كيف يكون الحب في الله
كتب بواسطة الشيخ خالد بهاء الدين
التاريخ:
فى : شباب بنات
2562 مشاهدة
مولانا أنا أحبك؛ لكن دومًا أخشى أن أقول "في الله" فربما أكون كذبت ولا يكون حبي إلا حب الأخ لأخيه، لكن أستغل الأمر فأسأل: كيف أوقن أنه في الله؟ وهل يجب أن يكون الحب خالصًا لوجه الله كي يحدث الأجر؟ وماذا لو اختلطت الأمور: أحبه لما فيه لله ولما فيه لنفسي؟ عارف إني ممكن أكون تعنت فاعتبر إني بحبك وخلاص
ج / الحمد لله وحده.
أحبك الله ورضي عنك يا أخي عمرو.
هوا تعنت بعقل : ).
في الحقيقة، أنا مثلك، أخشى أن أقول: في الله.
وأتوقف كثيرًا، وأرى أننا محقّان في خشيتنا هذه.
خاصة إذا استحضرنا أن شيخ الإسلام ابن تيمية قد ذكر أنَّ (كثيرًا) من الناس يغلط، فيظن أن الحب في الله ولا يكون كذلك.
وهذا متناسب مع كون باب الحب في الله والبغض في الله عظيم مهم، حتى يأتي في الحديث أنه مِن أحبِّ الأعمال إلى رب العالمين سبحانه، ويأتي أنه (أوثق عرى الإيمان)، وأنه يستوجب ظلَّ الله في الآخرة يوم لا ظلَّ إلا ظلّه سبحانه!
وهذا عجيب، ومعقول جدًّا في نفس الوقت.
وعلى كل حال فقد ذكر بعض العلماء للحب في الله علامة وأثرا، بهما ينكشف إن شاء الله، بعد أن ذكروا أن معنى كونها في الله هو: أن تكون خالصة من الأغراض البشرية، أي: الحظوظ الدنيوية.
فقالوا: علامة أنها لغير الله: انقطاع المحبة عند انقطاع السبب.
أو قالوا: علامة الحب والبغض في الله: ألا ينقلب البغض حبا إذا أحسن إليك، أو خدمك أو قضى لك حاجة.
ولا ينقلب الحب بغضا إذا فعل ما يؤلمك أو ما تكرهه.
يعني من أمور الدنيا، وأغراضها.
فأنت إنما تحبه لما معه من معاني الإيمان والعمل الصالح، وتبغضه لما معه من ضد ذلك، وما هو في معناه من جلافة وصلف وكبر وغرور ونحو ذلك.
فمهما فعل معك من أمور الدنيا من إحسان أو إساءة، مما لا يؤثر على ما معه من إيمان وعمل صالح، فلا يؤثر على ما تجده من حب وبغض.وأما الأثر:
فهو أن تعطي وتمنع لله.
فلا تؤثر من تحبه في الله بالدنيا دون غيره.
ولا تمنع من تبغضه في الله ما معك من الدنيا، إن كان في ذلك مصلحة لك أو له من أمور الإيمان.وهذا نحو ما أخبر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الذي في صحيح البخاري قال: (فوالله إني لأعطي الرجل، وأدع الرجل، والذي أدعُ أحبُّ إليَّ من الذي أعطي).
فمن أحب لله وأبغض لله، كان عطاؤه لله، ومنعُه لله.وأما اختلاط الأمور، فأنت تعلم أن الله يحكم بين العباد، ويعطي العباد كلا بحسب ما معه من خير، ولا يظلم أحدًا.
والرجاء في الله أن يجعل أعمالنا القلبية والظاهرة خالصة من لعاعات الدنيا.
ربنا يبارك فيك يا عمرو ويرضى عنك.
الشيخ خالد بهاء الدين
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن