'أدوات الرقابة العائلية'.. دليلك العملي للتحكم بأجهزة أبنائك
لم تنتظر شركة آبل أكثر من 24 ساعة للرد على رسالة نشرها بعض المستثمرين فيها حول ضرورة توفير أدوات أكثر صرامة تعطي الأهالي تحكّما أوسع في أجهزة أولادهم الذكية، وهذا بعد دراسات تؤكد تأثيرها السلبي على الأطفال والمراهقين.
إجابة آبل السريعة لم تأت أبدا بسبب تقصيرها، بل هي مجرد تأكيد على أهمية هذا النوع من الأدوات الموجودة مسبقا في "آي أو إس" (iOS)، وحتى في أندرويد من غوغل، مع وعود بتوفير مزيد من التحكم مع مرور الوقت لا أكثر.
أندرويد
تدرك شركة غوغل خطر شبكة الإنترنت على المستخدمين بشكل عام أيا كانت فئتهم العمرية، كيف لا وخوارزمياتها وقاعدة بياناتها تحتوي على معظم المواقع الإلكترونية الموجودة على الشبكة بفضل محرك البحث، ولهذا السبب طورت الكثير من الأدوات للحد من مخاطر المواقع والتطبيقات الخبيثة التي تظهر هنا وهناك، كما أصبحت قادرة على رصد الأدوات الخبيثة التي تظهر فجأة لمنعها من الانتشار.
ولا يختلف الحال أبدا في نظام أندرويد، فالشركة عاما بعد عام تتخذ إجراءات أكثر صرامة للحد من التطبيقات الخبيثة، ومن المحتوى الخبيث، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، توفر أدوات افتراضية داخل نظام أندرويد تتيح للأهالي التحكم بأجهزة أبنائهم بشكل واسع، بما في ذلك منع بعض التطبيقات، أو منع الوصول لمتجر التطبيقات من الأساس.
ابتداء من أندرويد 5.0 وما بعده على الهواتف الذكية، وأندرويد 4.3 وما بعده على الحواسب اللوحية، يمكن إنشاء أكثر من حساب على نفس الجهاز، تماما مثلما هو الحال في أنظمة تشغيل الحواسب، لكن الأدوات المتوفرة في أندرويد أشد صرامة وأكثر فاعلية على اعتبار أنها الأجهزة الأكثر استخداما من قبل الأطفال والمراهقين في الوقت الراهن.
وكملخص بسيط، يمكن للأهالي على نظام أندرويد إنشاء حساب جديد يُمنع فيه الطفل من إنشاء حساب بريد إلكتروني أو استخدام تطبيقات البريد الإلكتروني قاطبة. كما يمكن منعهم من استخدام متجر التطبيقات "غوغل بلاي" (Google Play)، أو يمكن السماح به مع فرض ضوابط تحاول تقليل الخطر والحد منه قدر الإمكان. المتجر بشكل عام تتوفر فيه مواد مختلفة كالتطبيقات، والكتب، والأفلام، والموسيقى، ولهذا السبب توفر غوغل مجموعة من الأدوات للتحكم في كل نوع على حدة. كما يمكن ضبط رمز أمان يعيق إتمام أي عملية تثبيت، تحديث، إزالة، لحين إدخال الرمز الذي من المفترض أن يحتفظ به الأهالي لأنفسهم.
أما ومن الناحية العملية، فالخطوات بسيطة جدا وتبدأ من داخل الإعدادات (Settings)، وبسبب اختلاف تنظيم الأقسام مع اختلاف إصدارات وتوزيعات نظام أندرويد، يمكن الاستعانة بشريط البحث للوصول للقسم المطلوب. لإنشاء حساب جديد والتحكّم بإمكانية الوصول للمتجر:
- يتم الدخول أولا إلى الإعدادات ثم البحث عن المستخدمين (Users).
- يتم الضغط على خيار إضافة مستخدم جديد (Add User).
- عند ظهور رسالة ضبط إعدادات الحساب (Set up User Now) يتم الضغط على الآن (Set Up Now).
- في معالج الضبط يختار المستخدم ما يناسبه كتفعيل البريد الإلكتروني، أو متجر "غوغل بلاي"، مع خيار آخر لتعطيلهما.
في حالة تفعيل المتجر، فإن المستخدم كما أشير أعلاه بإمكانه التحكم بكل شيء. ولضبط أدوات الرقابة داخل المتجر:
- يتم فتح متجر "غوغل بلاي" (Google Play)، ثم الضغط على أيقونة القائمة الموجودة في الأعلى.
- من أسفل القائمة يتم اختيار الإعدادات (Settings) ثم "الرقابة الأبوية" (Parental controls).
- من هنا يمكن ضبط رمز أمان أولا لتظهر جميع الخيارات المتاحة، كل على حدة، حيث يوجد قسم للألعاب والتطبيقات (Apps & Games)، وآخر للأفلام (Films)، وواحد للموسيقى (Music)، وللمسلسلات (TV)، وأخيرا للكتب والمجلات (Books & Magazines).
- داخل كل خيار من الخيارات السابقة هناك إعدادات للتحكم بنوع المحتوى وتصنيفه؛ أي تحديد تصنيف اللعبة أو التطبيقات المقبول بها، وتلك تصنيفات يقوم مطوّر اللعبة بإضافتها أثناء البرمجة، وتقوم غوغل بالتأكد من صحتها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، المقصود بالتصنيف "بي إي جي آي 3" (PEGI 3) هو أن المحتوى ملائم للأطفال من سن الثالثة وما فوق، و" بي إي جي آي 7" (PEGI 7) من سن الثالثة حتى السابعة، وهكذا حتى الوصول إلى "بي إي جي آى 18". أما في الأفلام، فالتصنيف "يو" (U) ملائم لجميع الأشخاص من سن الواحدة وما فوق، و"بي جي" (PG)، وهي اختصار لـ"مع رقابة الأهل" (Parental Guidance)، وهذا يعني أن المحتوى ملائم لكن الأهالي بحاجة لمشاهدته واتخاذ القرار النهائي فيما إذا كانت المشاهد الموجودة ملائمة أم لا.
يمكن أيضا منع الأطفال من إتمام عمليات الشراء أو تحميل التطبيقات المجانية حتى لو كانت ضمن القيود التي تم اختيارها من قبل الأهل:
- داخل متجر "غوغل بلاي"، وبالعودة إلى الإعدادات، هناك خيار "طلب تصريح لتحميل التطبيقات" (Require authentication for purchases).
- ضمن النافذة الجديدة يتم اختيار "لجميع عمليات التحميل أو الشراء" (For all purchases through Google Play on this Device)، وبهذا الشكل ضمن الأهالي استحالة تحميل التطبيقات أو أي نوع محتوى آخر من المتجر دون علمهم.
ولتجنّب تحميل التطبيقات من خارج متجر التطبيقات، يمكن منع تثبيت التطبيقات من مصادر غير موثوقة: من داخل الإعدادات يتم تعطيل خيار "مصادر غير موثوقة" (Unknown Sources)، وهو خيار موجود في معظم نسخ أندرويد داخل الحماية (Security)، وبالتالي لن يوافق النظام على تثبيت التطبيق حتى لو نجح الطفل بتحميله على الجهاز.
مزيد من الأمان
لم تتوقف غوغل عند الأدوات التي توفرها داخل أندرويد بشكل افتراضي، ولهذا السبب قامت بإطلاق تطبيق "فاميلي لينك" (Family Link) الذي يأتي لزيادة مستوى الأمان، وتقليل درجة قلق الأهالي من استخدام أطفالهم المفرط للأجهزة الذكية.
يسمح التطبيق، المتوفر داخل المتجر، بفرض قيود أكثر صرامة من ناحية فترة الاستخدام، فالأهالي وبعد تثبيت التطبيق بإمكانهم ضبط أوقات استخدام الجهاز الذكي، وعند محاولة استخدامه خارج فترة السماح، يظهر قفل على الشاشة لا يمكن تجاوزه سوى بكتابة كلمة المرور التي تم وضعها عند تثبيت التطبيق للمرة الأولى.
ويمكن من خلال "فاميلي لينك" رفض أو قبول التطبيقات الموجودة على الجهاز، وبهذا الشكل يمكن التحكم بكل تطبيق على حدة. أما الميزة الأهم، فهي إمكانية قفل الجهاز من على بعد، مع إمكانية معرفة التطبيقات المستخدمة والوقت الذي يقضيه الطفل باستخدامها، وهذا يعني تقريرا شاملا حول عادات الاستخدام لضمان عدم وجود شيء غير متوقع.
وكرّرت غوغل نفس الأمر مع منصة يوتيوب، فهي أطلقت تطبيق "يوتيوب للأطفال" (Youtube Kids) الذي من المفترض أن يكون محتواه ملائما فقط للأطفال في ظل عدم الاعتماد على الخوارزميات، فالشركة أكدت أن كل شيء يتم عبر جهد بشري لتجنب أية مشاهد مفاجئة غير ملائمة. كما وفرت الشركة أيضا أدوات لقفل التطبيق والجهاز، وبهذا الشكل يمكن تشغيل التطبيق وضبط مؤقت لمدة ساعة زمنية ينغلق التطبيق بعدها، ويمنع الطفل من استخدامه عبر رمز أمان يتم ضبطه عند تثبيت التطبيق، المتوفر بالمناسبة لنظامي أندرويد و"آي أو إس" أيضا.
ولا يختلف منطق آبل في "آي أو إس" عن ذلك المستخدم في أندرويد من قبل غوغل، فالشركة أيضا توفر مجموعة من الأدوات لتقييد استخدام أجهزتها، لكنها لا توفر إمكانية استخدام حسابات متعددة، وبالتالي تُفرض القيود على الجهاز لجميع مستخدميه. ولتفعيلها:
- يقوم المستخدم بالتوجه إلى الإعدادات (Settings) ثم عام (General) وأخيرا القيود (Restrictions).
- عند الدخول للمرة الأولى يُطلب من المستخدم اختيار رمز أمان خاص بالقيود، وهو رمز يجب الاحتفاظ به لأن نسيانه يعني عدم إمكانية العودة من جديد لضبط القيود أو إزالتها.
- وبعد ضبط الرمز يمكن الضغط على "تفعيل القيود" (Enable Restrictions).
تحت عنوان "السماح" (Allow)، هناك مجموعة من التطبيقات الأساسية كالكاميرا، ومتصفّح سفاري، وخاصية "فيس تايم" (Facetime)، وميزة "إير دروب" (Airdrop)، وغيرها من الخيارات. وبهذا الشكل يمكن تعطيل أو تفعيل تلك الخدمات بحيث تظهر أو تختفي لمستخدم الجهاز.
ولتجنب تعقيد عملية ضبط القيود، توفر آبل عنوان "المحتوى المسموح به" (Allowed Content)، وهنا يمكن للمستخدم التحكم بتصنيف الأفلام، والموسيقى، والتطبيقات، التي يمكن الوصول إليها على الجهاز. كما يمكن الضغط على خيار المواقع (Websites) للسماح بتصفح مجموعة من المواقع فقط، أو حظر الوصول لمجموعة من المواقع:
- بالضغط على "المواقع" تظهر مجموعة من الخيارات مثل السماح بجميع المواقع (All Websites)، وحظر التي تحتوي على محتوى للبالغين (Limit Adult Content)، ومواقع محددة فقط (Specific Websites Only).
- عند عنوان "السماح دائما" (Always Allow) يمكن إضافة مواقع مسموح بها طوال الوقت.
- أما عنوان "عدم السماح" (Never Allow)، فهو لإضافة المواقع التي يُمنع المستخدم من الوصول إليها، وتلك قائمة تُعتمد أيا كان خيار المستخدم.
وبتفصيل بسيط للميزات التي يمكن التحكم بها، يمكن حظر تحميل أو حذف التطبيقات، مع إمكانية تعطيل خاصية الشراء داخل التطبيقات (in-app Purchase). كما يمكن رفع مستوى الخصوصية والحماية بتعطيل ميزات مثل الموقع الجغرافي (Location Services)، أو تعطيل الصور (Photos)، أو حتى المايكروفون (Microhpone). أما على صعيد التغييرات، فالمستخدم بإمكانه منع تغيير الحسابات داخل الإعدادات، وهنا المقصود به حساب "آي كلاود" (iCloud). إضافة إلى تفعيل/تعطيل الاتصال بالإنترنت عبر البيانات (Cellular Data)، والأهم هو منع التطبيقات من العمل في الخلفية (Background App Refresh)، وتلك خيارات مفيدة لمنع استهلاك الإنترنت دون علم المستخدم بشكل عام.
آبل توفر كذلك خيار حسابات العائلة في "آي كلاود"، وهذا يعني إمكانية استخدام أكثر من جهاز مع نفس الحساب مع تخصيص قسم خاص لكل فرد، وبهذه الحالة يمكن الموافقة على عمليات الشراء داخل المتجر من قبل الأهالي، ولن يتمكن الطفل بالتالي من إتمام أي شيء بشكل يدوي. وإضافة لما سبق، وعند ضبط الحساب، يمكن اختيار العمر، ليقوم النظام باعتماد الإعدادات الملائمة لتلك الشريحة العمرية، بما في ذلك محتوى المتجر والتطبيقات التي تظهر، ليصبح بذلك المستخدم قادرا على ضبط محتويات الجهاز من جهة من داخل القيود، ومحتويات المتاجر من جهة أخرى عبر "المشاركة العائلية".
بشكل عام، يتميز نظام أندرويد بمرونة أكبر، وهذا سلاح ذو حدّين، فمن جهة، يمكن تثبيت تطبيقات للإشراف العائلي غير تلك المتوفّرة بشكل افتراضي. لكن ومن جهة أخرى، قد تنجح بعض التطبيقات الخبيثة في تجاوز تلك القيود والوصول لشاشة التطبيقات الرئيسية، دون نسيان الإعلانات التي قد لا يكون محتواها ملائما طوال الوقت. قيود نظام "آي أو إس" أيضا ذو حدّين؛ واحد يضمن تطبيقا صارما لجميع قيود المستخدم لا يمكن تجاوزها، وآخر يعني أن المستخدم لا يمكنه الاستفادة من أدوات أخرى، وهذا سبب رئيسي خلف رسالة المستثمرين التي تريد مزيدا من التحكم والأدوات خلال الفترة المقبلة، الأمر الذي قد يرى النور مع إطلاق "آي أو إس 12" في 2018.
المصدر : الجزيرة - ميدان
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة