الأخت الكبرى
اليابانيون لديهم احتفال يسمى «يوم الأخت الكبرى» حيث يجتمع كل أفراد العائلة لتقديم الهدايا تقديرًا لدورها الفعال في الأسرة!
هذه المعلومة أعرفها منذ سنين تقريبًا، والذي دفعني لإتحافكم بها، أدامني الله متحفًا، أنني تفاجأت من شهر تقريبًا أن عدوى اليابان بخصوص الأخت الكبرى قد أصابت سائر الكوكب، إذ تبين لي أن هناك يومًا عالميًا اسمه «اليوم العالمي للأخت الكبرى»، وحقيقة لا أعرف ما الذي دفعني لأتفاجأ أساسًا لم يبق شيء لم يجعلوا له يومًا، من يوم القهوة العالمي، إلى يوم السّلّ، وإذا بقيت البشرية تنحو هذا النحو في جعل أيام للأشياء، فإنها ستضطر نهاية المطاف أن تدمج يومين في يوم واحد كأن يصبح أحد الأيام اليوم العالمي للكتاب واليوم العالمي للبيتزا!
المهم وبلا طول سيرة، تناقشت ولفيف من الأصدقاء شأن الأخت الكبرى، وفوائدها، وإن كانت تستحق يومًا عالميًا فعلاً، وقد اتفق المجتمعون على ألا يتفقوا كما هي الحال في القمم العربية! ولكن يمكن تلخيص أهم النقاط التي أسفر عنها هذا الاجتماع المبارك في ذاك اليوم الذي قد يكون صادف اليوم العالمي للبطاطا المقلية.
اتفق المجتمعون على حُب أخواتهم الكبيرات، وهذا لا يعني أنهم يكرهون بقية أخواتهم حتى الصغيرة التي غالبًا ما تكون جاسوسة البيت! إلا أن لها دورًا مهمًا بحكم كونها آخر العنقود، ودلوعة الوالد، ويمكن استخدامها كورقة ضغط لتمرير بعض المشاريع العائلية! ولا سبيل لنكران أن الأخت الكبرى في أغلب الأحيان تكون الأم الثانية للبيت حتى لإخوتها الذكور الذين يكبرونها سنًا، وهي بنك تسليف صغير، ومصدر من مصادر التمويل لإخوتها الذين لا يسددون قروضهم الصغيرة! وهي مستشارة من الطراز الرفيع، وكاتمة أسرار، ومصدر ثقة يبعث على الارتياح.
غير أن بعض المجتمعين أفادوا أن الأخت الكبرى تمر بأكثر من طور حياتي، فهي قبل الزواج غيرها بعد الزواج، فبعد الزواج تصبح الراعي الرسمي لأعمال السخرة، إذا ما جاءت زائرة برفقة عفاريتها الصغار، تتكئ اتكاءة كليوبترا على العرش، وتصدر الأوامر لإخوتها بالانتباه لابنها، وتغيير ملابس ابنتها، وبوضع هذا الشيء هنا، وتغيير هذا الشيء هناك، تكركب البيت كله هي وأولادها وعلى الجميع أن يكون شاكرًا لهذه الحياة التي بثوها في البيت، ويُمنع الاعتراض في ساحة الحرب هذه التي أحدثوها، وإلا فالملكة «إليزابيث» ستهدد بأنها ستكون هذه الزيارة آخر عهدها بتفقد الرعية!
كل ما ورد أعلاه من باب الاستظراف والملاطفة، الأخوات بأي ترتيب كنّ، كبريات أو صغريات أو بينهنّ، كلهنّ قطع من القلب، فلا تأخذوا كل شيء على محمل الجد!
المصدر : الوطن
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن
الأَكَلَةُ... والقَصْعة