مستشارة أسرية
زوجي مفقود في الحرب.. وأشتاقه
كتب بواسطة حنان لاشين
التاريخ:
فى : ليسكن إليها
1764 مشاهدة
زوجي مفقود في الحرب لا علم لي بأمره اهو حي أم ميت، أتلهف شوقا للقيا وأحيانا للنسيان ولكن ابنتي منه تذكرني، منذ فترة أصبحت متذبذبة في العبادة وكل ما أنقطع أنسى زوجي وكل ما أعود للطاعة أتذكره بقوة وكأنه معي لأنه كان خير رفيق على طاعة الله، أرشدوني ادعولي أنصحوني ما عدت أطيق البعد.
ج/ يا الله..انت من سوريا إذا!
لا أدري كم عمرك يا حبيبة...برد الله جرح قلبك..
دعيني أحدثك وكل مكلومة مثلك، فاسمعي؛ مِن أروعِ ما تحفظ لنا أوراقُ الكتب ما كتبته الدكتورة عائشة (بنت الشاطئ) عن زوجِها بعد رحيله، فأبدعَتْ في وصف الحب، وغزل الحب، وكيف أنهما روح واحدة تمثلت في جسدين، فأخبرَتْنا كيف كانت وكيف عاشت، ورأينا مسيرتها بعد وفاة حبيبها قرَّةِ عينها. وعاشت الدكتورة عائشة بعد وفاةِ زوجها ولم تتوقَّفِ الحياة! مات ابنها الأكبر "أكمل"، وتوفيت ابنتها "أمينة" في أعقاب عملية جراحية، وهاجَرَت ابنتها الثالثة مع زوجها، الأمرُ الذي جعل هذه الأستاذةَ الجليلة تُعاني الوحدة والجحود، سواء على المستوى العلميِّ أو على المستوى الإنسانيِّ!
عانَتْ بنت الشاطئ مما تخرُّ له الجبال الرواسي، ولكنها كانت تَستصغرُ الدنيا، فلم تبكِ على شيء منها قط، وإنما بَكَتْ على فَقْد الأحبة! ثلاثون عامًا بعد وفاةِ زوجها عاشت فيها من كُبريات الزاهدات في الدنيا كلها!!!
لم تتوقف عن العمل وتَرْكَنْ لليأس، وتخْتفِ في زاويةٍ ما من بيتها تبكي، بل تركَتْ بصمةً واضحة على الصعيد الفكريِّ الديني، والثقافيِّ الإسلامي، ولم تَرْكَن للظروف ولا للمُعوِّقات، وإنما عوَّدت نفسها على الكفاح والجد، وعدم التسليم للتقاليد المميتة، وامتلكَتْ رؤيةً خاصة بها، فمَضَتْ تطلب العلم، وتُوسِّع مدارك أُفُقِها لأبعد الحدود، وتلتقي بأهل العلم، وتتمسَّك بدينها، وتثق بربِّها، حتى غدت أنموذجًا للمرأة المسلمة العالِمة التي نفتقد وجودَها في أيامنا.
حبيبتي...ربما عبر زوجُكِ الجسر وأنتِ الآن وحيدة، فلا تتوقفي عن العطاء، ولا تنسي أنك هنا على الأرضِ لتعمري فيها، فكل لحظة في حياتك كنزٌ، فاشغلي نفسَكِ، وقدِّمي لآخرتك عملًا يسرُّكِ هناك.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن