أشعر بالوحدة
كتب بواسطة أفنان الجعر
التاريخ:
فى : شباب بنات
2115 مشاهدة
الصديقات تزوجن وخطبن وانشغلن بحياتهن، إخوتي نفس الوضع، هو رحل وتركني.. أشعر بوحدة لم أشعر بها من قبل. كنت محاطة بالكثير والكثير لكن يبدو أنهم جميعا كانوا كغثاء السيل، وأنا على وشك أن أتمم عامي السابع والعشرين أي لست صغيرة. لا أحد يعلم ما اعاني سوى الله، وينظر لي الجميع على أني في راحة..
ج / تعالي، تعالي..
قلتِ كم عمرك؟! كم كم؟!
٢٧..؟؟!
حرام عليك، أنت في ذروة الجمال، وفي عز البهاء، وفي كمال الجاذبية، وعمرك بهي غني ثري طري..!
والله لو كنتِ ستينية، ستظل روحك روح " أنـــــثــــى"، مدار الحب في هذا العالم، مضخة الحنان في هذا الكوكب، الملاذ في الحياة، السلام والجمال، الأمان والدلال..
لا أكتب كلامًا تنظيريًا، جدتي حتى اليوم تحب الدلال، وتبهجها قصائد الغزل، وإذا استحت تتورد وجنتاها، وتأكل الشوكولاتة، وتعشق الكحل والحليّ والحناء، متفجرة حنانًا ورقة، مشعة بهجة وكرمًا، إذا ضحكت أذنت لثغورنا أن ترقص البسمات عليها ببراعة..
فعمّ تتحدثين؟!، ما الذي سمم ذهنك ليقر في قلبك مثل هذه الشيخوخة..؟!
الأنثى لا تشيخ يا حُلوة..!
الأنثى ليست مجرد جسد يورق فيه الجمال، ويُحتكر فيه، ولو كان كذلك فما الحنان إذن؟ وما الحب وما الوفاء وما اليد الندية؟
الأنثى إذا عرفت قدر نفسها وأحاطت قلبها بمضادات حيوية تحارب الموت، وأشباه الموت، وأصحاب الموت، وكلمات الموت، وتعلمت، قرأت، واهتمت، أصبحت وهجًا لا يخبو ضوؤه ولو كره الظالمون المظلمون..!
لا تسجني نفسك في قولهم: " البنت إما في بيت زوجها أو في قبرها "!!!
هذا هراء، ووأد للبنات، وغباء وجنون..!
لا تتزوجي بسبب عمرك!! ولا تنتظري بخوف ولا شيء يحفزك لهذه الرجفة سوى تقدم السنين بك..!!
لا تقتلي ذاتك، جوهرك، وجمالك..
تزوجي حين يأذن الله ويسخر لك من يليق بك، اهتمي بكونك غالية ليأتيك من هو من جنس معدنك وقيمتك..!
فإن لم يكن ذلك، فلم تكن الحياة محصورة يومًا في رجل هو من يضيف إليك قيمتك!! أبدًا..!
ولست أقلل من شأن سنة الله في أرضه، لكني ألفت انتباهك إلى أن الله عز وجل لم يجعل السعادة كلها في هذه السنة، بل يعطي كُلًا ما يصلحه، فلربما كانت حياة العزباء خير لها من زواج يشيبها قبل المشيب وولد يكون عليها ربًا ومال يكون عليها عذابًا وخليل ماكر عينه تراها وقلبه يرعاها إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أذاعها، وقد استعاذ حبيبنا صلى الله عليه وسلم من هذه الأربع الأخيرة، وظلت هذه الاستعاذة لهج كل من يخشى على نفسه مستقبلًا شقيًا، وفتنًا مدلهمة..!!
اخرجي من دائرة تعج بأفواه التافهين، الذين لا خير في نجواهم، ولا قول حسن، ولا فكر منير، بل تعييب جاهلي أحمق، وأفكار بالية هدامة، تحبس المرأة في نسق واحد، وتظل تكرهها على أن تعيش وقفًا للحظوظ، فتموت المسكينة وهي لم تعش يومًا جميلًا عرفت فيه قدر نفسها..!!
عيشي العمر فهو مرة واحدة، افرحي بنعم الله واستغليها، ودومي سعيدة بكل ما فيك من حياة وعافية وجمال.
يا حبيبتي..
اهتمي بجمالك لأجل نفسك وعينيك وذاتك، لا لأجل أحد في المقام الأول سواك، وتعلمي فالعلم نور في الصدر كلما عمّ خلجاتك أشرق في وجهك وفي سلوكك، وأحبي الحياة، ليحبك الناس، ولتعلمي أن الدنيا ليست لننعم دائمًا، أو نشقى دائمًا..
يا حبيبتي حتى الرزق الحسن هنا ابتلاء نحاسب عليه، لكنه في الآخرة جزاء نكافأ به..
فافحصي الأفكار قبل سيطرتها عليك، وقودي قلبك إلى النعيم، ولا تنتظري من يليق بك، هو من سيقدم نفسه بين يديك حين يأذن الله بكونه أميرًا يليق بأميرة..!
وتذكري دائمًا:
ليس من شأن الأميرات أن يراقبن الشباك، إنهن فقط يعشن السلطان اللائق، والبقية تأتي تبعًا.
المصدر : موقع إشراقات
"إنّ الآراء الواردة في المقال لا تعبّر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع، وبالتالي فإنّ الموقع لا يتحمّل تبعات ما قد يتًرتب عنها قانوناً"
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء التاسع
اكتئاب المراهقين وفنّ التعامل معه
بواعث الأمل.. بين جدران العزل
ذكريات غَزَتْني!
الإنسان كما يعرِّفه القرآن ـ الجزء الثامن