هل فكرت أن تجاهد نفسك وتصوم إلكترونياً؟
التاريخ:
فى : تحقيقات
1621 مشاهدة
اقترحت رئاسة الشؤون الدينية على المسلمين خلال شهر رمضان القيام بــ "الصيام الإلكتروني" و المتمثل بالامتناع عن تضييع الوقت في شبكة الإنترنت والاستعاضة عنه بقضاء الوقت مع أفراد الأسرة والأصدقاء.
جاء ذلك في مقالة للبروفسور، إلهان قليج، عضو الهيئة التدريسية في كلية الطب بجامعة إسطنبول، في المجلة الشهرية للرئاسة، حملت عنوان "الصيام الإلكتروني"، ذكر فيها أن التكنولوجيا جلبت معها الكثير من الأمور الجديدة.
ولفت إلى أن تلك التطورات وفرت تسهيلات لحياة الناس ولكنها جلبت معها مجموعة من المصاعب، وأضاف" وخاصة في السنوات الأخيرة فإن التقنيات بمجال التواصل مثل التلفاز والإنترنت والهواتف النقالة شكلت العلاقات الاجتماعية بين الناس".
وقال قليج، "لا معنى لرفض التكنولوجيا بالكامل، ونعتقد بضرورة الدراية بجميع هذه التطورات المقلقة، واتخاذ موقف في مواجهتها، ولكن كيف يمكن أن يكون هذا ممكنًا؟ بحسب قناعتي فإن "الصيام الإلكتروني" يمكن أن يكون ممكنًا".
وحول شرحه ماهية "الصيام الإلكتروني" كتب قليج " أنه بدل تضييع الوقت في متابعة أكل الناس والأماكن التي يزورونها، التفكير بمن لا يتمكنون من الأكل، أو من لا تسمح لهم قدراتهم المادية الذهاب إلى الأماكن التي يرغبون بها".
وأضاف،" ومن جانب آخر، ينبغي عدم تضييع الوقت في التحدث مع أشخاص لا نعرفهم على بعد مئات أو آلاف الكيلومترات، وعوضًا عن ذلك يجب تفضيل الاستفسار عن أحوال الجيران والناس الذين نصادفهم يوميًا".
وأردف: "يجب التفكير بكيفية رفع مستوى أنفسنا حاليًا، واللعب مع أطفالنا وإخوتنا أو أطفال جيراننا، وتعليمهم الحياة وماهيتها، بدل قضاء ساعات في مواقع الألعاب".
واقترح قليج على الناس الذين يقضون الدقائق وهم يلعبون لعبة تفجير البالونات على أجهزة الهاتف النقال ورقابهم محنية، أن يقوموا بإهداء طفل سوري مكسور الخاطر بالونًا مليئًا بالآمال عوضًا عنها.
د. أحمد شحروري: لا يكفي أن نصوم بالامتناع عن الطعام والشراب والشهوة؛ لا بد من الصيام عن المحرمات ومضيعات الأوقات في رمضان وغير رمضان
من جانبه أعلن الدكتور أحمد الشحروري أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الزيتونة "صيامه الإلكتروني" قائلاً: علينا أن نعترف أن الانشغال بوسائل التواصل الإلكتروني يأخذ من الوقت ما يجب توفيره للعبادة؛ فرمضان لا يتسع لغيره.
وأضاف شحروري في حديثه لـ"بصائر": لا شك أن الصيام الإلكتروني مجاهدة للنفس؛ والأصل بالمرء أن يعتني بقلبه ليكون سليماً؛ فإن كان كذلك فاض على الآخرين بالخير وإن كان في قلبه خلل وعطب فسينعكس ذلك على محيطه؛ محذراً الشباب من إضاعة الأوقات في رمضان؛ والصيام عن ما هو رديء في وسائل التواصل التي قد تعترض للإنسان دون قصد فيتأثر بها.
وعن نيته تجربة الصيام الإلكتروني قال شحروري: يخشى المرء أن يعتدي تصفح وسائل التواصل الاجتماعي على صلواته وأوقات عبادته في رمضان؛ وما يجب على المرء المسلم في رمضان هو أن ينجو بنفسه، فما قيمة أن تحترق لتضيء للآخرين؟ حتى لو كان استخدامي لهذه الوسائل في الدعوة إلى الله فالأولى صرف الوقت في الصلاة والعبادة.
وختم شحروري بالقول: لا يكفي أن نصوم بالامتناع عن الطعام والشراب والشهوة؛ لا بد من الصيام عن المحرمات ومضيعات الأوقات في رمضان وغير رمضان، وما نقصده بالصيام الإلكتروني هو أن نحفظ آذاننا وجوارحنا وأعيننا من الزلل.
المصدر : موقع بصائر
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة