري وتلقائي، وحسن الظن المقدم هنا يسبب كوارث أكثر مما يحدث في أوساط غير الملتزمين.
لأن شدة الالفة تذهب بالحياء بشكل تدريجي ، وفي لحظة من لحظات ضعف الإيمان وكثرة الهموم والإحساس بالوحدة، ينقضُّ الشيطان، ويحدث ما يحدث!!
ولا أحد معصوم..لا أحد معصوم ..لا أحد معصوم.. إلا من عصم الله .
نعم .. نحسن الظن في مواطن حسن الظن، ولكن نحذر أشد الحذر من السقوط في حبائل الشيطان ، ونتوقع الضعف البشري من أنفسنا ومن كل البشر، فلا المشهور معصوم، ولا المنتقبة معصومة، ولا المصلي كل الفرائض.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن